عبد الحميد محمد الراوي

  • 27 أكتوبر 2010
  • انضمّ(ت) 26 أكتوبر 2010
  • 0 تمت المتابعة0
  • شاهد 1 مرة
  • 0 الأعجابات المستلمة
  • المزاح
    أحكام... وضوابط
    الحمد لله رب العالمين , أحمده سبحانه لاعز إلا في طاعته ولا رضا إلا في التقرب من عظمته , سبحانه خلق اللسان واحدا واحدا ليوحد الواحد , وخلق القلب واحدا ليملئه حب الواحد, وجعل القبلة واحدة لأن المعبود واحد.
    سبحانه من تكلم علم نطقه ومن سكت علم سره ومن عاش فعليه رزقه ومن مات فإليه مرجعه ومنقلبه .
    وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له شهادة تنير لنا طريق الحق وتسلك بنا سبيل الرشاد .
    وأشهد أن سيدنا محمدا عبده ورسوله, ببعثته لانت القلوب القاسية, وأهتدت العقول الشاردة أسلم عمر وأبو سفيان وتساوي أبو بكر وبلال وأهتدت خزاعة وغفار وبلغت دعوته المباركة ما بلغ الليل والنهار.
    ياخير مخلوق وأفضل مرسل وشفيع قوم أدنبوا وأساءوا
    أنوارك العظمي أدا ما أشرقت يوم القيامة فالوري سعداء
    أما بعد
    كانت حياة النبي صلي الله عليه وسلم مثالا للحياة الإسلامية الرائعة , وكان حاله في بيته قيام , وخشوع , وتضرع و وتذلل , وبكاء , وكان يسجد حتي يظن أنه مات صلي الله عليه وسلم
    فإذا كان مع الناس كان يهش ويبش ولا يقول إلا حقا .
    أيها الأخوة نحن أمة مشغولة بدينها , فلابد أن يكون هناك ترفيه في حياة المسلم يلين عليه حياته , والله تعالي هو الذي خلقنا وأودع فينا صفة الضحك والبكاء حيث قال تعالي ( وأنه هو أضحك وأبكي ) النجم43
    فلم يقل هو الذي أبكي وإنما قدم الضحك لماذا ؟ حتي يستطيع المسلم أن يدخل علي نفسه شئ من الترويح , والبسمة المحترمة التي لا تخدش حياءا ولا تجرح مسلما .
    فالأسلام لم يفرض عليك أن تكون حياتك كلها ذكر وقران وقيام وتهجد وقراءة قران وإنما قال إن لبدنك عليك حق ولزوجك عليك حق فأعطي كل ذي حق حقه .
    يقول الأمام علي: ( أجموا هذه القلوب وألتمسوا لها طرائف الحكمة فأنه تمل كما تمل الأبدان ) .
    يقول بن مسعود: ( أريحوا القلوب فأن القلب أذا أكره عمي ) .
    يقول علي : ( لا بأس بالمفاكهة يخرج بها الرجل عن حد العبوس ) .
    يقول عمر: ( أنه ليعجبني أن يكون الرجل في أهله مثل الصبي فإن أرادوه رجلا وجدوه )
    وروي عن أحد التابعين : أنه سئل عن صحابة رسول الله هل كانوا يضحكون ؟
    قال نعم والإيمان في قلوبهم مثل الجبال الرواسي .
    الأمام الشعبي: كان يمزح ويحب المزاح فقيل له يا أبا عمر أتمزح ؟ قال أجل
    إن لم يكن هذا متنا من الغم .
    تعريف المزاح : جاء في كتاب ( المراح في المزاح ) لبدر الدين أبي البركات الغزي
    قال : يندب الي المزاح بين الأخوان والأصدقاء والخلان لما فيه من ترويح القلوب
    والأستئناس المطلوب , بشرط أن لا يكون فيه قذف ولا إنهماك يسقط الحشمة ويقلل المروءة
    الهيبة ولا فحش يورث الضغينة ويحرك الأحقاد الكمينة .
    يقول رسول الله صلي الله عليه وسلم ( إن الدين يسر ولن يشاد الدين أحدا إلا غلبه )
    عارفين الدين عامل زي أيه ؟ كرتونه مربعه فواحد يريد أن يدخل داخل هذه الكرتونه – عايز يحش جوه الأسلام – قادم من اخر الشارع مسرعا مندفعا فراح داخل من الكرتونه طلع من الناحيه الأخري , عرفتم المسأله عامله أزاي –ولن يشاد الدين أحدا الا غلبه هتخش بسرعه هتطلع الي الفضاء الواسع وهو الكفر والعياذ بالله – ماذا نفعل يا رسول الله ؟ فسددوا وقاربوا .... )
    المزاح في السنة الشريفة :
    ورد في المزاح أحاديث وأثار بعضها محمول علي ذمه وبعضها يحمل علي مدحه
    وعلي وقوعه من النبي صلي الله عليه وسلم- ومن أصحابه رضي الله عنهم ورحمهم وعن أكابر هذه الأمة وسلفها الصالح فكان لابد من الوقوف وقفة يسيرة
    لنتعرف عن أحكام المزاح في الشريعة الأسلامية حتي لا يختلط هذا بذاك ولا يشتط بعض الناس فينهي عن المزاح كله فيحجر واسعا – ولا يفرط البعض فيجعل حياته
    كلها مزاحا كما يفعل بعض الناس في هذه الأيام , وللأسف الشديد , حياته كلها لهو ولعب ليس فيها شئ من الجد .
