بسم الله الرحمن الرحيم
تمر علينا هذة الايام ذكرى رحيل علم من اعلام القراء العظام واحد رجال الجيل الذهبى فى فنون تلاوة القران الكريم انه


الشيخ / محمود على البنا
واليكم قصة حياته لنتعرف عليه عن قرب

الحلقة الاولى

عندما ترى الندى فى صباح البساتين على وجه الزهر والزرع والرياحين فتلمسه على رفق وتشعر بدبيبه يسرى فى كيانك ووجدانك وبرده فى ضلوعك كان صوت
الشيخ / محمود على البنا
وسنحاول ان نعيد عجلة الزمن الى الوراء ونجذب من اعماق الذاكرة خيوط الذكرى لننسج منها رحلة حياة القارئ الشيخ محود على البنا بعد رحيله عن دنيانا منذ خمسة وعشرون عاما

ونطرق الان ابواب الذاكره ونعود معها لعام 1926 من القرن الماضى ونقطع 85 من القاهرة شمالا لنصل الى قرية شبرا باص مركز شبين الكوم محافظة المنوفيه حيث مسقط راس الشيخ رحمه الله لنشهد ميلاده ونعيش مع ابويه اول لقطة فى حياته

ففى القرى والنجوع المصرية العادات والتقاليد على تسير امور اهلها فأعتادوا الاحتفال و التهنئه لانجاب الطفل عكس انجاب البنت
وكان الحاج على البنا ( والد الشيخ ) فى العام 1926 ليس لديه من الابناء الا طفله واحده اسماها ( رتيبه ) وكان عمرها 5 سنوات وحيدة بلا اخ او اخت
وعلى مدى اربع سنوات متتالية تسبق هذا التاريخ ( 1926 ) كانت تنجب زوجته فى كل عام ولد وكان يموت الطفل من فور ولادته وقبل ان تتلقاه يد والديه يكون الطفل قد فارق الحياة ......وكان هذا السبب منبع قلق لدى الحاج على البنا وزوجته الا يمنحهما الله فرصة انجاب الولد ولكن الحاج على البنا يعلم بخبرته فى الحياة ان الله قادر ان يرسل لعباده الفرح بعد الالم ........ومن هنا صارظل الامل المرتقب فى انجاب الولد
وفى العام 1926 كانت زوجة الحاج / على البنا حبلا فى مولود جديد ......مما جعلهما يعيشان حاله من القلق والترقب للمولود الجديد والله وحده يعلم ان كان هذا المولود سيجلب السعاده لوالديه ام الحزن والالم كما كان يحدث من قبل
ولذا ظل الحاج على البنا يدعو الله ان يرزقه الولد الصالح
ومرت الاشهر القليله الباقيه من حمل زوجته بطيئة كأنها الدهر كله حتى جاء الموعد ..................

.......................وللقصة بقيه ان كان فى العمر بقيه

رحم الله الشيخ البنا رحمة واسعه واسكنه فسيح جناته .............امين

رد: قصة حياة الشيخ محمود على البنا

قصة جميلة جداااااااااا
تحكى لنا حياة اسطورة من اساطير قراء القران الكريم
انة الشيخ البنا
الذى تالق ولمع فى سماء القران الكريم
فابهرنا بصوتة العذب وباداءة الاخاذ وباسلوبة وطعمة الخاص
ونحن فى اشتياق الى سماع المزيد والمزيد عنة
علية رحمة الله
جزاكم الله خيرا استاذنا وحبيبنا استاذ هانى
وحمدالله على السلامة ومنور المنمتدى كلة
ويارب متغبش عننا كتير عاوزين نتمتع من علمك وحبك لقراء القران الكريم
ووحشتنا مواضيعك لمولانا الشيخ مصطفى اسماعيل
بارك الله فيك
وتقبل الله منا ومنكم صالح الاعمال ان شاء الله

    رد: قصة حياة الشيخ محمود على البنا

    :makul:جزاك الله خيرا
    اريد تفصيلا اكثر
    بارك الله فيك

    رد: قصة حياة الشيخ محمود على البنا

    أبوعبيدة المصرى, post: 213438 كتب

    :makul:جزاك الله خيرا
    اريد تفصيلا اكثر
    بارك الله فيك

    المزيد والنوادر قادمه ان شاء الله

    رد: قصة حياة الشيخ محمود على البنا

    جزاكم الله خيرا ياغالي وربنا يجعله في ميزان حسناتكم
    ورحم الله القاريء الشيخ صاحب الصوت الجميل الشيخ محمود علي البنا

    رد: قصة حياة الشيخ محمود على البنا

    جزاكم الله خيرا ياغالي وربنا يجعله في ميزان حسناتكم
    ورحم الله القاريء الشيخ صاحب الصوت الجميل الشيخ محمود علي البنا

    رد: قصة حياة الشيخ محمود على البنا

    بارك الله فيك وجزاك الله كل خير استاذ هاني على القصه الرائعه لأحد اعلام الرعيل الأول ومدرسه عريقه في عالم التلاوه الشيخ البنا رحمه الله

    رد: قصة حياة الشيخ محمود على البنا

    جزاكم الله تعالى خيرا استاذ هانى ورحم الله الشيخ البنا وفى انتظار البقية بفضل الله تعالى

    رد: قصة حياة الشيخ محمود على البنا

    رحم الله هذا النسل الطيب المبارك والقصة مشوقة وفي انتظار البقية أخي الحبيب هاني

    رد: قصة حياة الشيخ محمود على البنا

    الحلقة الثانية

    وجاءت لحظة تحقيق الامل يوم 17 ديسمبر من عام 1926 واهل القرية يغطون فى نوم عميق فقد همست زوجته اليه ان يغيثها بالداية فقد حان موعد قدوم المولود الجديد وفى لمح البصر نهض الحاج على البنا من فراشه واحضر الدايه .....وصرخات الزوجة تعلوا ومشاعر الحاج /على بين الامل واليأس
    وتوترت اعصابه فكان يروح ويجئ بالبيت بينما انزوت الطفله رتيبه فى ركن من اركان البيت تبكى من صراخ امها ووالدها مشغول عنها بصراخ امها
    لحظات عصيبه عاشها الثلاثة وفجأه................................
    انقطع صراخ الام وتبدل بصراخ المولود ...خرجت الدايه تبشر الحاج على وتقول له ولد ولد ولد يا حاج على واطلقت زغرودة معلنة النبأ السعيد بقدوم ( شيخنا الفاضل ) الى الحياة ..وحمل الحاج / على المولود واسمها محمود حمدا لله على عطائه ...فرفع الحاج / على يده الى السماء ودمع الفرح تبلل وجهه قائلا ( يارب احفظة ...ليحفظ قرانك )
    نذر الحاج / على مولوده الجديد للقرأن
    وفى احد الايام من ايام الصيف الحار تسللت الطفله رتبية ( وكانت تبلغ من العمر ان ذاك سبع سنوات ) من بيت ابيها الحاج على البنا وحملت اخاها محمود ( عامين ) لتلعب من قريناتها فى القرية وبعيدا عن اليبت فى عز الظهر واسندت اخاها محمود الى جدار احد المنزل لتجنبه حرارة الصيف الحارقة .....ومر وقت طويل قضته رتيبة فى اللعب حتى انساها اللعب موعد الرجوع الى المنزل .....ووقفت الام خلف باب الدار تنظرهنا وهناك باحثة عن طفليها ونارها نارين نار اللهفه على الطفل محمود والخوف عليه من حرارة الشمش ونار الخوف من قدوم الحاج على البنا الى البيت ويكتشف غياب الطفله رتيبه بالصغير ( محمود ) فيشبع رتيبه ضربا ويكيل الى الام اللوم المر
    واعدات رتيبه على فعلتها هذة اذا كانت امها تكلفها بحمل اخاها الصغير حتى تنتهى من اعمال المنزل ......... ولسوء الحظ لم يتأخر الحاج / على البنا هذة المرة فى المسجد كعادته ...ووقع المحذور وعرف بأمر غياب رتيبه ومعها الطفل الصغير محمود فاشتعل غضبه وخرج على عجل لاحضارهما ونالت رتبه علقة سخونه ونالت الام تعنيفا من الاب
    وتمر الايام ويبلغ الطفل محمود العام الثالث من عمره وفى احدى الايام وعندما حل المساء كان الحاج على جالسا مع اصحابه امام البيت على المصطبة يتسامرون وعلت اصواتهم بالضحكات وهم يتبارون باحلامهم المستقبليه لابنائهم وكان معهم الشيخ موسى المنطاش جار الحاج على البنا بالجنب وكان الكبير والصغير فى القرية ينادونه ب COLOR=darkgreen اذ كان يقدم لاهل القريه اكبر خدمه وهى تحفيظ اولادهم للقران وكان سيدنا ضخم الجثه وصاحب صوت جهورى وذا بصيرة نفاذة ....وطالت الجلسه مع الاصحاب والواحد تلو الاخر يتحدث عن احلامه مع مستقبل ابنه [/COLOR]
    وجاء الدور على الحاج / على البنا

