رد: قصة حياة الشيخ محمود على البنا
الحلقة الخامسه
وعبر محمد بك قاسم عن اعجابه بصوت الشيخ / محمود فقد طلب من الشيخ ان يراجع القران وعنوانه لكى يحدد له ميعاد للامتحان امام لجنة الاستماع بالاذاعة
وبالفعل اعطى الشيخ / محمود محمد بك قاسم العنوان وفى قرارة نفسه يظن انه لن يحدث وانها فقط مجامله من محمد بك قاسم
ورجع الشيخ الى بيته وسألته زوجته عن ما حدث فأخبرها بما حدث بين اصرار صالح باشا ورفض المذيع سعد ابو السعود وبين توسط محمود بك قاسم لانهاء الخلاف واعجابه بصوت الشيخ وطلبه لعنوان الشيخ
فردت زوجة الشيخ : اعطيته العنوان
الشيخ : طبعا ردا لمجاملته
الزوجه : ومين قالك انها مجامله مش صحيح ممكن حيقدمك للاذاعه
الشيخ : لكن ميكرفون الاذاعه ليس بالشيئ الهين انه قمه ولا يصل اليها الا القمم .......هذا ماله قاله محمد فتحى احد كبار مسؤلى الاذاعه فى حديث اذاعى استمعت اليه مؤخرا
الزوجه : سيبها لله يا شيخ محمود والقمم دول كانوا صغيرين مثلك الان بس انت قول يارب
الشيخ البنا مع اهالى الصعيد فى الاربعنيات من القرن الماضى
وبعد مرور بضعة ايام وقف ساعى البريد امام منزل الشيخ / محمود بشبرا مصر ونادى على الشيخ وكان معه خطاب للشيخ من الاذاعة محدد فيه موعد لمقابلة لجنة الاستماع والامتحان امامها
دعاء الوالدين
وفى زيارته الاسبوعيه لوالديه بشبرا باص بشبين الكوم اخبر والديه بما حدث ووالده الحاج / على البنا من فرط الفرحه لم يصدق وامه دعت له بالتوفيق
وردت اخته رتيبه اندر انت بس حاجه يا شيخ / محمود وان شاء الناجح
رد الشيخ اندر بأيه يا رتيبه فردت رتيبه تجبلى عقد لوى زى بنات مصر
رد الشيخ ان شاء الله يا رتيبه
امام لجنه الاستماع عام 1948
وذهب الشيخ / محمود الى مبنى الاذاعه المصريه بشارع الشريفين وسط القاهرة فى الموعد المحدد وجلس امام لجنة الاستماع وكانت اللجنه مكونه من اربعة علماء فى العلوم القرانيه وكان يترأس اللجنة استاذ بكلية الشريعه ............وبدء الامتحان والاسئله صعبه وما ان ينتهى الشيخ / محمود من الاجابه حتى يلاحقه عضو اخر بسؤال اشد صعوبه ودرات الاسئله فى علوم القران والمتون واحكام التجويد وعلوم القراءات وكانت الاسئله فى غاية الصعوبه وقضى الشيخ / محمود قرابة الثلاث ساعات امام اللجنه وكانت تعطيه اللجنه خمس دقائق استراحه بين السؤال والاخر وتم اختبار قوة ومتانه حفظ الشيخ بتسميع المتشابهات
وفى النهايه طلبت منه اللجنه ان يتلوا عليهم شيئ من القران ليكون مسك الختام للامتحان وكذلك ليتعرفوا على خامة صوت الشيخ وبالفعل بدء ال
وقراء قوله تعالى :
"وقضى ربك الا تعبدوا الا اياه.....
