رد: فى الذكرى ال 31 للشيخ مصطفى اسماعيل رحمه الله
كانت نظرة بعض ضباط الثورة للشيخ مصطفى اسماعيل على انه جزء من ماضى ولى يحسن التخلى عنه.....................( نظرة جهله...والله العظيم جهله )
وانفرجت الازمه وتعدلت الاوضاع وعرف رجال الثورة من هو الشيخ مصطفى اسماعيل وصار بعدها الشيخ رمزا للعهد الجديد
كان الشيخ مصطفى إسماعيل جَوّادًا في قراءته, ينفعل بالآية الكريمة, انفعال المتّقين, فيبث لنا مماهداه الله فيضًا من المشاعر الإيمانية, التي تدل المستمع لإدراك فحوى الآية الكريمة, كي يترك للذهن تركيزه في استحضار الخشوع الناتج عن حسن التلاوة, وبديع البلاغة القرآنية, فيزداد التدبّر والتأمّل, واستحضار الحالة, التيكان شيخنا يقترب فيها من الأداء التمثيلي في تعبير صادق يناسب الصدق القرآني, فهويعبر بكل ما أوتي من نبرات صوتية موصولة ومقطعة تثبت تمكنه من حِسٍّ به شخصية كاملةالنضج فيها يتجاوز في الأداء حدود التعبير إلى آفاق أخرى أكثر جمالاً وروحانية, وكأنه رسول المعنى القرآني, يجعل المستمع يذوب عشقًا في كتاب الله, فينطلق صوتالمستمع قائلاً (الله) ولهًا, متدبرًا, خاشعًا
بهذا الاسلوب المتميز والفريد والذى فاق الاقران انطلق الشيخ للقراءة خارج البلاد فقد كان له محبوه ايضا خارج القطر المصرى
وترك الشيخ شبرد واستجأر شقه بحى الزمالك واستعان فى فرشها بخبرة صديقة الاسطى ( فتوح ) وانتقل للعيش فيها هو وزجته السيدة / فاطمه وابنائه الصغار .وبدات حياة الشيخ مصطفى بالقاهرة بدايتها الحقيقية ...وانتقل فيما بعد هذة الشقة الى الفيلا التى اشتراها بحى الزمالك في6 شارع كلومباروني اشتراها في يونيو1963 من إرسالية أفريقيا الوسطي ثمنها7 آلاف جنيه وعاش فيها الى اخر حياته وكان اهتمامه بالغا بأثاث بيته, فغرفة نومه من خشب الورد ثمنها في عام66 ما يقارب من ثلاثة آلاف جنيه وكان دائم القول: أنا لا أضيق علي نفسي وعلي أولادي, فكل ما أكسبه أنفقه مع الادخار للزمن, لأن الادخار أيضا إنفاق, ولكنه إنفاق مؤجل لفترة
وفى عام 1953 مرت بالشيخ ازمه حيث حدث حادث اليم للاسرة اثر عليه....وعلى صوته وما لبس الشيخ ان خرج من
تلك الازمة ولم يرجع صوت الشيخ كما كان قبل الازمة التى مر بها الشيخ
ويقول نجل الشيخ م/ عاطف اسماعيل فى هذا الشأن :
لم يرجع صوت ابى كما كان بعد هذة المحنة ولكن صوته فى المرحلة الجديدة كان حافلا ايضا بالجمال والمقدرة واستطاع تطويع ادائه لمقتضيات صوته فى المرحلة الجديدة فأضاف الى ادائة القديم لونا جديدا من الاداء وبذلك تطور ادائه ولم يتوقف .....)