    الحاج / على البنا

    الحاج / على البنا : اتمنى من الله ان يحفظ محمود القران واتمنى من سيدنا يساعدنا على تحقيق امنيتى
    ضحك سيدنا وسأل : هوه محمود عمره كام دلوقتى
    الحاج على البنا : اتم تلاثة سنوات منذ ثلاثة اشهر
    سيدنا : لسه بدرى يا حاج عليه ولما يتم الخمس سنوات هاته مع العيال فى الكتاب
    ورغم ان الحاج / على رزق بعد الطفل محمود بالطفل عبد الهادى الا انه لم ينس ابدا نذره محمود للقران
    ومرت الايام وبلغ الطفل محمود الخمس سنوات وجاء الدور على سيدنا ليفى بوعده بتحفيظ الطفل محمود القران وبالفعل اصطحب الحاج على ابنه محمود الى كتاب سيدنا وكان الكتاب غاصا بالاطفال ويحدثون بحوارتهم مع بعضهم ضوضاءكبيرة وماهى الا لحظات وصاح سيدنا فى الاطفال
    " اقعد يا ولا منك له مش عاوز اسمع صوت
    وكان سيدنا يستعين بصبى صغير يدعونه ( العريف ) يساعده فى جلسته وايضا مساعدة الصغار على حفظ القران الكريم
    وكان سيدنا عنيفا فى تعامله من الاطفال وكان اسلوبه المتبع مع الاطفال هو التخويف والترهيب والعصا لمن عصى ........وفى بداية الامر ضاق الطفل محمود ذرعا بأسلوب الشيخ التعليمى وانصرف عن الكتاب وعن حفظ القران الكريم واصبح يقضى معظم ساعات النهاربالرياح المنوفى يسبح مع اصدقائه حتى انه ذات مره تحدى اصحابه بالمرور من اسفل صندل كان مار بالرياح المنوفى وبالفعل فعلها الطفل محمود ومر من اسفل الصندل حيث مواتير الصندل تدور تحت الماء متحديا رفاقه
    والاب يراقب فى قلق عظيم انهيار حلمه الكبير امام عينه بعد ان فشل فى اعادة ابنه الى الكتاب فشكا الحاج / على البنا اهمال طفله الصغير محمود لسيدنا وتوعد سيدنا الطفل محمود بالضرب ليستيقظ الطفل ذات صباح على .............................

    وللقصة بقية ان كان فى العمر بقية.................

    رحم الله الشيخ البنا رحمة واسعه واسكنه فسيح جناته .............امين

    رد: قصة حياة الشيخ محمود على البنا

    بارك الله فيك أخي هاني
    على هذه القصة الرائعة
    ونتظر منك مزيد من الابداعات والنوادر
    ورحم الله شيخنا
    وجعله في ميزان حسناتك
    وجزاك الله خيرااااااااااا

    رد: قصة حياة الشيخ محمود على البنا

    جزاك الله كل خير اخى هانى
    وحمة الله على قراء مصر

    رد: قصة حياة الشيخ محمود على البنا

    شوقتنا لسماع باقي الحكاية بارك الله فيك وياريت لو تضيف بعض المقاطع القرآنية الصوتية للشيخ داخل الموضوع ليزداد الموضوع جمال وحلاوة وبهاء

    رد: قصة حياة الشيخ محمود على البنا

    شكرا لك اخى الفاضل لسردك قصة حياة اسطورة فى قراءة القران الكريم
    رحمه الله شيخنا البنا رحمة واسعة وادخله فسيح جنته

    رد: قصة حياة الشيخ محمود على البنا

    الحلقة الثالثة

    وذات صباح استيقظ الطفل محمود على البنا على وخزات عصا العريف يوقظه من نومه ويجذبه بعنف خارج الدار دون افطار وحافى القدمين ودون ان يغسل وجهه بالماء والطفل محمود يستغيث بأهله ولكن لا مجيب له وينجح العريف باقتياده الى كتاب سيدنا الشيخ موسى المنطاش لينال من سيدنا اشد الوان العذاب
    وها هو الشيخ موسى يمتطى عصاه وفلكته ويضع الطفل محمود فى الفلكه وينهال سيدنا على الطفل محمود بضربات عنيفه على قدميه حتى يعرف جزاء من ينصرف عن حفظ القران الكريم .وكانت هذة المرة الاولى والاخيرة التى ينال فيها شيخنا الفاضل علقة سخنه من سيدنا كان الشيخ محمود البنا لا ينسى تلك العلقه من سيدنا والعريف طوال حياته
    واضافت تلك العلقة احتراما وهبة لسيدنا عن الطفل محمود وهكذا بين ترهيب وتخويف سيدنا وترغيب الاب الحاج / على البنا اكمل الطفل محمود حفظ القران ومن حرصه على الحفظ كان النوم لا يعرف طريقه اليه الى بعد ان يحفظ اللوح المقررعليه من سييدنا
    وتمر الايام ومال سيدنا الى الطفل محمود بعدما احتل الطفل محمود مكانه فى قلب سيدنا لاجتهاده
    وخلال تلك الفترة تظهر علامات النبوغ على الشيخ محمود اذ كان يجلس مع ابيه واصدقاء ابيه على المصطبه فى الصيف ويطلب الاب من ابنه تلاوة سورة الرحمن ...ويبدأ الشيخ محمود التلاوة ويزداد الجمع حول الشيخ الصغير من حلاوة الصوت ونداوته
    وكانت هذه المواقف تزرع فى نفس الشيخ الثقة لتختصر من عمر الطفوله وتنقله الى عالم الكبار
    وجاء يوم الحصاد فبعد جهد كبير ومثابر وبعد خمس سنوات فى كتاب سيدنا اتم الشيخ محمود حفظ القران واجاده اجاده تامه

    الشيخ البنا وهو ابن احدى عشرة سنه
    وكان الشيخ قد بلغ من العمر الحادية عشر من العمر وبعد الكتاب هم الوالد ان يلحق ابنه بالازهر الشريف وبالفعل قدم الاب لابنه فى معهد شبين الكوم الازهرى ولكن ...........نجح الشيخ فى امتحانات القبول الا مادة الرياضيات وكان من شروط القبول فى المعهد النجاح فى كل مواد اختبارات القبول وبهذا السبب تفرق الشيخ البنا عن اصدقاء الطفوله صبرى سلامه ومحمد طمان .....ورجع الحاج على بابنه الى القرية والالم يعتصره على فوات فرصة التحاق ابنه بالازهر وبعد هذة الصدمه بأيام اقتراح احد اصدقاء الحاج / على عليه بان يلحق ابنه بمعهد المنشاوى الازهرى بمدينة طنطا حيث اختبارات القبول ليست شرطا للقبول فيه وبالفعل استمع الحاج على البنا الى اقتراح صديقه وقدم اوراق الشيخ محمود على البنا بالمعهد


