رد: فى الذكرى ال 31 للشيخ مصطفى اسماعيل رحمه الله
بسم الله الرحمن الرحيم
فى البدايه نترحم على هولاء
الحاج / ابراهيم قاسم
الحاج / حسين فرج
الحاج / ابراهيم الكحكى
الحاج / سعد كبير سميعة الشيخ مصطفى بالاسكندرية
هم من قاموا بتسجيل صوت الشيخ على شرائط حافظت لنا هذا الصوت الملائكى من الضياع
رحمهم الله جميعا
رحم الله اهل القران
نستعرض اليوم سيرة الشيخ العبقرى / مصطفى اسماعيل رحمه الله رحمة واسعة وتجاوز عنه وشفع فيه القران واسكنه فسيح جناته....اميييييييييييييييييييين
ريف حالم كم اخرج من شيخ وعالم
هل من قبيل المصادفة ان كل من توهجت اسماؤهم فى المدن الكبيرة قدانحدروا من قرى صغيرة
هل شاء الله ان تكون القرى هى منجم المواهب ام هو رونق الطبيعة اطلق عنانها تلك النفوس فأتت بالعجائب
حنجرة ذهبية بلون سنابل القمح الذهبية صدر تضلع بالهواء النقى وترنم بالصوت الشجى
خطوات من هنا بدأت ( ميت غزال ) مكان يدرى صاحبها انها ستتولى حتى تجوب العالم من حوله
انه الشيخ / مصطفى اسماعيل............................... ابن قرية ميت غزال
الاسم بالكامل / مصطفى محمد المرسى اسماعيل
تاريخ الميلاد / 17/6/1905
مكان الميلاد : قرية ميت غزال من اعمال طنطا محافظة الغربية ميت غزال الان من اعمال مدينة السنطة محافظة الغربية
ولد الشيخ فى عائلة عريقة فى قريتها و لهاحظ من الثراء ببد معظمه الكرم الحاتمى لجد الحاج المرسى ابراهيم اسماعيل .......رحمه الله فهو اول من حرر هذة الموهبة الفطرية حتى تمتعنا بالقران الى ما شاء الله
[URL="http%253A%252F%252Fwww.alminshawy.net%252Fthumbstore%252F1d%252FIWJFQ5eHkj.mustafa_grandfather_thumb.jpg"][URL="http%253A%252F%252Fwww.alminshawy.net%252Fthumbstore%252F1d%252FIWJFQ5eHkj.mustafa_grandfather_thumb.jpg"][URL="http%253A%252F%252Fwww.alminshawy.net%252Fthumbstore%252F1d%252FIWJFQ5eHkj.mustafa_grandfather_thumb.jpg"][URL="http%253A%252F%252Fwww.alminshawy.net%252Fthumbstore%252F1d%252FIWJFQ5eHkj.mustafa_grandfather_thumb.jpg"][URL="http://www.alminshawy.net/thumbstore/1d/IWJFQ5eHkj.mustafa_grandfather_thumb.jpg"][URL="http://www.alminshawy.net/thumbstore/1d/IWJFQ5eHkj.mustafa_grandfather_thumb.jpg"][/URL][/URL][/URL][/URL][/URL][/URL]
الحاج / المرسى ابراهيم اسماعيل .................رحمه الله
وكان الشيخ / مصطفى رحمه الله هو الولد البكر لوالده وكان له ثلات اخوة ذكور واربع من الاناث
الاخوة الذكور محمد وعبد السلام وعبد العزيز
يعتبر الشيخ / مصطفى اسماعيل بحق معجزة التلاوة فى مصر والعالم اجمع فهو صاحب اسلوب متميز وبديع وصاحب مدرسه فريدة من نوعها فى التلاوة فى مجال تلاوة القران الكريم وكان يركب النغمات والمقامات فی تلاوته بشكل يفاجئ المستمع ويثير اعجابه، وكان ينتقل بسلاسة من نغمة الى اخرى، وكان يعرف قدراته الصوتية بشكل جيد، ويستخدمها فی الوقت المناسب وبشكل مناسب فقد استطاع بصوته الذهبى ان يمزج بين علم القراءت واحكام التلاوة وعلم التفسير وعلم المقامات مزجا لم يسبق له مثيل فكان ينتقل بسامعيه من عالم الدنيا الى عالم تسوده الروحانيات والفيوضات الالهه وقد وهبه الله القدرة على استحضار حجة القران فى صوته وبثها فى افئدة المستمعين لاستشعار جلال المعنى القرانى .........................رحم الله شيخنا
والى بقية القصة....
يقول الشيخ مصطفى فى مذكراته...............
ولدت فى قرية ميت غزال لابوين مسلمين والدى يدعى محمد المرسى اسماعيل ووالدتى اسمها ستيته حسنين اسماعيل وجدى لوالدى اسمه المرسى ابراهيم اسماعيل وجدى لوالدتى اسمه السيد اسماعيل وجدى لوالدى من امه اسمه السيد حسن الفقى من قرية دفرة مركز طنطا
كنت بكرى والدى وبعدى اخت اسمها (زكية) واخ اسمه (عبد السلام) واخت اسمها (امينة) ثم اخ اسمه (محمد )ثم اخت اسمها (فاطمة) ثم اخت اسمها (ست العيلة) ثم اخت اسمها( سرية) ثم اخ اسمه (عبد العزيز)
ويتحدث الشيخ عن طفولته قائلا
قضيت طفولة سعيدة فى ظل والدى وجدى وجدتى الذين منحونى عطفا لدرجة كبيرة لدرجة انى كنت اشعر( بدلع )وكانت العائلة مكونة من خمسة اعمام متزوجين ويضمنا منزل كبير فى عيشة واحدة
وقضى الشيخ طفولته السعيد فى قريته التى احبها وكان والده مزارعا ويمتلك 12 فدان ألت بعد ذلك الى الشيخ واخوتة............ويستحضرنى هنا موقف الشيخ مع انيس منصور وهو :
وفي بداية الستينيات كان الكاتب الصحفي أنيس منصور يعد برنامجا للتلفزيون تقدمه المذيعة أماني ناشد وقد طلب أن يعد حلقة خاصة عن حياة الشيخ مصطفى إسماعيل ..ولأن الشيوعية كانت في هذه الفترة في أوج أنتشارها بمصر فقد طلب أنيس منصور من الشيخ مصطفى أن يكذب على الناس ويقول لهم أنه تربى في بيئة فقيرة وأنه كافح في حياته كفاحا مريرا حتى يثبت وجوده وأن ما به من نعمة الآن إنما جاء بعد جوع وحرمان شديدين وعند بداية التسجيل سألته المذيعة عن بداية مشوار حياته ففاجأها بقولة : الحمد لله فقد أنعم الله علي بالخير الوفير منذ نعومة أظافري وبدايه حياتي مع القرآن ولم أنم يوما واحدا على الرصيف كما طلب مني أنيس منصور أن أقول فحياتي كلها رغدة والحمد لله ولم أشعر بالذل أو الهوان يوما واحدا فأغتاظ أنيس منصور من كلام الشيخ مصطفى إسماعيل , ولكنه وللأسف لم يتحد معه في هذا الشأن طيلة حياته إلا أنه وبعد وفاته بسبع سنوات هاجمه في الصحف وفي جريدة الأهرام ووصفة بأنه كان يعيش عصر التسيد لأن زوجته وأولاده يقبلون يده إلا أنه أعتذر بعد ذلك في مقال آخر .