سورة الاسراء
وما ان صدق الشيخ / محمود وانتهى من تلاوته هنئته اللجنه قائلة :
مبروك كسبت الاذاعه اليوم قارئا جديدا
ميلاد جديد
الشيخ البنا عندما التحق بالاذاعه
وجاء الى الشيخ / محمود خطبا من الاذاعه يعلمه بانه سيتم وضعه على البرنامج يوم 17 /12/ 1948فى تلاوة الصباح الساعة السابعة صباحا وستكون القراءة لمدة ثلاثون دقيقة وهو نفس يوم ميلاده من اثنين وعشرون سنه
التاريخ : 17 / 12 / 1948
المكان : الاذاعه المصريه
الوصف : لحظات حاسمه
ذهب الشيخ / محمود قبل الموعد المحدد بنصف ساعه وصعد درجات السلم بمني دار الاذاعة بشارع الشريفين ليصل الى ستوديو علوى والقلق والتوتر يسيطران عليه انه قلق النجاج والصعود الى القمه ان شاء الله
ودخل الشيخ / محمود ستوديو الاذاعة وكان لا يفصله عن الفريق الاذاعى للبرنامج الا الحاجز الزجاجى وما هى الادقائق معدود لبدء الا رسال الاذاعى لتسمع مصر كلها وبعض الدول صوت الشيخ / محمود و الاهل والاقارب فى القاهرة وشبرا باص بشبين الكوم يلتفون حول الراديو لسماع الشيخ
جلس شيخنا الفاضل رحمه الله امام الميكرفون بينما استعدت الاذاعيه صفيه المهندس للقائها مع المستمعين ثم اشارت للشيخ / محمود ببدء الارسال وهى تقول :
هنا القاهرة
على مدى نصف الساعه نستمع الان الى ما تيسر من سورة هود من الايه 61 الى الايه 88 بصوت القارئ الشيخ / محمود على البنا
وهو من الاصوات القرانيه الشابه الجديدة والاذاعه تتمنى ان يحوز اعجاب المستمعين فى المرة الاولى التى يلتقى فيها بهم عبر ميكروفون الاذاعه
بداية مضطربه
وبدء الشيخ / محمود التلاوة وسيطر عليه اضطراب هائل جعله يشعر بأن صوته يتلاشى فى اخر كلمه من كل ايه يتلوها فأشار الى الاذاعية / صفيه المهندس ليعلمها بالامر فجاء ردها مغايرتماما لمشاعره واكدت له ان القراءة صحيحه والصوت جميل والاداء مكتمل وطمأنته ان ما يشعر به من اضطراب هو اضطراب التجربه الاولى امام الميكروفون
ولم يشعر المستمعون لحظتها بهذا القطع الخاطف الذى استغرق ثوانى
وكانت كلمات الاذاعيه صفيه المهندس بمثابة دفعه جديدة للشيخ / محمود جعلته ينطلق فى تلاواته فيما يشبه وثبة الثقه بتمكن واقتدار حتى ختام التلاوة
وجاءت استجابه جمهور المستمعين شديدة الروعه عندما تلقت الاذاعة عددا هائلا من البرقيات من المستمعين يشيدون فيها بالصوت القرانى الجديد القارئ الشيخ / محمود على البنا الذى اصبح اصغر قرائها سنا
ومن الان سيبحث جمهور المستمعين عن صوته بمؤشر الاداعة من بين كبار المقرئين وسيصافح صوته اذان المستمعين فى مصر وكثير من دول العالم عبر الاثير
واصبحت القاهرة مقر عمل الشيخ / محمود فشطر قلبه الى نصفين نصف مع الاهل فى شبرا باص والنصف الاخر فى القاهرة
الاقـــــــــــدار :
ظل الشيخ / محمود خلال الثلاثة شهور الاولى فى فترة التدريب والاختبار طبقا للنظام الذى كانت تضعه الاذاعة ان ذاك وينتقل خلال تلك الفتره من الفئة الثالث الى الفئة الاولى فى اسرع وقت ممكن
ويروى الشيخ / محمود هذة الفترة بصوته فى احد الاحاديث المسجله قائلا :
كان الشيخ / مصطفى اسماعيل كان قارئ الملك فى ذلك الوقت يقرأ بسراى عابدين بصفة دائمه وسعت الاذاعه الى التعاقد مع الشيخ / مصطفى اسماعيل بعد تقاعد الشيخ / رفعت للمرض لينضم الى نخبة قرائها لكن الشيخ / مصطفى كان يرفض لان الشيخ / مصطفى كان يعترض على وقت التلاوة الذى لا يتيح الفرصه الكامله لانطلاق الصوت واظهار موهبته على النحو الذى يقابل الكفاءة الفريده للشيخ / مصطفى اسماعيل وبعد محاولات عديده وافق الشيخ / مصطفى على الانضمام الى الاذاعه