    صحن معهد المنشاوى الازهرى بطنطا
    ....وكانت طنطا تبعد كثيرا عن قريته تبعد حوالى 50 كم ولكن فى هذا الوقت كانت مسافة كبيرة .......وقام الحاج على بالحاق ابنه بالمعهد وكان فى المعهد بعض فتيان قرية شبرا باص يدرسون فيه وكانوا يعيشون فى منزل واحد يعيشون مغتربين ولا يعودون الى قريتهم الا فى المناسبات و الاعياد
    واخذ الشيخ البنا يتردد على مولد السيد البدوى واستمع الى الشيخ محمود سعودى رحمه الله واعجب به الشيخ البنا وفى تلك السن الصغيرة بدء يقلد الشيخ محمود سعودى
    وفى يوم من الايام اسند الشيخ الصغير ظهره الى احد اعمدة المعهد وجلس اقرانه حوله وبدء بالقراءة واعجب به زملاؤه لنداوت صوته واندمج الشيخ الصغير فى القراءة حتى لمح احد الاقران الشيخ / معوض شيخ المعهد ففروا جميعا من عصاه الا الشيخ البنا لم يكن يراه ووقف الشيخ / معوض وقال اكمل يبنى صوتك حلو فتح الله عليك واعجب به شيخ المعهد وبشره بمستقبل باهر ان شاء الله
    وجاءت امتحانات اخر العام وحدث
    انا الشيخ تفوق فى كل المواد الا مادة الرياضيات وكان الحاج / على البنا يعد للاحتفال بمناسبة نجاح ابنه ولكن رسب الشيخ فى مادة الرياضيات وكان الشيخ محمود يرفض ان يدخل الحزن على قلب والديه حتى اصبحت عودته الى شبرا باص شبة مستحيله على الاقل فى هذة الفترة
    وساعده زملاؤه الاوفياء بمحاولات انتقاله للفصل الدارسى الجديد وتوسطوا عند الشيخ / معوض شيخ المعهد لاتاحة فرصة اخرى للشيخ محمود للاعادة والتجاوزعن هذة المادة على ان يدخلها فى امتحانات الملحق ولكن للاسف باءت كل المحاولات بالفشل لرفض شيخ المعهد رفضا قاطعا
    ولكن الشيخ / معوض قدم للشيخ محمود اغلى نصيحة فى حياته وتلك النصيحة غيرت مجرى حياته
    يا محمود يبنى انت موهوب و صوتك حلو وامكانيات صوتك تؤهلك لان تصبح من الصيته ( القراء ) الكبار فعليك بالذهاب الى المعهد الاحمدى بطنطا لمقابلة الشيخ / ابراهيم سلام لكى يعلمك اصول القراءات الصحيحة
    واقتنع الشيخ محمود وزملائه بهذا الحل بعدما سقطت من ايديهم كل الحيل والحلول واتفقوا مع الشيخ محمود الا يخبر احد منهم والده برسوبه حتى يضع اقدامه على طريق النجاح الجديد مع الشيخ / ابراهيم سلام
    ولكن من هو الشيخ / ابراهيم سلام ؟
    سؤال وجهه الشيخ محمود الى زملائه
    فرد احدهم : الشيخ ابراهيم سلام ده شيخ عظيم وكفيف وله شهرة بين اهل طنطا فى قدرته على تعليم القراءات ورى الناس عنه انه رأى فى المنام رؤيه مفادها ان لله قد اختاره لتعليم الناس القران ومن وقتها رفض الشيخ ابراهيم سلام ترشيحات الاوقاف بتعينه مدرسا مثل باقى زملائه ووهب حياته لخدمة القران الكريم
    واضاف اخر ان الشيخ / ابراهيم سلام له قدرة خاصة على تميز الموهبة من الاية الاولى فاذا قال للطالب فتح الله عليك ده معناه انه سيصبح احد تلامذته واذا قال له امشى ده معناه ان الطالب مرفوض
    وبعد هذا الحديث الطويل بين الشيخ محمود وزملائه قرر الشيخ محمود اقتحام الصعب فليس امامه الا حل واحد هو التقدم للاختبارعلى يد الشيخ / ابراهيم سلاموليكن ما يكن
    وجاءوقت الاختبار على يد الشيخ / ابراهيم سلام وزملاء الشيخ محمود يجلسون على مقربة منه ويشجعونه
    وسأل الشيخ / ابراهيم سلام الشيخ محمود :
    انت بتعرف تقرأ ؟
    الشيخ البنا : نعم يا سيدنا
    الشخ ابراهيم سلام : اقرأ عشر من سورة الكهف وابدأ من قوله تعالى " واتل ما اوحى اليك من كتاب ربك ....."
    ويقرأ الشيخ محمود بطريقته الجذابه المعهودة وصوته الجميل وزملائه شجعونه وعلامات الاعجاب على وجه الشيخ / ابراهيم سلاموه يقول : الله الله الله يفتح عليك يا ابنى
    وكانت تلك الكلمات اكبر شهادة تقدير ممكن ان ينالها احد من تلاميذ الشيخ / ابراهيم سلام
    وهلل زملاء الشيخ محمود مهنئينه بالنجاح فى الخطوة الاولى من مشواره الجديد
    ومنذ تلك اللحظات تغير مسار الشيخ من طالب علم الى الاعداد لان يصبح قارئا للقران الكريم

    ...............وللقصة بقية ان كان فى العمر بقية

    رحم الله الشيخ البنا ورحمه رحمة واسعه واسكنه فسيح جناته .........................امين

    رد: قصة حياة الشيخ محمود على البنا

    الحلقة الرابعة
    وكانت اولى خطوات الشيخ / محمود مع الشيخ / ابراهيم سلام هى تسميع القران كاملا على يد الشيخ / ابراهيم سلام ليطمئن الاستاذ على حفظ تلميذه قبل ان يبدأ فى تعليمه القراءات

    ونصحه الشيخ / ابراهيم سلام
    بالتردد على مجالس الشيخ / شفيق ابو شهبة فى طنطا وكانت مجالسه ملتقى كبار المقرئين فى هذا الوقت ومن خلال تلك المجالس استفاد الشيخ / البنا الكثير واقلها انه رأى مشاهير وعمالقه هذا الزمن فى فنون التلاوة واكتسب منهم الثقة التى سوف تؤهله فى المستقبل القريب لان يصبح علم من اعلام قراء مصر فى زمانه
    وتمر الايام ويتعلم الشيخ / البنا على يد الشيخ / ابراهيم سلام تجويد القران وفنونه ويتعلم علوم القراءات حتى انتهت فترة الدراسه على يد الشيخ / ابراهيم سلام والتى قاربت على ثلاث سنوات حتى عادت الفرحه الى قلبه وعرف طعم الانتصار ........الان يستطيع الحاج / على البنا ان يعلن لشبراباص كلها ان ابنه محمود لم يتم حفظ القران فحسب بل تعلم احكام تجويده وقراءته
    وحمل الشيخ / محمود لابيه بشرى النجاح
    وكانت اخر وصايا الشيخ / ابراهيم سلام للشيخ / محمود هى :
    عليك يا محمود ان تستكمل مشوار التلاوة فى القاهرة مصنع النجوم وبلد الازهر حيث كبار القراء ونجوم التلاوة لتتلقى عنهم الجديد وتحصل من الازهر الشريف على شهادة اجازة التجويد
    ويستجيب الشيخ / محمود لنصيحة شيخه ويترك طنطا وينتقل الى قاهرة المعز

    هنا القاهرة

    الشيخ فى بداية نزوحه الى القاهرة

    .
    اول شهادة تقديرحصل عليها الشيخ وكان عمره 16 عاما
    مع اهل بولاق ابو العلا وفى سرادق تبدو على اركانه الفخامه جلس الشيخ / محمود على البنا ابن تسعة عشر ربيعا يستمع الى تلاوة الشيخ / محمد سلامه
    .
    الشيخ / محمد سلامه
    ومن وبعده تلاوة الشيخ / عبد الشعشاعى