وهكذا هى عزة اهل القران اللهم زد اهل القرا ن عزا
المهم نرجع لطفولة مولانا
يقول اصدقاء الشيخ الذين شهدوا طفولته انه كان طفلا بالغ الحيوية كثير اللعب تعجبة لعبة الحكشة وهى لعبة شبيه بالهوكى ......وكان طفلا عنيدا يميل احيانا الى اعتزال الناس والانفراد بنفسه فى ظل شجرة فاذا خلا له المكان رفع صوته الطفولى الجميل بتلاوة القران الكريم فسرعان ما يجتذب الناس و يجتمعون حوله
وكانت الزراعة هى الحرفة المتوارثة فى ذلك الوقت ولكن والد الشيخ مصطفى وجهه الى الكتاب ليحفظ القران ويتعلم القراءة والكتابة وفى السادسة الحقة والده بكتاب القرية الذى يملكة ويديرة الشيخ عبد الرحمن ابو العينين ولم يمض الطفل مصطفى اسماعيل فى هذا الكتاب الا سنتين تعلم فيها القراءة والكتابة وحفظ ربع القران الكريم ثم التحق بكتاب الشيخ عبد الله شحاته وكان قريبا من منزل اسرة الشيخ وفيه اتم الشيخ حفظ القران واجاد الخط واتقن القراءة والكتابة
واندفع الطفل بفطرته لتلاوة القران حتى صارت له شهرة فى تلاوة القران وهو بعد فى سن العاشرة وسمعته جدته لوالده وهو يتلو القران فى منزل الاسرة ذات يوم فخرجت من حجرتها تطلق ( زغرودة) .....نبهت الشيخ محمد المرسى اسماعيل والد الصبى فانطلق اليها فاستقبلته الجدة متهلله مستبشرة واستحلفته ان يبذل ما فى وسعة ليتم طفله دراسة القران وعلومه وتجويدة....
ومع مرور الايام انتقل شيخنا الى كتاب الشيخ محمد ابو حشيش وكان من عادة الشيخ محمد ابوحشيش استعمال العصا فى ضرب الصغار وتخويفهم من اجل حثهم على الحفظ والاستذكار
وقد عاش الشيخ مصطفى اسماعيل طوال حياته وفى ذهنة وذاكرته الشيخ محمد ابو حشيش وعصاه الغليظة وكان يتذكر تلك الايام فيقول :
كان الشيخ محمد ابو حشيش يقيم لنا فلكة من نوع غريب يعلق فيها التلاميذ المقصرين فكان فضله علينا كبيرا علينا فى حفظ القران وتجويدة ....واذكر اننى اخطأت يوما فى التسميع فهجم على وعضنى ومن كتفى حتى انبثق الدم من كتفى وعدت الى امى ابكى وفقلت لها سيدنا عضنى فأحضرت والدتى ترابا ووضعته على الجرج وقالت لى اذهب لسيدنا...............فعلا ام عظيمه رحمها الله رحمة واسعة.....اين امهات اليوم منها..........
وكان التلميذ الصغير مصطفى اسماعيل يسهر على لمبة نمرة( 5 )حتى يحفظ ما يجب عليه حفظه ويستيقظ فى الصباح فيراجع ما حفظة ثم يذهب لسيدنا ويسمع علية ما حفظه ليلاوكذا كل يوم..........
ويسرد الشيخ قائلا:
جاء امر من مجلس المديرية ( المحافظة ) بانه محظور على التلاميذ الاستحمام فى الترعة خوفا من البلهارسيا وكان سيدنا ( الشيخ محمد ابوحشيش ) تنفيذا لهذا الامر يقوم برسم علامة على افخاد التلاميذ بمادة خاصة يوم الخميس من كل اسبوع وفى صبيحة السبت – بعد انقضاء عطلة يوم الجمعة – يقوم سيدنا بالكشف على هذة العلامات والويل كل الويل لمن لا يجد علامته واضحة كل الوضوح.......
وفى احد ايام الخميس اخذنى زملائى التلاميذ وذهبنا الى الترعة وحضر سيدنا الى الكتاب فلم يجد احدا منا فسأل ابنته التى كانت تشرف علينا اثناء غيابه فأعترفت له بأننا ذهبنا الى الاستحمام فى الترعة.......................
بعد ما عرف سيدنا اننا ذهبنا الى الترعة امر ابنته ان تحضر له ( قفه خوص ) وتوجه سيدنا الى الترعة حيث كنا منهمكين فى الاستحمام وقام سيدنا بجمع ملابسنا التى تركناها على شاطئ الترعة ولم يترك من ملابسنا هذة قطعة واحدة ثم عاد الى بيته وقفته ملأى بملابسنا وتركنا عرايا............