وقدمت الاذاعه فى هذا الوقت اعلى اجرلنجوم التلاوة وكان مبلغ خمسين جنيه فقرر باقى المشايخ مقاطعة الاذاعه حتى تتساوى اجورهم وترتفع الى اجر الشيخ / مصطفى
فما كان من مسئولى الاذاعه الا الاستعانه بالصوت الجديد الشيخ / محمود على البنا لشغل هذا الفراغ الذى تركه هؤلاء القراء بعد اضرابهم عن القراءة اذ كنت اعيش بالقاهرة والشيخ / منصور الشامى الدمنهورى يعيش بدمنهور فكان من السهل الاتصال بى فى اى وقت لطلب التلاوة والمفترض باننى كنت فى فترة اختبار الا ان الانطلاق المتكرر لصوتى من الاذاعه وانا حديث العهد بها لفت انظار المستمعين ممن لا يعرفون اضراب المشايخ فساعدت قرائتى المتكرره على فترات متقاربه من سرعة انتشارى وشهرتى منذ البدايه وكان مع الشيخ / محمود خليل الحصرى والشيخ / كامل يوسف البهتمى بالتبادل........وانتهى كلام الشيخ الى هنا
وكتب وقتها الكاتب الصحفى محمود السعدنى فقال : نحج الشيخ / محمود على البنا فى ان يشق طريقه الى الصفوف الاماميه بين عمالقة التلاوة فى سهوله وسرعه منقطعة النظير
ويتحدث الاستاذ محمود طمان صديق الطفوله عن تلك المرحله قائلا :
الشيخ / البنا يرفع الاذان من استوديو الاذاعة على الهواء
كانت الاذاعه فى هذا الوقت تكلف الشيخ / البنا فى بعض الاحيان برفع الاذان للصلاه مباشرة فى معظم صلوات اليوم ففى احد الايام كان الشيخ / البنا مكلفا برفع اذان الظهر والعصر والمغرب والعشاء وكان من الصعب على الشيخ / البنا ان يؤذن للظهر ثم يرجع الى بيته فى شبرا ثم يعاود من جديد التواجد بالاذاعة وسط البلد بشارع الشريفين ليرفع اذان العصر وهكذا فما كانت ظهرت التسجيلات فى هذا الوقت وكنت وقتها طالب بكلية دار العلوم وكنت ارافق الشيخ / البنا فى هذة الايام وكنا نقضى طوال ذلك اليوم نتجول بالقاهرة ليكون الشيخ قريبا من دار الاذاعه لتسهيل مهمته وكنا نتناول الغذاء فى احد المطاعم الشعبيه بوسط البلد وكانت اجمل ايام شبابنا......وانتهت رواية الاستاذ محمود طمان
الى هنا
صورة للشيخ / البنا مع الاصدقاء والسهم يشير الى الشيخ
وتتحدث السيدة / انجى مصطفى اسماعيل كريمة الشيخ / مصطفى اسماعيل عن رأى والدها فى صوت الشيخ / محمود على البنا قائلة:
صورة نادرة تجمع الشيخ /مصطفى اسماعيل والشيخ البنا
كان ظهور الشيخ / محمود على البنا فى الاذاعه لفت انظار اقاربنا واهل قريتنا بميت غزال واخبروا والدى بظهور شيخ جديد فى الاذاعه يقلد الشيخ / مصطفى
وفى موعد تلاوة الشيخ / محمود على البنا حرص والدى الشيخ / مصطفى اسماعيل على الاستماع اليه باهتمام بالغ ليكون رأيا صحيحا عن الصوت الجديد وعندما انتهى الشيخ / البنا من تلاوته قال والدى " ان هذا الصوت جميل واشعر بأن فيه بعض ملامح من ادائى الا انه ذو طابع خاص وشخصية متميزه ولا يحتاج ان يلجأ فى ادائه الى التقليد "
وانتهى كلام السيدة انجى مصطفغى اسماعيا الى هنا
والان قد وصل الشيخ / محمود على البنا الى الاذاعه واصبح من نجوم الصف الاول ............
وللقصة بقيه ان كان فى العمر بقيه
رحم الله الشيخ البنا رحمه واسعه واسكنه الله فسيح جناته ..........امين