    الشيخ عبد الفتاح الشعشاعى
    وكلاهما كانوا من عمالقة تلاوة القران فى وقتهم – 1946 ميلاديه – وكان الناس فى تلك السرادقات والمناسبات القرانيه يستمتعون بجمال التلاوة والشيخ / محمود لا يستمتع مع الناس لجمال التلاوة فحسب ولكن كان يستقى من هؤلاء العظماء ابداعات التلاوة
    وتنقل الشيخ / محمود بين سرادقات القاهرة واستمع الى الشيخ / طه الفشنى والشيخ / محمد رفعت والشيخ / مصطفى اسماعيل التى سوف تربطه بالشيخ / البنا علاقة صداقه قويه جدا فى المستقبل القريب ( دامت حتى بعد وفاة الشيخ / مصطفى )
    والشيخ / محمود لم يكن منشغلا بالقراءة بالسرادقات فى بدء الامر ولكن جعل الحصول على شهادة اجازة تجويد القران اولى مهامه بالقاهرة
    .
    شهادة اجازة التجويد التى حصل عليها الشيخ من الازهر الشريف
    ويصف الشيخ محمود مشاعره فى هذة الفترة من حياته فى القاهرة فى حديث اذاعى مسجل عن رحلته مع القران الكريم قال فيه :
    شعرت وقتها وكأنى تلميذ تخرج لتوه من المدرسه الابتدائيه ثم فوجئ انه عليه ان يلتحق بالجامعه دفعة واحده دون تمهيد
    وكانت نصائح زملائه له ان يبدأ التلاوة فى المساجد الصغيره المجاورة لمسكنه وكذلك مناسبات العزاء واحياء ليالى رمضان وحفلات النجاح والامسيات القرانيه التى كانت تقيمها العائلات
    واستجاب الشيخ / محمود لنصائح زملائه وبدء بالفعل مشوار التلاوة ومن خلال تلك السهرات القرانيه تعرف على عائلة ابو زغله وبعدها على عائلة ابو الفتوح التى احيى بمنزلهم ليالى رمضان مع مثله الاعلى الشيخ / محمد سعودى
    واعطت تلك الليالى والسهرات القرانيه الشيخ محمود الثقة حتى الف حياة القاهرة وتألف مع اهلها وكانت دائرة معارفه ومعجبيه تتسع كل يوم عن الاخر
    الاستقرار النفسى
    فى عام 1947 اعلنت جمعية الشبان المسلمين عن مسابقة لحفظ القران الكريم وتقدم الشيخ / محمود لهذة المسابقة وفاز من بين المتسابقين بجائزة ماليه قدرها عشرة جنيهات وشهادة تقدير لتميزه ليرتفع رصيد ثقته بنفسه
    وجاء تفوق الشيخ / محمود فى هذة المسابقة ليلفت انظار اعضاء الجمعيه اليه وكان من بينهم السيد / عبد العال السيد الذى اعجب بصوت الشيخ وتعرف على الشيخ / محمود وهنئه بالنجاح وتبادلا الحديث ليكتشفا انهما بلديات ( من محافظة واحدة وهى محافظة المنوفيه ) مما دفع السيد / عبد العال السيد لتقديم العون للشيخ / البنا على انهم بلديات ورأى ان يحدث تعارفا بين الشيخ / محمود وبين صالح باشا حرب رئيس المجلس الاعلى لجمعية الشبان المسلمين وابدى صالح باشا اعجابه الشديد بجمال صوت وجمال اداء الشيخ / محمود وبرهن على ذلك بأن كلف الشيخ / محمود بأن يحيى الامسيات الدينيه الى كانت تقيمها الجمعية كل يوم ثلاثاء من كل اسبوع
    ومع تكرار تلك الامسيات اصبح للشيخ / محمود على البنا شهرة خاصه بين اعضاء الجمعيه حتى صار قارئ الجمعيه الوحيد الذى يتلو القران الكريم فى مناسبتها العديده على مدار العام
    ومن خلال تلك الجمعيه تعرف الشيخ / البنا على المهندس / محمود راشد الذى كان يقضى معظم وقته بالجمعيه خلال الفترة المسائية وتعرف على الشيخ / البنا وتوطدت العلاقة حتى تجاوزت الجمعية ليحدث تعارف بين الشيخ / محمود وبين الحاج / على راشد والد صديقه ومع تكرار المقابلات احب الحاج / على راشد وزوجته الشيخ / محمود من فرط دثامة خلق الشيخ ادبة الجم وتنبأ الاثنين للشيخ البنا بمستقبل كبير فى عالم تلاوة القران
    وكان الشيخ لا يدرى ان بيت الحاج / على راشد سيكون له الدور المهم فى حياته القادمه .............
    وعندما عزم الشيخ / محمود على الزواج لم يجد افضل من اخت صديقه المهندس / محمود على راشد ( سيدة ) التى كانت اوسط اخواتها
    وكانت من عادة عائلة راشد ان لا يتزوج غريب بناتهم ........... ...................... وتردد الشيخ / محمود فى بداية الامر لعلمه بتقاليد وعادات عائلة راشد فى زواج بناتهم ولكنه قررالتقدم لخطبة( سيدة ) مستندا على علاقته القويه مع والدها واخيها وبالفعل تقدم الشيخ / البنا لخطبة ( سيدة ) وحدث غير المتوقع هو قبول طلب الشيخ بعد ان اقنع الحاج / على عائلته مستندا الى الاحاديث النبوية والايات القرانية وبالفعل قدم الحاج على راشد ابنته ( سيدة ) لتكون زوجة للشيخ / محمود وكان عمرها 16 عام وكان عمر الشيخ البنا 21 عام وكان هذا الزواج فى بداية عام 1948

    البداية
    الزمان :1948
    المكان : دار الاوبرا
    المناسبة الحفل السنوى لجمعية الشبان المسلمين بمناسبة بداية العام الهجرى الجديد
    الحضور كبار شخصيات الدوله وعلى رأسهم على باشا ماهر رئيس الوزراء ورؤساء بعض الدول العربية وسفرائهم
    وتبدو علامات القلق على وجهه الشيخ / البنا لانه سيواجة الليله جمهور غير جمهوره المعتاد وكان صالح باشا حرب شدد على ان الشيخ / محمود سيكون مقرئ الحفل ولكن اعترض مقدم الحفل المذيع ( سعيد ابو السعود) متعللا ان الشيخ /محمود غير معتمد من الاذاعه وبين اصرار صالح باشا واعتراض سعيد ابو السعود تدخل محمد بك قاسم ( من كبار المسئولين بالاذاعة ان ذاك ) واقنعه صالح باشا حرب بان قارئ الجمعية الجديد ( الشيخ محمود ) مستواه جيد وبالفعل استمع محمد بك قاسم الى الشيخ البنا واثنى عليه
    وبعد لحظات انطفئت اضواء المسرح ايذانا ببدء الحفل وبالفعل ارتفع الستار عن بقعة مضيئه على خشبة المسرح تسقط اضوائها على شيخ صغير السن عمرة عاما 21 بزيه الازهرى
    ولم يفكر الشيخ / محمود الا فيما سيتلوه من قران وبالفعل بدء شيخنا الفاضل رحمه الله القراءة ...
    بسم الله الرحمن الرحيم

    الا تنصروه فقد نصره الله
    وجميع الحضور يستمعون لتلاوة الشيخ الشاب حتى لاقت تلاوته استحسان الجميع واعجبهم جمال صوته ونضوجه فى الاداء على حداثة سنه
    وكان لاعجاب محمد بك قاسم طريقة اخرى ستفتح لمولانا رحمه الله افاق جديد فى عالم الشهرة ...........