وخرجنا من الترعة انا وزملائى فى طابور يضج بالبكاء والناس يشاهدون هذا المنظر المخجل ونسمع تعليقاتهم الساخرة وهم يقولون ( الله ينيلكم يا عيال )ثم هدانا تفكيرنا الى ان نذهب الى اقرب بيت لاحد زملائنا وهو الطفل عبد الوارث فاخر( اصبح شيخا فيما بعد ) وكان بيت اسرتة محاط بسور مرتفع وتسلقنا السور فتنبه جد زميلنا وكان نائما بظل شجرة وذعر من منظرنا وصاح ( اعوذ بالله من الشيطان الرجيم ) ....انتم انس ولا جن؟
وبعد ان اطمأن الجد لنا ذهب واحضر ملابسنا من سيدنا فارتديناها وذهب كل منا الى بيته......
واعترفنا اننا ارتكبنا جرما عظيما سيعافبنا عليه سيدنا. فهدنا تفكيرنا الى ان نقدم فدية لسيدنا وهى عبارة عن لبن وقشطة ودقيق
وفى يوم السبت توجهنا الى الكتاب ويحمل كل منا فديته ويضعها فى قاعة الدرس بهدوء وادب ....المهم سارعت زوجة سيدنا بصنع الفطير لسيدنا من الفديه .........وأكل سيدنا هنيئا مريئا واستجاب لطلب زوجته وهو ان لا يعاقبنا على الجرم الذى فعلناه............مر يوم السبت بسلام وكذلك يوم الاحد وجاء يوم الاثنين فدخلنا قاعة الدرس امنين مطمئنين فأذا بالجريدة الضخمة مستنده على الحائط خلف سيدنا بصورة لفتت انظارنا جميعا ..............وكانت زوجة سيدنا سافرت الى طنطا.........فتوجست فى نفسى خيفه ان يكون سيدنا دبر لزوجته السفر كى ينفرد بنا في غيابها ويعاقبنا على فعلنا ........
واستفتح الدرس ونادنى بأسمى تعالى يا مصطفى سمع ...ولاحظت من بداية قراءتى انه يسألنى عن اشياء لم نكن قد تعلمناها......وفعلا ما سألنى سيدنا سؤالا أو سؤالين حتى انتضى عصا الجريد وانهال على ضربا على كل جسمى بلا رحمة ولا شفقة وظل سيدنا ينهال علينا جميعا بالضرب حتى ضجت القاعة بالبكاء واغلق سيدنا الباب وانهال ضربا علينا ولم يفلت منا احد.......وظل يضربنا حتى عادت زوجته من طنطا ....وانقذتنا من يد سيدنا....
بعد كتاب سيدنا نضج الشيخ مصطفى وانتقل الى دراسة التجويد وعلم القراءات على يد الشيخ / ادريس فاخر ...رحمه الله وكان الشيخ ادريس يحظى باحترام اهل القرية اجمع وكان الشيخ ادريس مفتشا على الكتاتيب ولم يكن صاحب كتاب وكان لا يعلم احدا..........ولكنها الموهبة الفطرية الفذة تفرض نفسها على الجميع فقرر الشيخ ادريس فاخر ان يرعى هذة الموهبة ويبذل فى تعليمها عناية مضاعفة ........ويتحدث الشيخ مصطفى قى مذكراته عن الشيخ ادريس فاخر قائلا : ( انتبه قوى للكلام ده يا يحيى يا عمرانى )
كان الشيخ ادريس يفتش علينا فى الكتاب وكنت اسمع له جزء او جزئين وهو يستوقفنى للتصحيح ......وعندما قرر تعليمى كان يصطحبنى معه وهو فى طريقة الى الحقل وكان لايكف طوال الطريق عن سماع ما اقرأ وعندما اخطئ يعيدنى الى البداية يقول لى : يا ولد ......ابدأ من الاول
واتم الشيخ تلاوة وتجويد القران وراجعة على يد الشيخ / ادريس فاخر ...رحمه الله ثلاثين مرة
وفى احدى ليالى رمضان سنة 1917 فكان الشيخ ادريس يسهر فى منزل الشيخ مصطفى هو وابنه
قال الشيخ ادريس لابنه اقرأ ربعا وبعد ان فرغ ابنه من القراءة قال اقرا يا مصطفى سورة ( ص ) فرد عليه الشيخ دى طويلة يا سيدنا ..المهم قرا الشيخ مصطفى فشمل اهل البيت السرور وهنئ الشيخ ادريس تلميذة الموهوب ...وقرر جد الشيخ مكافأة الشيخ ادريس فاخر وكانت المكافأة طربوش وزعبوط ومركوب............
وكان سن الشيخ مصطفى 12 سنة
وفى يوم يعتبر فى حياة الشيخ احد المنعطفات اصطحبة جدة الى طنطا فى زيارة مريض وبعد الانتهاء من الزيارة ذهب الجد والحفيد الى الصلاة فى مسجد عطيفة بميدان الساعة فى طنطا وقال الجد لحفيدة اقرأ ربع يا مصطفى
وقرأ الشيخ واستمتع الناس وذهلوا من موهبته مع صغر سنة وسأل احد المصلين الجد قائلا:
ابن مين ده يا حاج
فرد الجد انه حفيدى
فنصحة بأن يلحقة بالازهر وبالفعل استجاب الجد للنصيحة والحق حفيدة بالمعهد الازهر بطنطا .
وكان السفر يوميا من ميت غزال الى طنطا مرهق للشيخ مصطفى مع صغر سنه قرر الجد ان يستأجر مسكن لحفيدة بمنزل الحاج الشاذلى بحارة صبرا المتفرعه من شارع طه الحكيم بطنطا وكان المسكن عبارة عن شقه عادية فى الدور الثالث.