وسافر الشيخ لاحياء الليالى رمضان فى لبنان وقد كان له محبوة فى لبنان وعلى رأسهم الاستاذ / محمود عيتانى مفوض بيروت وفى احدى سفراته للبنان سفرالشيخ فى الصيف بناء على دعوة موجه له وكان هناك فى لبنان ام كلثوم وعبد الوهاب لاحياء ليالى الغم والنكد وشيخنا لاحياء الليالى بالقران
ولم يحقق المسرح الغنائى الخاص بأم كلثوم وعبد الوهاب ايرادات فتعجوه ...المهم عرفوا ان الشيخ مصطفى موجود فى لبنان وقد سحب منهم البساط فتوجهوا الى مكان الذى يقرا فيه الشيخ وجلس عبد الوهاب ووضع صحيفه على وجهه كى لا يعرفه الناس وجلس لاستماع الى من سحب البساط من تحت اقدامهم هو وام كلثوم .........رحمك الله يا حبيب قلبى رحمة واسعه
وقد سافر الشيخ الى الحج وكان يصطحب معه الشيخ هاشم هيبة رحمه الله وكان الشيخ يحترم الشيخ هيبة ويعتبرة من المقربين ومن المشايخ المجدين الملتزمين بالترتيل الصحيح للقران الكريم
ويذكر الشيخ ابو العينين شعيشع اطال الله عمر نوادر عن الشيخ مصطفى رحمه الله
كانوا فى الحرم المكى والشيخ كان نائم على الارض ومتخذ فخذ الشيخ ابو العينين مسند تحت راسة الشيخ مصطفى لم يكن مستغرقا فى النوم وكلما مر على الهنود والاعاجم ويقولون اشهد ان لا اله الا الله وفى ظنهم ان الشيخ ميت ويقوم الشيخ فجأة ويجرى ورائهم بعصاة.........................
ويضيف ايضا الشيخ ابو العينين انه كان فى السعودية هو والشيخ عبد الباسط والشيخ مصطفى المهم اصطحب الشيخ ابوالعينين زوجته لزيارة البيت الحرام بمكة وترك الشيخان عبد الباسط والشيخ مصطفى فى جدة وفى تلك الليلة تم دعوة المشايخ للقراءة فى بيت احد وجهاء القوم بالسعودية...وذهب الشيخ عبد الباسط والشيخ مصطفى وبعد انتهاء الليلة وفى الصباح عاد الشيخ ابو العينين وزوجته من مكة وجد الشيخان قسما ما حصلا عليه ثلاثة اجزاء متساوية جزء للشيخ مصطفى وجزء للشيخ ابو العينين وجزء للشيخ عبد الباسط فرد الشيخ ابو العينين هوه انا كنتم معاكم .......انا كنت فى مكه رد الشيخ مصطفى اسماعيل ده نصيبك با ابو العينين .........جيل ذهبى رحم الله اهل القران
وسأل الشيخ عن سرة التلاوة المصرية فقال :
يرجع الفضل للازهر وقال العلم ماهوالا ازهرى والقران ما هو الا احمدى ( نسبة لوجود فحول القرءات فى العالم الاسلامى فى مسجد احمد البدوى بطنطا فى ذلك الوقت )
وفى احدى ليالى عام 1958 طلب منه شابان فقيران توفي والدهما الذي أوصاهما قبل وفاته أن يستدعيا الشيخ مصطفى إسماعيل ليقرأ في مآتمه فاستجاب الشيخ لهما وبينما الشيخ على مشارف البلدة إذا بآلاف العمال يقفون على الطريق وينتظرون وصول سيارة الشيخ ودخل البلدة في مظاهرة حب يفوق الوصف وأثناء خروجه من البلدة بعد أنتهاء السهرة إذ بعمال شركة غزل المحلة يرفعون السيارة التي كانت يستقلها فوق أكتافهم تكريما للشيخ مصطفى وتعبيرا منهم عن خالص حبهم له وقد تنازل الشيخ عن أجره في تلك الليلة .