    وللقصة بقية ان كان فى العمر بقية
    رحم الشيخ شيخنا البنا رحمة واسعه واسكنه الله فسيح جناته ..........امين

    رد: قصة حياة الشيخ محمود على البنا

    الحلقة الخامسه

    وعبر محمد بك قاسم عن اعجابه بصوت الشيخ / محمود فقد طلب من الشيخ ان يراجع القران وعنوانه لكى يحدد له ميعاد للامتحان امام لجنة الاستماع بالاذاعة
    وبالفعل اعطى الشيخ / محمود محمد بك قاسم العنوان وفى قرارة نفسه يظن انه لن يحدث وانها فقط مجامله من محمد بك قاسم
    ورجع الشيخ الى بيته وسألته زوجته عن ما حدث فأخبرها بما حدث بين اصرار صالح باشا ورفض المذيع سعد ابو السعود وبين توسط محمود بك قاسم لانهاء الخلاف واعجابه بصوت الشيخ وطلبه لعنوان الشيخ
    فردت زوجة الشيخ : اعطيته العنوان
    الشيخ : طبعا ردا لمجاملته
    الزوجه : ومين قالك انها مجامله مش صحيح ممكن حيقدمك للاذاعه
    الشيخ : لكن ميكرفون الاذاعه ليس بالشيئ الهين انه قمه ولا يصل اليها الا القمم .......هذا ماله قاله محمد فتحى احد كبار مسؤلى الاذاعه فى حديث اذاعى استمعت اليه مؤخرا
    الزوجه : سيبها لله يا شيخ محمود والقمم دول كانوا صغيرين مثلك الان بس انت قول يارب

    الشيخ البنا مع اهالى الصعيد فى الاربعنيات من القرن الماضى
    وبعد مرور بضعة ايام وقف ساعى البريد امام منزل الشيخ / محمود بشبرا مصر ونادى على الشيخ وكان معه خطاب للشيخ من الاذاعة محدد فيه موعد لمقابلة لجنة الاستماع والامتحان امامها

    دعاء الوالدين
    وفى زيارته الاسبوعيه لوالديه بشبرا باص بشبين الكوم اخبر والديه بما حدث ووالده الحاج / على البنا من فرط الفرحه لم يصدق وامه دعت له بالتوفيق
    وردت اخته رتيبه اندر انت بس حاجه يا شيخ / محمود وان شاء الناجح
    رد الشيخ اندر بأيه يا رتيبه فردت رتيبه تجبلى عقد لوى زى بنات مصر
    رد الشيخ ان شاء الله يا رتيبه

    امام لجنه الاستماع عام 1948
    وذهب الشيخ / محمود الى مبنى الاذاعه المصريه بشارع الشريفين وسط القاهرة فى الموعد المحدد وجلس امام لجنة الاستماع وكانت اللجنه مكونه من اربعة علماء فى العلوم القرانيه وكان يترأس اللجنة استاذ بكلية الشريعه ............وبدء الامتحان والاسئله صعبه وما ان ينتهى الشيخ / محمود من الاجابه حتى يلاحقه عضو اخر بسؤال اشد صعوبه ودرات الاسئله فى علوم القران والمتون واحكام التجويد وعلوم القراءات وكانت الاسئله فى غاية الصعوبه وقضى الشيخ / محمود قرابة الثلاث ساعات امام اللجنه وكانت تعطيه اللجنه خمس دقائق استراحه بين السؤال والاخر وتم اختبار قوة ومتانه حفظ الشيخ بتسميع المتشابهات
    وفى النهايه طلبت منه اللجنه ان يتلوا عليهم شيئ من القران ليكون مسك الختام للامتحان وكذلك ليتعرفوا على خامة صوت الشيخ وبالفعل بدء ال
    وقراء قوله تعالى :

    "وقضى ربك الا تعبدوا الا اياه.....
    سورة الاسراء
    وما ان صدق الشيخ / محمود وانتهى من تلاوته هنئته اللجنه قائلة :
    مبروك كسبت الاذاعه اليوم قارئا جديدا

    ميلاد جديد

    الشيخ البنا عندما التحق بالاذاعه
    وجاء الى الشيخ / محمود خطبا من الاذاعه يعلمه بانه سيتم وضعه على البرنامج يوم 17 /12/ 1948فى تلاوة الصباح الساعة السابعة صباحا وستكون القراءة لمدة ثلاثون دقيقة وهو نفس يوم ميلاده من اثنين وعشرون سنه

    التاريخ : 17 / 12 / 1948

    المكان : الاذاعه المصريه

    الوصف : لحظات حاسمه

    ذهب الشيخ / محمود قبل الموعد المحدد بنصف ساعه وصعد درجات السلم بمني دار الاذاعة بشارع الشريفين ليصل الى ستوديو علوى والقلق والتوتر يسيطران عليه انه قلق النجاج والصعود الى القمه ان شاء الله
    ودخل الشيخ / محمود ستوديو الاذاعة وكان لا يفصله عن الفريق الاذاعى للبرنامج الا الحاجز الزجاجى وما هى الادقائق معدود لبدء الا رسال الاذاعى لتسمع مصر كلها وبعض الدول صوت الشيخ / محمود و الاهل والاقارب فى القاهرة وشبرا باص بشبين الكوم يلتفون حول الراديو لسماع الشيخ

    جلس شيخنا الفاضل رحمه الله امام الميكرفون بينما استعدت الاذاعيه صفيه المهندس للقائها مع المستمعين ثم اشارت للشيخ / محمود ببدء الارسال وهى تقول :

    هنا القاهرة
    على مدى نصف الساعه نستمع الان الى ما تيسر من سورة هود من الايه 61 الى الايه 88 بصوت القارئ الشيخ / محمود على البنا
    وهو من الاصوات القرانيه الشابه الجديدة والاذاعه تتمنى ان يحوز اعجاب المستمعين فى المرة الاولى التى يلتقى فيها بهم عبر ميكروفون الاذاعه

    بداية مضطربه

    وبدء الشيخ / محمود التلاوة وسيطر عليه اضطراب هائل جعله يشعر بأن صوته يتلاشى فى اخر كلمه من كل ايه يتلوها فأشار الى الاذاعية / صفيه المهندس ليعلمها بالامر فجاء ردها مغايرتماما لمشاعره واكدت له ان القراءة صحيحه والصوت جميل والاداء مكتمل وطمأنته ان ما يشعر به من اضطراب هو اضطراب التجربه الاولى امام الميكروفون
    ولم يشعر المستمعون لحظتها بهذا القطع الخاطف الذى استغرق ثوانى
    وكانت كلمات الاذاعيه صفيه المهندس بمثابة دفعه جديدة للشيخ / محمود جعلته ينطلق فى تلاواته فيما يشبه وثبة الثقه بتمكن واقتدار حتى ختام التلاوة
    وجاءت استجابه جمهور المستمعين شديدة الروعه عندما تلقت الاذاعة عددا هائلا من البرقيات من المستمعين يشيدون فيها بالصوت القرانى الجديد القارئ الشيخ / محمود على البنا الذى اصبح اصغر قرائها سنا
    ومن الان سيبحث جمهور المستمعين عن صوته بمؤشر الاداعة من بين كبار المقرئين وسيصافح صوته اذان المستمعين فى مصر وكثير من دول العالم عبر الاثير
    واصبحت القاهرة مقر عمل الشيخ / محمود فشطر قلبه الى نصفين نصف مع الاهل فى شبرا باص والنصف الاخر فى القاهرة

    الاقـــــــــــدار :

    ظل الشيخ / محمود خلال الثلاثة شهور الاولى فى فترة التدريب والاختبار طبقا للنظام الذى كانت تضعه الاذاعة ان ذاك وينتقل خلال تلك الفتره من الفئة الثالث الى الفئة الاولى فى اسرع وقت ممكن
    ويروى الشيخ / محمود هذة الفترة بصوته فى احد الاحاديث المسجله قائلا :
    كان الشيخ / مصطفى اسماعيل كان قارئ الملك فى ذلك الوقت يقرأ بسراى عابدين بصفة دائمه وسعت الاذاعه الى التعاقد مع الشيخ / مصطفى اسماعيل بعد تقاعد الشيخ / رفعت للمرض لينضم الى نخبة قرائها لكن الشيخ / مصطفى كان يرفض لان الشيخ / مصطفى كان يعترض على وقت التلاوة الذى لا يتيح الفرصه الكامله لانطلاق الصوت واظهار موهبته على النحو الذى يقابل الكفاءة الفريده للشيخ / مصطفى اسماعيل وبعد محاولات عديده وافق الشيخ / مصطفى على الانضمام الى الاذاعه
    وقدمت الاذاعه فى هذا الوقت اعلى اجرلنجوم التلاوة وكان مبلغ خمسين جنيه فقرر باقى المشايخ مقاطعة الاذاعه حتى تتساوى اجورهم وترتفع الى اجر الشيخ / مصطفى
    فما كان من مسئولى الاذاعه الا الاستعانه بالصوت الجديد الشيخ / محمود على البنا لشغل هذا الفراغ الذى تركه هؤلاء القراء بعد اضرابهم عن القراءة اذ كنت اعيش بالقاهرة والشيخ / منصور الشامى الدمنهورى يعيش بدمنهور فكان من السهل الاتصال بى فى اى وقت لطلب التلاوة والمفترض باننى كنت فى فترة اختبار الا ان الانطلاق المتكرر لصوتى من الاذاعه وانا حديث العهد بها لفت انظار المستمعين ممن لا يعرفون اضراب المشايخ فساعدت قرائتى المتكرره على فترات متقاربه من سرعة انتشارى وشهرتى منذ البدايه وكان مع الشيخ / محمود خليل الحصرى والشيخ / كامل يوسف البهتمى بالتبادل........وانتهى كلام الشيخ الى هنا
    وكتب وقتها الكاتب الصحفى محمود السعدنى فقال : نحج الشيخ / محمود على البنا فى ان يشق طريقه الى الصفوف الاماميه بين عمالقة التلاوة فى سهوله وسرعه منقطعة النظير