ولم يكد الشيخ ان يتم دراسته بالازهر حتى بدأ يشق طريقه للناس ليسمعهم القران بصوته الجميل وادائه الجديد الذى لم يكن يقلد فيه احدا
ويثحدث الشيخ فى مذكراته قائلا :
كان لى استاذ فى المعهد اسمه الشيخ مصطفى المروج اذا سمعنى اقرأ القران يقول لى " يا بنى انت صوتك حلو واتفرغ لقراءة القران احسن لك وكانت من عادة الشيخ مصطفى المروج ان يغلق الفصل فى نهاية الدرس ويقول لى اقرأ يا مصطفى "
يا سبحان الله الموهبة تفرض نفسها اينما حلت
وكان الجد يشجع حفيدة على القراءة فارسله جدة للقراءة فى مأتم بقرية كفر سالم النحال وهو تبعد 2 كم تقريبا عن ميت غزال وكان يرسل له بالصنيه (الغذاء والعشاء) وكان الجد يرسل الطعام الوفير حتى يأكل الشيخ مصطفى وزملاؤة كعادة اهل الريف ومكث الشيخ 3 ايام فى هذا العزاء خارج البيت ولم يتعاطى اجرا وكان الجد لا يبالى بكسب مادى بقدر ما كان يهتم بتوجه حفيدة الى قراءة القران
فى هذا الوقت لم يكن الشيخ مصطفى مازال يتعلم على يد الشيخ ادريس فاخر وكان له مع الشيخ ادريس موقف طريف :
انقطع الشيخ عن الشيخ ادريس بسبب حادث اصاب الشيخ اثناء اللعب بالمراجيح...وبعد مده شفى القارئ الصغير وذهب الى الشيخ ادريس فاخر واستأنف الدراسه فوجده الشيخ قد نسى ما كان تلقه من العلم فاشتد غضب الشيخ ونادى على زوجته وقال لها خلى بالك من العيال وخرج من المنزل غاضبا وقابل الجد الشيخ ادريس وسأله الجد مالك يا شيخ ادريس فرد عليه ان زهقت من مصطفى يا عم الحاج فرد الجد روح موته وانا جاى وراك بالكفن ( والله نعم الجد هذا )
ورجع الشيخ ادريس الى منزله واعد فلكه واحضر شمروخ الجريد وانهال على الشيخ مصطفى ضربا بلا رحمه وانقذ الشيخ مصطفى من يد الشيخ ادريس شقيق الشيخ ادريس وكانت علقة سخنة للشيخ مصطفى ولم ينساها طوال عمرهوبعد العلقة السخنة من الشيخ ادريس يقول الشيخ مصطفى لم تكن العلقة بسبب النسيان ولكن بسبب ان ابنة عمى ( زوجتة ابن الشيخ ادريس ) عندما انتهت من حلب الجاموسه وملأت الجره باللبن وهو خرجه من حظيرة البهائم سقطت على الارض وسقطت اللبن على ملابسها بالكامل وكان منظرها مضحكا للغاية حتى انها كانت تضحك على ما اصابها ولم استطع ان اكتم الضحك وذلك السبب الحقيقى الذى اثار سيدنا وعاقبنى هذة العلقة السخنه
وعندما بلغ الشيخ 16 عام كان قد اتم تجويد القران وتلاواته بالقراءات العشر على يد الشيخ ادريس فاخر
وهكذا قضى شيخنا الفذ طفولته وصباه فى قريته التى احبها
وذهب الشيخ للاقامة بطنطا وبالفعل اقام بطنطا وحدثت الانطلاقة الحقيقه لهذة الموهبة الربانية
واستقر شيخنا بطنطا ولم يكمل دراسته بالمعهد الازهرى وتفرغ للقراءة وقابل فى المسجد الاحمدى ( السيد البدوى ) الذى كان يضج بعمالقة وفحول القراءات فى العالم الاسلامى بلا جدال فى ذلك الوقت . الشيخ / ابراهيم سلام الذى استفاد منه الشيخ مصطفى ولم يكن للشيخ ابراهيم سلام فضل على الشيخ وحده وكان فضله ايضا على الشيخ الحصرى والشيخ البنا وحتى انهم ( العمالقة ) الثلاثة كانوا يجتمعون فى ذكرى وفاة الشيخ ابراهيم سلام واحيائها بقراءة القرا ن الكريم وفاء لهذا الشيخ الفضيل
و أثرت نشأة الشيخ في اخلاقه وطبعتبه طوال حياته بالاباء والشمم والزهد فما يمتلكه الناس والترفع عن الدنايا
[URL="http%253A%252F%252Fi42.servimg.com%252Fu%252Ff42%252F11%252F32%252F02%252F11%252F810.jpg"][URL="http://i42.servimg.com/u/f42/11/32/02/11/810.jpg"][URL="http://i42.servimg.com/u/f42/11/32/02/11/810.jpg"][/URL][/URL][/URL]
وجاءت الفرصة الحقيقة كى يرتقى مولانا اول درجة من درجات سلم المجد فى تلاوة القران الذى تربع علية وما زال متربعا علية الى ما شاء الله
توفى السيد بك القصبى فى اسطنبول وكان من اعيان القطر المصرى توفى فى اسطنبول واعيد الى الاسكندرية على الباخرة ونقل من الاسكندرية الى طنطا بالقطار وخرجت طنطا كلها تستقبل الجثمان فى محطة القطار التى ما زالت قائمة الان ( انظر مشركتى مدينة طنطا ) وللعلم عائلة القصبى من العائلات المشهورة فى طنطا وكان منها محافظ الغربية الاسبق احمد القصبى ومنهم الان عبد الهادى القصبى عضو مجلس الشورى بمصر الان )
ويقول شيخنا الفاضل خرجت مثل باقى الناس نستقيبل الجثمان ويوم العزاء دعانى احد اقارب السيد القصبى للقراءة بالعزاء وكان عمرى 16 عاماولبست العمه والجبه والقفطان والكاكوله ( الشاش يا يحيى ) وذهب الى السرادق الضخم المقام لاستقبال اعيان مصر واعضاء الاسرة المالكة فى ذلك الوقت وحضر العزاء ايضا اعيان الاسكندرية وبورسعيد وجميع اعيان القطر المصرى
وعندما انتهى اول القراء ونزل من على الدكة قفزت على الدكة وجلست وفجأه نادى قارئ ( الشيخ /حسن صبح ) قائلا انزل يا ولد هوه شغل عيال
حتى حضر احد اقارب السيد القصبى وقال للشيخ / حسن هذا قارئ مدعو للقراءة مثلك
وقراء الشيخ وابهر الحضور بتلاوته وكذلك ابهر الشيخ / حسن صبح وخاطب الشيخ بعد انتهاء التلاوة ( جدع يا وله )