قبلة على خد الشيخ مصطفى إسماعيل من الموسيقار محمد عبد الوهاب بعد أن قلدهما الرئيس عبد الناصر وسام الجمهورية عام 1965
وحظي بتكريم روساء الدول وكان اول قاريء ينال وسام الجمهوريه من الطبقه الاولي في الدوله من الرئيس جمال عبد الناصر(16 ديسمبر1965) وقال الشيخ يومها( ان هذا الوسام ليس تقديرا لشخصي فحسب ولكنه كذلك تقدير لطائفه اتخذت من كتاب الله دعاء منغما, ولا عجب اذا قدرت دولتنا الناهضه فن قراءه القران الكريم فانها دوله تومن بالله وتنبع سياستها من كتاب الله, وتعمل علي وحده الامه التي نزل عليها القران كتابا عربيا( لعلهم يتقون)
وعندما ذهب الشيخ الى لبنان عام 1959 لاحياء شهر رمضان
اخذت هذة الصورة بلبنان فى احتفالات الاسراء والمعراج 1959
وفى احد الليالى الجميلة حينما الى ذهب الشيخ للقراءة فى مسجد قريطم برأس بيروت كانت الشوارع مغلقة خصيصا للشيخ مصطفى والشارع مزدحم بالناس والناس فوق اسطح العمارات والنساء والاطفال من اجل سماع صوت الشيخ مصطفى اسماعيل
وفى احد الايام وضعوا للشيخ تسجيلا بصوته بعد صلاة العصر لتلاوة قراءها فى اليوم السابق فرد الشيخ هوه انا اللى قلت كده دى حلوة قوى وليس قصد الشيخ تفخيم نفسه ولكن دليل على ان ما يخرج منه لم يسبقه تحضير
سنة 1960 مع رئيس المجلس النيابى فى سوريا والاستاذ محمود عيتانى مفوض بيروت
وكان الشيخ مصطفي قد نال وشاح الارز من رتبه كوماندوز تقديرا له في يناير1965 من الرئيس اللبناني الاسبق شارل حلو
وكان الشيخ لا يسافر للخارج إلا ومعه عمامة احتياطية للطوارئ بعدما طلب منه سامي الصلح رئيس وزراء لبنان عمامته بلهجته اللبنانية الودودة:
- يا شيخ مصطفي بدي عمتك!
فخلعها الشيخ وقدمها إليه فثبتها علي رأسه قائلا بحبور:
- تمام والله.. كأنها معمولة من شاني!
واستطرد سامي الصلح قائلا: ومن شان هيك أنا باخدها!
أعجب إقرار من نوعه قد تم تسجيله في الشهر العقاري وحكايته أن السيد أبواليزيد يوسف
عضو مجلس الأمة بطنطا اتفق مع الشيخ مصطفي إسماعيل علي أن يحيي له ليلة مأتمه عندما يموت وأخذ عليه إقرارا كتابيا بذلك, وكتب الشيخ مصطفي علي ورقة تحمل عنوان الجمهورية العربية المتحدة مجلس الأمة الإقرار التالي: أقر أنا المقرئ مصطفي إسماعيل أنه إذا قدرت لي الحياة وتوفي أبواليزيد يوسف عضو مجلس الأمة الآن أن أقرأ في سهرة الوفاة مجانا طول الليل بدون مصاريف انتقال وبعدها ذيل الإقرار بتوقيعه مصطفي إسماعيل والتاريخ1966/10/27
وللعلم :
أن المذيعة المعروفة الراحلة همت مصطفي ليست ابنة للشيخ مصطفي إسماعيل ولا هي الشقيقة من الأم فاطمة محمد عمر ابنة دمياط التي تزوجها عام1931 ولا من أي زوجة أخري, وربما تعود تلك البنوة المزعومة أو الأبوة الدخيلة من مناداة الشيخ لها بـهمت يا بنتي كما كان يناديها الرئيس السادات
............................................................وللقصة بقية
رحمك الله يا حبيب قلبى رحمة واسعه واسكنك الله فسيح جناته........امين