    ويتحدث الاستاذ محمود طمان صديق الطفوله عن تلك المرحله قائلا :

    الشيخ / البنا يرفع الاذان من استوديو الاذاعة على الهواء

    كانت الاذاعه فى هذا الوقت تكلف الشيخ / البنا فى بعض الاحيان برفع الاذان للصلاه مباشرة فى معظم صلوات اليوم ففى احد الايام كان الشيخ / البنا مكلفا برفع اذان الظهر والعصر والمغرب والعشاء وكان من الصعب على الشيخ / البنا ان يؤذن للظهر ثم يرجع الى بيته فى شبرا ثم يعاود من جديد التواجد بالاذاعة وسط البلد بشارع الشريفين ليرفع اذان العصر وهكذا فما كانت ظهرت التسجيلات فى هذا الوقت وكنت وقتها طالب بكلية دار العلوم وكنت ارافق الشيخ / البنا فى هذة الايام وكنا نقضى طوال ذلك اليوم نتجول بالقاهرة ليكون الشيخ قريبا من دار الاذاعه لتسهيل مهمته وكنا نتناول الغذاء فى احد المطاعم الشعبيه بوسط البلد وكانت اجمل ايام شبابنا......وانتهت رواية الاستاذ محمود طمان
    الى هنا

    صورة للشيخ / البنا مع الاصدقاء والسهم يشير الى الشيخ

    وتتحدث السيدة / انجى مصطفى اسماعيل كريمة الشيخ / مصطفى اسماعيل عن رأى والدها فى صوت الشيخ / محمود على البنا قائلة:

    صورة نادرة تجمع الشيخ /مصطفى اسماعيل والشيخ البنا
    كان ظهور الشيخ / محمود على البنا فى الاذاعه لفت انظار اقاربنا واهل قريتنا بميت غزال واخبروا والدى بظهور شيخ جديد فى الاذاعه يقلد الشيخ / مصطفى
    وفى موعد تلاوة الشيخ / محمود على البنا حرص والدى الشيخ / مصطفى اسماعيل على الاستماع اليه باهتمام بالغ ليكون رأيا صحيحا عن الصوت الجديد وعندما انتهى الشيخ / البنا من تلاوته قال والدى " ان هذا الصوت جميل واشعر بأن فيه بعض ملامح من ادائى الا انه ذو طابع خاص وشخصية متميزه ولا يحتاج ان يلجأ فى ادائه الى التقليد "
    وانتهى كلام السيدة انجى مصطفغى اسماعيا الى هنا
    والان قد وصل الشيخ / محمود على البنا الى الاذاعه واصبح من نجوم الصف الاول ............

    وللقصة بقيه ان كان فى العمر بقيه

    رحم الله الشيخ البنا رحمه واسعه واسكنه الله فسيح جناته ..........امين

    رد: قصة حياة الشيخ محمود على البنا

    الحلقة السادسه

    وكانت لنشأة الشيخ / محمود على البنا القرانية اكبر الاثر فى اخلاقه وسلوكياته الاجتماعية , فبرغم الشهرة والمال الذين تحققا للشيخ لم تفلح القاهرة ان تبعده عن اهله وناسه فى قرية شبرا باص

    الحاج على البنا والد الشيخ

    وكانت اكبر احلام ابويه فى هذة الفترة بناء منزل جديد بعد مازاد عدد اخوته الى خمسه هم :
    الذكور
    عبد الهادى
    محمد
    مصطفى
    الاناث
    نبويه
    زينب
    ودول طبعا غيرالشيخ / محمود واخته الكبيرة رتيبه التى كانت متزوجه فى هذا الوقت
    وبالفعل لم يتأخر الشيخ / محمود فى طلب والديه واسرع بشراء قطعة ارض بناء على الطريق الرئيسى للقريه الذى يربط شبرا باص بالقرى المجاورة ويسمى هذا الطريق عادة فى مصر باسم الزراعيه

    من اليمين الشيخ محمود البنا وبجواره والده الحاج على البنا وخلفها ابن عمه توفيق السيد البنا والجالس محمد على البنا شقيق الشيخ

    ولم يستغرق البناء الا شهورا قليله ولتسهيل مهمة الشيخ / محمود فى متابعة الاهل والاطمئنان عليهم تم ادخال التليفون للبيت وكان رقم الخط 2040
    بلغت شهرة الشيخ / محمود مسامع قطاع الطرق وسفاح المنوفيه