واكررها مرارا وتكرارا الموهبة تفرض نفسها على الجميع
وبدء الشيخ يكون قاعدة له من المحبين والسمعية بطنطا وما حولها من مدن بالوجة البحرى ( الدلتا )
ودعى للقراءه فى عزاء لاحد اعيان طنطا وكان السرادق مقام بميدات الكوتشنر ( هذا الميدان موجود الى الان بطنطا وهو تقاطع شارع سعيد مع شارع حسن رضوان ) وكان مدعو الشيخ الاسطورى قيثارة السماء/ محمد رفعت رحمه الله للقراءة واعجب بالشيخ وشد على يده ونصحه بالذهاب الى علماء القراءات بالمسجد الاحمدى للاستزاده منهم
وفى عام 1927 توفى زعيم الامة سعد زغلول وكانت له مكانة فى نفوس الناس فتلى القران فى عزاءة شيخ له مكانه فى قلوب الناس تلاه بصوت عانق احزانهم الدفينة واحتضن اشجانهم العميقة
واقيمت سرادقات فى جميع انحاء البلاد وقراء الشيخ فى دمياط وهز مشاعر الناس باداءه الجميل وصوته الرائع ويتحدث الشيخ عن هذا اليوم قائلا :
بعد ما انتهيت من التلاوة ونلت استحسان الحضور اقترب منى الاستاذ محمد عمر من اعيان دمياط وكان رجل دين ومن العلماء ودعانى الى تناول الشاى فى منزلة وذهبت معه ورأيت فتاة تطل من النافذة ما كنت اعلم الاقدار ستجمعنى بها
وفى العام التالى رجع الشيخ الى دمياط وكان قد توفى الاستاذ محمد عمر فذهب الى منزله وخطب الفتاة من امها وشقيقها الاكبر وكانت شريكة حياة الشيخ وام اولادة السته 3 من الذكور 3 ومن الاناث
الذكور اسماءهم مركبه ( محمدعاطف ) ( احمد وحيد ) (محمود سمير )
الاناث ( ساميه) (انجى- انجا كم ينطقونها فى ميت غزال ) ( ماجدة )
[URL="http%253A%252F%252Fi42.servimg.com%252Fu%252Ff42%252F11%252F32%252F02%252F11%252Fbir_co11.jpg"][URL="http://i42.servimg.com/u/f42/11/32/02/11/bir_co11.jpg"][URL="http://i42.servimg.com/u/f42/11/32/02/11/bir_co11.jpg"][/URL][/URL][/URL]
الشيخ مع ابنته انجى(مازالت على قيد الحياة ) عام 1939
واعطى الزواج الشيخ الاستقرار وبدءات الدعوات تنهال عليه فقام بفتح مكتب خاصة به بشارع البورصة بمدينة طنطا ( هذا الشارع موجود حاليا ) وتقدم الشيخ بطلب تركيب تليفون بالمكب وفى قريته فكان رقمه بطنطا 9 وفى قريته رقم 1
وفى الليالى المتلاحقة كان يستمع الى الشيخ مصطفى اسماعيل احيانا بعض القادمين من القاهرة والاسكندرية
وكان السفر فهذا الوقت يكون للضرورة القصوى الا ان السيد محمد العوايجى ( من القاهرة ) اعجب بالشيخ وبصوته وتعرف عليه
وعندما توفت ام السيد / محمد العوايجى دعى الشيخ للقراءة وكانت المرة الاولى التى تطأ قدم الشيخ القاهرة للتلاوة
ويتحدث الشيخ عن هذة الليلة قائلا :
فى ليلة العوايجى سمعنى كثيرون ولم يمض الا وقت قصير حتى دعانى بعض من سمعنى فى تلك الليلة الى احياء ثلاث ليال فى مأتم بحى الداودية بالقاهرة وعندما حضرت للقاهرة وقابلت من دعانى اخبرنى ان الشيخ محمد سلامة سيشاركنى فى القراءة ( وكانت من عادة الشيخ محمد سلامة لا يترك لغيرة من القراء الى دقائق معدودات
ومرت الليلة الاولى دون ان يترك للشيخ مصطفى وقتا وفى الليلة الثانية ظل الشيخ محمد سلامه يقرأ من الثامنة مساء الى الساعة الثانية عشر فى منتصف الليل فى فصل الشتاء مع برودة الجو ...وعندما انتهى الشيخ محمد سلامه نهض معه اغلب الحضور وكاد السرادق يخلو من الناس ( خلى بالك يا يحيى )
لم ييأس الشيخ مصطفى من هذا الموقف المحرج وجلس على الدكة وبدء فى القراءة واجتذبت الايات الاولى الذى قرأها اسماع الذى كان ينصرفون من السرادق فعادوا الى كراسيهم وتوقف اخرون خارج السرادق وعندما رنت فى اسماعهم نبرات الموهبة عادوا ايضا للجلوس على كراسيهم وكلما توغل شيخنا العملاق فى التلاوة ويرفع صوتة بالجوابات وجوابات الجوابات توافد الى السرادق جمهور جديد حتى امتلأ السرادق بجمع الناس كما كان ممتلئا فى اول الليل عندما كان يقرأ الشيخ محمد سلامة واستمر الشيخ فى القراءة حتى الساعة الرابعة صباحا بين استحسان الحاضرين وتشجيعهم
وكان من الحضور الشيخ درويش الحريرى ( عالم المقامات الشهير )الذى اتى خصيصا لسماع الموهبة الربانية
وتقدم الشيخ درويش الحريرى مهنئا الشيخ مصطفى على ادائه الرائع وبشره بمستقبل باهر
وسأل الشيخ درويش الشيخ مصطفى
اين تعلمت كل هذة المقامات ومن علمك اياها
فرد الشيخ مصطفى رحمه الله قائلا :
لم اتعلم المقامات قط
فرد الشيخ درويش الحريرى :
فطرتك اقوى واصح من كل الدراسات ولا يمكن لمعهد فنى بأكمله ان يصل الى ما وصلت اليه فطرتك التى هى موهبة من الله تبارك وتعالى
وبعد هذة الليلة توالت الدعوات على الشيخ فى القاهرة ودعى الى مأتم فى حى المغربلين بالقاهرة وكان مدعو معه الشيخ محمد سلامه ولم يحضر الشيخ محمد سلامه وانفرد الشيخ مصطفى بالقراءة فى هذة الليلة وسحر الجمهور بصوته وادائه وانتقالاته المقامية ووقفاته وحسن تعبيره عن معانى القران وكانت هذة الليلة هى بداية صلة الشيخ بحمهور القاهرة..........