    ثقة الشيخ فى الله
    التوقيت :ليلة شتاء بارده بشتاء 1949
    المكان :المندرة الكبيرة بمنزل الحاج على البنا الجديد
    السبب :تهديات عابثه بعد تألق الشيخ اجتماعيا بين اهالى شبرا باص لفت اليه انظار القرى المجاورة (التى كانت تحوى مجرمين وقطاع طرق ؟) الثراء الذىحققه الشيخ / محمود من وراء تلاوة القران وسيارته الفارهه ومنزل والده الجديد وبالفعل فكر بعض مجرمى هذة القرى بابتزاز الشيخ / محمود وتهديده بالقتل ليفدى روحه بالمال
    فأرسلوا اليه تهديات بأنه سيقتل فى حال ان وطأت قدمه شبرا باص واستهزء الشيخ / البنا بتلك التهديات وسخر منها وذهب لزيارة اهله الاسبوعية بشرا باص وكان المجرمون عادوا هذة المرة يهدونه من جديد بقتله فى الظلام اذا خرج من بيته فى هذه الليله ...................
    وبلغت التهدات الوالد الحاج / علىالبنا ودخل مع ابنه الشيخ / محمود المندرة الكبير ودارت مناقشه بينهما عنيفه :
    الحاج / على البنا وعو يمنع الشيخ محمود من الخروج : هو انت اتجننت يا شيخ محمود علشان تخرج لهم , دول مجرمين ما يعرافوش ربنا واحنا مالناش غيرك فكر فينا شويه
    الشيخ محمود : ما اقدرش يا ابا دى مسألة كرامه ولو سمعت كلامك مش ح اقدر ارفع راسى فى شبرا باص تانى
    الوالد الحاج / على البنا : اسمع كلامى يا شيخ محمود واوعى تعصانى ان ابوك وخاف من غضب ربنا لو عصيتنى
    الشيخ محمود : ما اقدرش اطوعك يا ابا دى كرامتى وربنا ح يسامحنى
    الحاج على البنا : يعنى يا ابنى هتدفع حياتك ثمن لعنادك ده ربنا قال
    " ولا تلقوا بايديكم الى التهلكه "
    الشيخ محمود : يا ابا النى صلى الله عليه وسلم قال " ولو اجتمعوا على ان يضروك بشئ لم يضروك الا بشئ قد كتبه الله عليك ....وافهمنى يا ابا ده مش عناد ولا خروج عن طوعك لازم اوقفهم عند حدهم لازم يا ابا
    الحاج على البنا : يا بنى الدنيا ليل والليل غدار
    الشيخ محمود : يا ابا لازم اواجهم بالليل وانا حمل القران وهوه سفاح مجرم يبقى مين يخاف من التانى ؟
    يا ابا دول شوية مجرمين وجبنات وعايزين فلوسى ومش عايز قتلى لانهم لو قتلونى مش هيخدوا حاجه ثم يا ابا لو لى عمر هرجعك ولو ماليش عمر يبقى موت بكرامتى بدل مانعيش مهددين
    الحاج على البنا : ينخرط فى البكاء وهو يقول هوه انا خلفتك علشان تموت مقتول على ايد السفاحين والمجرمين
    وخرج الشيخ / محمود من المندره تاركلا والده فى خوف عظيم وجذب الشيخ / محمود عباءته ولفها حول جسده ولف رأسه بشال ليحميه من البرد وخرج تاركا والديه فى حالة خوف عليه من القتل
    وخرج الشيخ فى جنح الليل وضوء القمر يكشف الطريق امامه ولحق به اخوة عبد الهادى محاولا ردعه عن مواجهة المجرمين ولكن الشيخ / محمود مصر على مواجهتم
    وخرج الشيخ / محمود واخوه عبد الهادى الى الزراعيه اكبر طريق فى شبرا باص فى اتجاه المزارع .......
    واستغاث الحاج / على البنا بأبناء شقيقه الحاج / محمد البنا فهرع ابناء عم الشيخ عبد السلام البنا وفتحى البنا ليلحقوا بالشيخ / محمود على طريق الزراعيه .......ولحقا بالشيخ وحاولا اعادة الشيخ / محمود الى البيت ولكنه رفض وارتفع صوت الشيخ / محمود ليسمع السفاح والمجرمين المختبئون بأسلحتهم فنادى عليهم" اللى عايز يقتل القران الذى وضعه الله فى قلبى فليصوب سلاحه ناحية قلبى .......ونادى السفاح بأسمه قائلا : يا فلان انا هنا اقتلنى ان شئت او اخرج لى ان استطعت وانتظر الشيخ و اخوه وابناء عمه وطال انتظارهم حتى الفجر ....ولم يجرؤ المجرمون على قتل الشيخ او مواجهته وبذلك يكون الشيخ انهى تلك المهزله الاجراميه لابتزازه
    وبسبب تلك الحادثه اشترى الشيخ بندقيه وقام بترخيصها وتدرب على استعمالها فى الدفاع عن النفس اذا لزم الامر وكان يجدد الترخيص كل عام ولم يستعملها ابدا طول حياته
    ومن المفرقات القدر الغريبه انا السفاح الذى هدد الشيخ تدور الايام
    و يقتل السفاح ....سفاح المنوفيه الشهيرومن فرط اجرامه مع الناس رفض اهل ضحاياه وتوعدوا كل من يأتى لتسلم جثته.....فعلم الحاج / على البنا وشقيقاه الحاج / محمد البنا والحاج / سيد البنا للتوسط وتسليم جثة السفاح الى اهله لستره ودفنه .........سبحان الله

    الشيخ وعائلته :
    فقد كان الشيخ بمثابة الاخ الكبيرلاخوته وكان يحلم لهم بالخير ويحاول ان يحقق لهم من يتمنوه وبالفعل وبعد مناقشات طويله مع الوالدين واصطحب الشيخ / محمود اختيه الصغرتين ( زينب ونبويه )
    معه ليقيما معه فى القاهرة
    وتمر الايام وتحمل زوجة الشيخ / محمود والشيخ محمود ينتظر مولوده الجديد فى سنة 1949
    نستمع الى الطبيب القارئ و المنشد الاذاعى سعيد الفراش الذى كان شاهد عيان على هذة المناسبه :

    الشيخ البنا مع الطبيب المنشد سعيد الفراش

    فى احدى السهرات الخاصه فى الحسين وبعد ان فرغ الشيخ / محمود من التلاوه جالس بعض اصدقائه من الحاضرين ونخبه من جمهوره ومحبيه وكنت اتبع تلك المجموعه المتميزه اينما تجمعوا وبينما يجلس الجميع على احد مقاهى الحسين جاء مرسال للشيخ / محمود يبشره بميلاد اول ابنائه وكان المولود ذكرا فكانت مفاجأة ساره للجميع فالتفوا حول الشيخ / محمود يهنئونه وهم يقولون " مبروك الحاج على البنا الصغير "
    ورد الشيخ / محمود وهو يهم بالانصراف " لا رزقنى الله بشفيق
    سألناه : انت هتسمى اول ابنائك اسم غير اسم جده الحاج / على ؟
    فرد الشيخ / محمود :
    نذرت ان اطلق اسم الشيخ شفيق ابو شهبه مثلى الاعلى ايام صباى فى طنطا على اول ابنائى الذكور والان جائتنى الفرصه لاوفى بالنذر "
    ......وانتهت رواية الشيخ / سعيد الفراش

    واستأذن الشيخ / محمود والده الحاج / على البنا على ان يطلق اسم شفيق على اول ابنائه الذكور وفاء وحب لشيخه ومثله الاعلى على شرط ان يحمل المولود الذى يليه من الذكور اسم "على "
    ولم تمض شهور قليله حتى رزق الحاج / على البنا بأخر ابنائه واخر العنقود فأطلق عليه الشيخ / محمود اسم ابو الفتوح اعتزاز من الشيخ بصداقته الحميمه مع عائلة ابو الفتوح ببلقاس
    فتقاربت تواريخ العم ابو الفتوح مع ابن الاخ شفيق
    فكان يبدو للناس ان ابو الفتوح وشفيق اخوه وابناء للشيخ / محمود وتولى الشيخ احتضان الجميع ورعايتهم ....
    ومن بعد شفيق الذى كانت ملامحه صوره طبق الاصل من ابيه وفى عام 1951 رزق الشيخ ببنت وهى اولى بنات الشيخ / محمود اسماها امال وكانت تحمل ملامح جدتها لابيها

    شفيق وامال ابناء الشيخ
    ومن بعدها بسنوات كان ميلاد على الذى حمل اسم جده الحاج / على البنا
    ومع تزايد افراد الاسرة ( الشيخ وزوجته وواختيه زينب ونبويه وابنائه الثلاثه ) اصبح من الضروره البحث من مكسن يتسع لتك العائله بالاضافه الى اثنين من الخدم وتزامنت فكرة الانتقال الى مسكن كبير مع ترشيخ وزارة الاوقاف للشيخ / محمود على البنا قارئا لمسجد عين الحياه بحدائق القبه سنة 1953
    وكان مسجد عين الحياه من اشهر مساجد حدائق القبه وافخمها على الاطلاق ولان الملك فاروق الاول هو الذى امر بأنشائه كان الناس يطلقون عليه اسم مسجد الملك ثم عرف فيما بعد بمسجد الشيخ كشك رحمه الله تعالى رحمة واسعه واسكنه الله فسيح جناته
    ويرجع سبب تسمية المسجد باسم مسجد عين الحياة لانه :
    هو مسجد وقف الباره المغفور لها بأذن الله الاميرة عين الحياه " هامن كريمة الامير احمد باشا رفعت نجل ابراهيم باشا والى مصر الاسبق ابن محود على مؤسس مصر الحديثه ...والملك فاروق امر بأنشاء المسجد تنفيذا لشرط الاميره عين الحياه فى وقفها .
    وكان المسكن الجديد على الجانب الاخر من شارع مصر والسودان مقابلا لمسجد عين الحياة وقضى الشيخ ثلاث سنوات فى هذا المسجد من 1953 الى 1956
    وتمر الايام ويلتحق الاخ ابو الفتوح والابن شفيق بالمدرسه واحتضن الشيخ وزوجته الاخ ابو الفتوح وضموه الى الاسره .....
    وكانت مواقف زوجة الشيخ مع اخوته دلاله على انها سيده على خلق وتحب ما يحبه الشيخ وتقدر اهله وكانت تعبر الاخوه ابو الفتوح وزينب ونبويه ابناءا لها وليسوا اخوة للشيخ....
    وشهدت شقة حدائق القبه ميلاد الابناء احمد محمد الذين اسماهما الحاج على البنا ليحملا اسمين من اسماء نيبنا صلى الله عليه وسلم