الشيخ رحمه الله لم يكن من الباحثين عن الشهرة فقد كان له مبيحه ومستمعية فى مدن وقرى الدلتا.....ولكنها المقادير اذا اسعدت الحقت النائم بالقائم........... ذهب الى القاهرة فى يوم من الايام لاجراء بعض الاصلاحات فى سيارته واثناء سيرة فى الشارع وجد مبنى معلق عليه يفطة باسم ( رابطة تضامن قراء القران الكريم ) فدخل الشيخ مصطفى المبنى وتعرف على الشيخ / محمد الصيفى ( ابو القراء )رحمه الله .
وسأله الشيخ الصيفى عن نفسه فعرفه الشيخ بنفسه فرد عليه الشيخ الصيفى احنا بنسمع عنك كتير....واثناء الحوار طلب الشيخ الصيفى من الشيخ مصطفى اسماعيل ان يقراء له بعض ايات القران المهم قراء الشيخ واعجب به الشيخ الصيفى..............ونظرا لظروف مرض الشيخ عبد الفتاح الشعشاعى رحمه الله ...قرر الشيخ الصيفى ان الشيخ سيكون مدعو للقراءة يوم الجمعه القادم فى ليلة الاحتفال بالمولد النبوى الشريف من مسجد الحسين
وعاد الشيخ رحمه الله الى اسرته فى ميت غزال وافضى اليهم بهذا النبأ الجديد المثير
ان الاذاعة ستنقل صوته الى كل مكان كما كانت تفعل مع مشاهير القراء
ولم يكن الشيخ مصطفى معتادا على القراءة لمدة نصف ساعة
فقد كان يحتاج فقط فى بداية التلاوة لفترة زمنية لتسخين صوته
المهم امسك الشيخ بساعته وجلس فى منزله يدرب نفسه على تلاوة القران لمدة نصف الساعة ويفكر فى الطريقه
التى يتبعها فى هذة التلاوة التى يعتبرها قصيرة جدا ولا تكفى لاظهار صوته واداؤه
ويقول نجل الشيخ م /عاطف اسماعيل :
كانت هذة المرة الاولى التى أرى والدى يقرأ فى منزلنا
وجاءت اللحظة الحاسمة يوم الجمعة 22 فبراير سنة 1943
توجة الشيخ رحمه الله الى المسجد الحسينى بالقاهرة قبل صلاة العشاء فوجده غاصا بالناس وبينهم كثيرون ممن سمعوه من قبل فى الليالى التى أحيها فى القاهرة والتف حول الشيخ هؤلاء السميعه الذين سمعوه من قبل فى ليلة المغربلين وطالبوه بالقراءة قبل ان تبدا الاذاعة الارسال وقرأ الشيخ حتى جاء الوقت الذى تنقل الاذاعة فيه الاحتفال
وعارضت الاذاعة قرار الشيخ الصيفى لان الشيخ وقتها لم يكن معتمدا بالاذاعة فرد عليهم ابو القراء سيقراء الشيخ مصطفى على مسؤليتى...............وقراء الشيخ........رحم الله الشيخ الصيفى الذى كشف لنا النقاب عن هذة الموهبة الفذة ...............رحم الله اهل القران
وبعد ان اتيحت الفرصة للشيخ لتسخين صوته قرأ الشيخ الموهوب بالفطرة وفتن كل من سمعوه بالقطر المصرى
ومن هنا كانت انطلاقة الشيخ مصطفى اسماعيل الى الشهرة ليس فى مصر وحدها ولكن فى العالم الاسلامى كله وسأل الناس بعضهم البعض فى اى مكان كان مختبا هذا القارئ العبقرى .......ووراء اى غمام كان هذا النجم الثافب متواريا .؟
وبعد ان فرغ الشيخ من التلاوة ضج المسجد بالتهليل والتكبير وتوجهت الانظار الى الشيخ وهو ينزل عن الدكة وعندما خرج من المسجد خرج الناس ورائه وكلما سلك الشيخ شارعا وجود الناس ورائه وتعجب الشيخ منهم وسألهم ماذا تريدون قالوا نريد ان نسمعك مرة اخرى الان وبينما هم فى الحوار ظهر سرادق لمأتم و كان القراء قد انتهوا من التلاوة فيه فدفع الجمهور الشيخ الى السرادق واجلسوا الشيخ على الدكة وطلبوا منه القراءة وانضم ايضا اصحاب السرادق فى مطالبة الشيح الموهوب بالقراءة وجلس الشيخ وقرأ حتى مطلع الفجر
وعاد الشيخ فى الصباح الباكر الى قريته ميت غزال فوجد الاهل والاقارب قد عمهم السرور لما حققه الشيخ من ناجح فى هذة الليلة
ولم شيخنا يستريح وانهالت عليه الدعوات من كل حدب وصوب
وطلبه القصر الملكى فالموهبة عطاء من الله يمنحه من يشاء.. وقد أعطاه مولاه صوتا يطرب الملائكة وتهتز له السماء وينفذ إلي قلوب البشر سحرا حلالا تخشع له الأفئدة.. وسمعه المليك.. فأصدر أوامره.. فانطلق مراد محسن باشا ناظر الخاصة الملكية ليأتي بالجوهرة من بطن أرض قرية ميت أبوغزال وكانت من اعمال طنطا محافظة الغربية.....وتم استداعاء الشيخ عن طريق مدير مديرية الغربية فى هذا الوقت ....... وتم ارسال الشيخ الى قصر عابدين(قصر الملك فاروق ) وفي المكتب الخاص لناظر الخاصة يطلب من المقرئ القادم بخاصته المتفردة في الأداء قراءة بعض السور ..... وبدأت التلاوة بنفحتها السماوية ليخشع السامعون من كبار موظفي القصر,.............. استشعرالملك فاروق نفحات الصوت العبقري في أرجاء القصر فانطلق من مجلسه للانضمام إلي كوكبة السميعة, وفي نهاية التلاوة صدرت الإرادة الملكية بأن يغدو الشيخ مصطفي قارئ القصر الملكى
[URL="http%253A%252F%252Fwww.mazameer.com%252Fupload%252Fshikh%252Fsh3esh3%2526mostafa.jpg"][URL="http://www.mazameer.com/upload/shikh/sh3esh3%26mostafa.jpg"][URL="http://www.mazameer.com/upload/shikh/sh3esh3&mostafa.jpg"][/URL][/URL][/URL]
وتعاقد القصر الملكى معه للقراءة يوم 28/4/1943 فى احياء ذكرى الملك فؤاد والد الملك فاروق وايضا ليكون قارئ القصر الملكى فى ليالى رمضان التى احياها الشيخ بصوته وكانت بقصر التين المقر الصيفى للملك فاروق
واستمر الشيخ قارئ القصر حتى عام 1952 وتكفلت الخاصة الملكية بمصاريف اقامة الشيخ فى فندق شبرد
........................................
وصار الشيخ مصطفى رحمه الله قارئ الملك واستمرت حفلات شهر رمضان منذ عام 1943 حتى عام 1952 وانتقلت بين القاهرة والاسكندرية .
وكانت التسع سنوات تلك حافلة فقد طارت شهرة الشيخ حيث دأبت الاذاعة على نقل قراءته من القصر الملكى فى شتى المناسبات ونقلت صوته الى اذان مستميعها فى كل الارجاء فاستمع الناس الى ما لم يستمعوا من قبل وعلموا عندها ان دولة التلاوة يجلس على عرشها ملك الاداء الشيخ / مصطفى اسماعيل رحمه الله
حيث استمعوا قراءات غير تقليدية صاحبها يرسم بها لوحات من الجمال مفرادتها كلمات الكبير المتعال
ولا عجب بعد هذا التميز الذى فاق الاقران وشغل الرأى العام فى كل مكان ان يزداد قربه من القصر الملكى
حتى وصفه الناس بمقرئ الملك ولما لا وهوالجميل صوتا المهيب طلعه الأنيق هنداما الوقورهيئه قد إنطوى على اسرار تجذب اليه رائه وتشد اليه مستمعيه
وكأن صوت الشيخ يأبى الا أن ينتشر فى كل مكان فقد حرصت الاذاعة على بث صوته للناس بعد ان طالبوا ان يسمعوه ويشاركوا فى سماعه ملك البلاد وعلى عكس المتوقع ابدى الشيخ قلقه من الاذاعة وكانت له اسبابه :
كان الشيخ يحب ان يتجاوب مع الجمهور كما كان فى الحفلات وهذا غير موجود فى الاذاعة وحيث ان مدة القراءة فى الاذاعة لا تتجاوز النصف الساعة وطبعا ان تعلمون من الحلقات السابقة ان صوت الشيخ كان يحتاج الى فترة لا تتجاوز النصف حتى يسخن صوته
وحضر وفد من الاذاعة الى ميت غزال للاتفاق مع الشيخ ويروى الشيخ هذة القصة قائلا :
" جاءنى بعضهم فى عربة الاذاعة واستقبلتهم فى ميت غزال وقلت لهم اريد ان اقرأ ساعة كاملة لان النصف ساعة لا تكفى وهذا المطلب الاول .والثانى انا لا استطيع ان اقرأ فى استوديو مغلق وبعيد عن الجمهور و يستحسن ان تكون القراءة بالمساجد والثالث اجرى خمسون جنيها فى القراءة الواحدة ......
ويكمل الشيخ قائلا :
لم اكن اريد منهم لا خمسين جنية ولا ستين ولكنى اردت الخلاص من الحاحهم فى الطلب هذا من جهة ومن جهة اخرى كانت الاذاعة تدفع للمونولوجست محمود شكوكو فى غنائه منولوج" حدرجى .... بدرجى " خمسة وثلاثون جنية وكانت تدفع للقراء اقل من ذلك ......
وكان من البديهى ان ترفض الاذاعة مطلبى لانه لواستجابوا له لا ضطروا الى زيادة اجور جميع القراء
ولكى اسهل عليهم قلت لهم سأقرأ مجانا مع تنفيذ المطلبين الاخرين
وعاد رجال الاذاعة الى القاهرة وليس فى جعبتهم سوى وعد من الشيخ بزيارة الاذاعة فى موعد حدده الشيخ لمقابلة الاستاذ محمد فتحى المشرف على برامج الاذاعة
وفى الموعد الذى حدده الشيخ مصطفى اسماعيل ذهب الى الاذاعة وحدث موقف يرويه الشيخ قائلا "
"لم ألق الاستقبال اللائق بى كقارئ للقران الكريم ........انظرت ثلاثة ارباع الساعة فى حجرة سكرتير الاستاذ محمد فتحى
[URL="http%253A%252F%252Frti.sytes.net%252FRTI%252Fleaders%252Fimages%252F03.jpg"][URL="http://rti.sytes.net/RTI/leaders/images/03.jpg"][URL="http://rti.sytes.net/RTI/leaders/images/03.jpg"][/URL][/URL][/URL]
الاستاذ محمد فتحى
ثم اذن لى بالدخول فوجدته مشغولا بمكالمة تليفونية طويلة وظللت واقفا دون ان يدعونى الى الجلوس فلما انتهى من مكالمته الطويلة .نظرت اليه بغضب وقلت له لا اريد العمل فى الاذاعة ولم احضر الى هنا لاستعطافك ولكنى حضرت لأنى وعدت رجالك بالحضور اليك وقد ادهشتنى طريقة استقبالك لى ولهذا لن اعمل بالاذاعة وارجو الا تتصلوا بى مرة اخرى لاننى لن احضر .............