    الشيخ مع اولاده بنزهة على كورنيش النيل بالقاهرة

    وكان الشيخ اذا رزق بمولود سواء كان ذكرا او انثى اشترى له قطعة ارض باسمه فى شبرا باص لترتبط فروع الاسرة بالقاهرة بجذورها بشبرا باص
    ومن اناقة الشيخ / محمود فى ملابسه كانت تقول الاذاعيه امال فهمى مقدمة البرنامج الاذاعى الشهير ( على الناصيه )

    الشيخ محمود على البنا

    كنا نطلق على الشيخ / البنا الشيخ الانيق لتميزة فى اختيار الوان ملابسه الازهرية وتناسقها مع بعضها وكذلك رائحته التى كانت يضعها كانت تكشف لنا عن قدومه قبل دخوله الاستوديو بخطوات

    الشيخ ومسجد الرفاعى:


    الشيخ بمسجد الرفاعى
    بعد ان قضى الشيخ / محمود قرابة الثلاثة اعوام بسمجد عين الحياة تم نقله لمسجد الرفاعى وهو درة المساجد فى مصر فى القرن التاسع عشر
    وكان يطلق عليه الناس مسجد الملوك لانه كان يحوى جثمان الخديوى اسماعيل وزوجاته واولاده حتى الملك فارق اخرملوك مصر

    مسجد الرفاعى بالقاهرة

    وكان هناك اعتراض على تعين الشيخ / محمود قارئا للمسجد ......
    كان مسجد الرفاعى فى فترة الخمسينيات من القرن الماضى مازال تابعا للخاصة الملكية وتم ترشيخ الشيخ / محمود ليكون قارئا للمسجد فأعترض وقتها ناظر الخاصة الملكية محمد باشا سالم وطلب ان يسمع الشيخ / البنا ليعرف سر تميزه من بين القراء المرشحين وطلب من احد موظفيه ان يختلق حيله يحضر بها الشيخ / البنا اليه ليستمع لصوته ويراه دون ان يشعرالشيخ / البنا بوجود محمود سالم باشا
    وبالفعل تلقى الشيخ / البنا اتصالا من احد موظفى الخاصة الملكيه يخبره فيه ان يأتى لاستكمال بعض الاوراق وذهب الشيخ / البنا وقابل ذلك الموظف واختلق الموظف حوارا مع الشيخ / البنا وطلب منه ان يستمع الى بعض ايات القران بصوت الشيخ فقراء الشيخ بصوته الجميل وكان محمد سالم باشا خلف الابواب .....فاذا به يخرج و يفاجئ الشيخ وكان تعليقه ( الان عرفت لماذا تم اختيارك قارئا لمسجد الرفاعى)
    ......وللقصة بقية ان كان فى العمر بقية

    رحم الله الشيخ البنا رحمة واسعه واسكنه الله فسيح جناته .....امين

    رد: قصة حياة الشيخ محمود على البنا

    بارك الله فيك أخي الكريم علي القصة الرائعة
    وجزاك الله خيرا
    ونحن في أنتظار البقية ...........

    رد: قصة حياة الشيخ محمود على البنا

    الحلقة السابعة
    مع ملك افغانستان
    كان الشيخ / محمود رحمه الله كان قد عين قارئا لمسجد الرفاعى نهاية سنة1956
    وفى احدى صلوات الجمعه فى مسجد الرفاعى كان حاضرا محمد ظاهر شاه ملك افغانستان وقراء الشيخ من سورة الكهف وما ان اتتهى بدء من جديد بتلاوة سورة الضحى لانها كانت مطلب ملك افغانستان بعدما اعجب بتلاوة الشيخ وصوته الجميل

    الانتقال الى شبرا :

    كان الشيخ / محمود على البنا الى جانب صوته الجميل كانت ابرز سماته الشخصية هى اناقته واهتمامه بمظهرة وهندامه واشتهر الشيخ منذ عمله بالاذاعه بالظهور بمظهر يليق بأهل القران وكان اللقاء فى يوم الجمعه فرصه جيده لكثير من الناس لاقامه علاقه شخصيه مع الشيخ كشخصيه عامه والتى تطورت فى اغلب الاوقات الى صداقات وطيده دامت للشيخ مدى الحياة ......
    كان للشيخ محبه فى مسجد الرفاعى وكان منهم المهندس عبد الكريم على وحضر الى المسجد ليس لسماع الشيخ فقط بل لتوديعه ايضا لانه سوف ينتقل بأسرته الى حى شبرا وكان حى شبرا فى نهاية الخمسينيات من ارقى احياء القاهرة وكان يقطن به كبار عائلات مصر وكان يعيش البعض منهم فى فيلات انيقه تطل على كورنيش النيل وما كان حى شبرا بغريب عن الشيخ فقد كان مستقره الاول عندما قدم الى القاهرة وكعادة المصريين ذهب الشيخ / محمود الى صديقة المهندس عبد الكريم على لزيارته بمسكنه الجديد وتهنئته وبعد ان تجذب الشيخ والمهندس اطراف الحديث جاءتهم فكرة بأن يشترى الشيخ / محمود قطعة ارض بناء بشبرا ليقيم بها عمارة سكنية وبالفعل وجدت الفكرة قبولا عند الشيخ / محمود ولم تمر سوى ايام قليله وبالفعل اشترى الشيخ / محمود قطعة ارض وشرع فى بنائها فى نهاية 1958 واشرف الشيخ على بنائها بنفسه وكان المبنى عباره عن عمارة سكنيه مكونه من خمسة طوابق
    واقام الشيخ واسرته الكبيرة فى الدور الثالث
    وشهد البيت الجديد ميلاد اصغر ابناء الشيخ ابنته ناهد واخر العنقود شريف

    الشيخ مع اخر العنقود شريف

    ومع ميلاد اخر العنقود اصبحت اسرة الشيخ كبيرة بين ابنائه السبعه فى القاهرة واخوته السبعه بين القاهرة وشبرا باص وزوجته ووالديه
    وعلى الرغم من هذا العبء الكبير الذى القت به الاقدار على عاتق الشيخ لم تكن تطيب له الحياة الا باحداث التوازن بين الكفتين القاهرة وشبرا باص

    طرائف من سرادقات العزاء

    زغرودة بالعزاء :

    التاريخ : سنة 1958

    المكان احدى قرى اتياى البارود محافظة البحيرة

    المناسبة : ليلة عزاء

    شهد العيان : د / فرج الله الشاذلى القارئ بالاذاعة والتليفزيون المصرى والاستاذ بكلية القران الكريم بطنطا

    روى الشيخ / فرج الله الشاذلى تلك الواقعه قائلا :
    فى عام 1958 كنت عند احد الشيوخ فى قرية مجاورة لقريتنا ارمانيا مركز ايتاى البارود محافظة البحيرة وحدث ان توفى احد كبار اعيانها ودعى لاحياء ليلة العزاء الشيخ / البنا وجاء الناس من كل حد وصوب للاستماع الى الشيخ / البنا والتف الناس حول سرادق العزاء ينظرون من فتحات السرادق ليشاهدوا الشيخ وهم يسمعون تلاوته ومن الطريف انه كان من بين الذين يقفون خلف السرادق احد نساء القرية تستمع الى الشيخ / البنا ونظرت للشيخ / البنا من خلال الفتحات الموجود بالسراق وما كان منها عندما رأت الشيخ / البنا الا ان اطلقت زغرودة ونسيت ان المناسبة كانت للعزاء والطريف ان التقطها ميكرفون الشيخ ......وسأل الناس الشيخ / البنا عن سبب الزغروده فما كان جوابه "ابشروا خيرا وتفائلوا ربما يصبح المتوفى من اهل الجنة بأذن الله
    ومازال الناس حتى يومنا هذا يذكرون هذا الموقف ويتندرون بتلك الواقعه زغرودة تحية للشيخ / البنا فى ليلة عزاء ...........
    وسينتقل الشيخ فى سنة 1958 من حيث بدء وسيرجع الى .................وكانت تلك الفترة هى التى شهدت نجومية هذا الشيخ العظيم رحمه الله
    وللقصة بقية ان كان فى العمر بقية
    رحم الله الشيخ البنا رحمة واسعة واسكنه الله فسيح جناته ......امين