الله عليك يا شيخ مصطفى هكذا تكون عزة اهل القران...........رحمك الله يا حبيب قلبى رحمة واسعة .
وفى صيف سنة 1947خلا مكان قارئ السورة فى الجامع الازهر وكان الشيخ مصطفى فى أوج شهرته وفتوة صوته وادائه والجماهير تلتف حوله فى كل مكان ........
حضر الى الشيخ مصطفى اسماعيل الشيخ / ابراهيم شحاتةالمدرس بمعهد القراءات والشيخ /عبد الفتاح القاضى المدرس بالازهر رحمهم الله
واخبروا الشيخ بخلو مكان قارئ السورة بالجامع الازهر وطلبوا منه التقدم بالطلب ليكون قارئ الجامع الازهر
ورد عليه الشيخ لا افعل ذلك ......
فرد علية الشيخان اننا معنا الطلب وكتبناه ولا ينقص سوى توقيعك وستقدمه نحن الى الشيخ / على الضباع...شيخ المقارئ فى هذا الوقت.
[URL="http%253A%252F%252F213.130.105.170%252FShowPic.php%253Fid%253D140126"][URL="http://213.130.105.170/ShowPic.php%3Fid%3D140126"][URL="http://213.130.105.170/ShowPic.php?id=140126"][/URL][/URL][/URL]
العلامةالشيخ علي الضباع رحمه الله
( ما ادركم يا اخوانى الشيخ / على الضباع فى هذا الوقت ...مين اللى كان يعدى من تحت ايد الشيخ / على الضباع رحمه الله رحمة واسعة )
ووقع الشيخ الطلب وحدد له شيخ المقارئ موعدا
وذهب الشيخ مصطفى الى شيخ المقارئ الشيخ / على الضباع رحمه الله ودخل علية وقبل يدة ( الله على التواضع ومعرفة قدر الناس .........رحمك الله يا عبقرى التلاوة)
واستمع الي تلاوة الشيخ وأثنى عليها وصوب له فقط كلمة مستقر فى سورة القمر وعند انصراف الشيخ اخبرة شيخ المقارئ ان خطاب التعين سيصلك خلال يومين او اكثر
وانتظر الشيخ / مصطفى ولم يصل الخطاب ................وتتدخل القصر الملكى وذلل عقبات تعين الشيخ / مصطفى ليكون قارئ الجامع الازهر ........واصبح الشيخ قارئ الجامع الازهر ثلاثون سنة حتى وفاته.
وظل الشيخ يرفض التعامل مع الاذاعة حتى عام 1948 وفى تلك السنة انهالت الشكاوى على الاذاعة المصرية من كل مكان لعدم اذاعة صوت الشيخ مصطفى اسماعيل , مع انقطاع صوت الشيخ الاسطورة قيثارة السماء الشيخ / محمد رفعت رحمه الله بسبب مرضه الذى اقعدة عن القراءة ........
وكتبت الصحافة فى هذا الشأن وأنحت باللائمه على الاذاعة التى لم تعرف كيف تتفق مع الشيخ / مصطفى اسماعيل رحمه الله
وبعد مفاوضات وضغوط من القصر الملكى وافق الشيخ على القراءة فى الاذاعة.
ويتحدث الشيخ عن اتقافه مع الاذاعة بعد طول اختلاف قائلا :
لم اكن اريد ان اقرا نصف ساعة ولكن مراد باشا محسن ناظر الخاصة الملكية ومحمد حيدر باشا وزير الحربية الذين صاروا من اعز اصدقائى , قالا لى هذا نظام الاذاعة الذى لا نستطيع تغيره وقد رضى به الشيخ محمد رفعت ( قيثارة السماء ) وسائر القراء وظل الرجلان يتكلمان معى فى هذا الشأن حتى اقتنعت ووقعت عقدا مع الاذاعة ولكنى ظللت غير راضى عن النصف ساعة ومع ان قراءاتى خلال نصف ساعة من كل اسبوع لاقت استحسانا عظيما وكنت أقول ان الثلاثون دقيقة ليست هى مصطفى اسماعيل
وتتبدل الاحوال وينتهى العهد الملكى وتقوم ثورة يوليو سنة 1952
....................كانت نظرة بعض ضباط الثورة للشيخ مصطفى اسماعيل على انه جزء من ماضى ولى يحسن التخلى عنه.....................( نظرة جهله...والله العظيم جهله )
وانفرجت الازمه وتعدلت الاوضاع وعرف رجال الثورة من هو الشيخ مصطفى اسماعيل وصار بعدها الشيخ رمزا للعهد الجديد
كان الشيخ مصطفى إسماعيل جَوّادًا في قراءته, ينفعل بالآية الكريمة, انفعال المتّقين, فيبث لنا مماهداه الله فيضًا من المشاعر الإيمانية, التي تدل المستمع لإدراك فحوى الآية الكريمة, كي يترك للذهن تركيزه في استحضار الخشوع الناتج عن حسن التلاوة, وبديع البلاغة القرآنية, فيزداد التدبّر والتأمّل, واستحضار الحالة, التيكان شيخنا يقترب فيها من الأداء التمثيلي في تعبير صادق يناسب الصدق القرآني, فهويعبر بكل ما أوتي من نبرات صوتية موصولة ومقطعة تثبت تمكنه من حِسٍّ به شخصية كاملةالنضج فيها يتجاوز في الأداء حدود التعبير إلى آفاق أخرى أكثر جمالاً وروحانية, وكأنه رسول المعنى القرآني, يجعل المستمع يذوب عشقًا في كتاب الله, فينطلق صوتالمستمع قائلاً (الله