    معلوم لدي الكل أن الشرع لا يناقض طبائع البشر – لا تأتي الشريعة لتضيق علي الناس وأنما جاء الشرع المطهر ليوائم حاجيات النفس , لكي يضبطها علي الحزام العادل بحيث لا تطغي ولا تقصر
    فالأصل في المزاح الأباحة , لكن أحيانا يكون المزاح مكروها – وأحيانا يصير حراما – في بعض الأحوال يكون واجبا – وفي البعض الأخر يكون مستحبا
    متي يكون مكروها ؟
    فالمزاح يكون مكروها وهذا أغلب أحكامه لماذا ؟ لأنه في الغالب أذا بدأ المرء يمزح , عندما يفتح باب المزاح وسعه شيئا فشيئافيفرط فيه , فتجده لا يمزح مرة واحدة ولكن , يتخذ حياته كلها ضحك , حتي يصير المزاح ديدنا له وهذا مكروه جدا لأمور :
    أول هذه الامور أنه بهذه الصورة يميت قلبه فقد ورد عن الترمذي ( أن كثرة الضحك تميت القلب ) وأذا مات قلب الانسان فكيف ينتفع ؟ كيف يتشرب الشرع – كيف يحس بالخير – كيف يحس أن هذا حلال وهذا حرام , المرء يحس بكل هذا بأستشعار قلبه , لهذا المختوم علي قلوبهم نسأل الله ان يعافينا من هذا وأن يعفوا عنا جميعا بمنه وكرمه لا يشعرون بذالك , لا يحس بشدة الحرام , يفعل المحرمات في عز الظهيرة ولا يستاء لذالك .
    الأن تري المراة تمشي في الشارع عارية تمام العري ولا تستاء لذالك , بالعكس لو نصحها أنسان تلقنه درسا قد لا ينساه طيلة حياته , في الأخلاق والأدب اللي هي فقدتهم من زمان – لو أراد أن يقول لها مثلا اتقي الله هذا لا يجوز لكي يا أمة الله
    أستري نفسك تلقنه درس في حسن التعامل مع الناس , والأتكيت وما شابه ذلك
    ولا تحس أنها أتت جريمة نكراء بمشيها هكذا في الشارع , لان قالبها خلاص مات
    منذ زمن بعيد ودفن , فهي قبر يمشي علي الأرض – وقس علي هذا خلقا من خلق الله كثيرين , يقع في المعصية ولا يتمعر وجهه , ولا يحس بشئ في صدره وانما يفتخر بها . لذلك قال النبي صلي الله عليه وسلم ( كل امتي معافي الا المجاهرين )
    الذي يعصي ربه ويستره ربه , ثم ياتي في الصباح ويكشف ستر الله عنه – يقول أما رايتم ماذا صنعت أمس , ويجلس يحكي لهذا وذاك , ويفتخر بمعاصيه ويراها شئ من المناقب التي يدل بها علي خلق الله .
    وتفاضلون فيما بينهم بكثرة المعاصي – فلا هذا احسن من فلان , لانه مقطع السمكة وديلها التاني قطعها وساب فيها حته , لكن هذا قطعها حتي النهاية
    فهذا يرتفع قدره عند الناس لأنه اشد منه فسقا – أجرأ منه وقاحة علي الله
    صار هذا هو المقياس عند هؤلاء , فأذا مات القلب مات الانسان , مات عنه أمل الخير .
    فأحد الأسباب التي تميت القلب موتا حقيقيا لا يصحوا بعدها الا ان يشاء الله
    كثرة الضحك التي تتأتي عن كثرة المزاح ,متي يذكر هذا أن هناك شئ ينتظره ؟
    متي يفكر في غده متي يفكر في أخراه ؟
    قال محمد بن واسع : ( لو رأيتم رجلا في الجنة يبكي أما تعجبون منه )
    ده مش حال عجيب , هي الجنة فيها حاجه تخلي الواحد يبكي , الجنة كلها هناء وسرور نسأل الله تعالي أن يرزقنا وأياكم الجنة , فقالوا بلي قال أعجب منه من يضحك في الدنيا وهو لا يدري أين يصار به , الي الجنة أم الي النار , واقصد بالضحك هنا الضحك المستمر الذي يشغل كل نواحي الحياة – فرق بين الضحك
    والتبسم , الضحك أشد بكثير من التبسم – ثبت عن النبي أنه كان بسام المحيا – حدث بعض أصحابه عنه قال رأيت النبي أكثر ما يتكلم يبتسم – بشوش – البشاشة هذه شئ أخر – غير الضحك الذي نتكلم عنه – أمر مطلوب البشاشة هذه – تبعث في النفس الطمأنينه وهي شعار الأسلام – لكن الذي نحكي عنه في الكراهة كثرة الضحك , كل حاجه عندك هزار معندكش جد , هذا هو ما نتكلم عنه , هذا هو الذي يميت القلب يصبح القلب غافل قلما يتفكر في أخراه .
    زوال الهيبة: حتي ولو كنت ذا جاه , كثرة مزاحك تذهب بهيبتك تجعلك ليس بسيد لأن الناس حينئذ تقفز حائطك, يقفزون عليك بسهولة وقد يتجرأ عليك اللئيم – فكل ما يكون بينك وبين الناس حائط خفيف ليس من الكبر , ولكن من حفظ الهيبة وماء الوجه يكون أولي لك .
    جاء رجل الي معوية بن أبي سفيان رضي الله تعالي عنه وكان معاوية احلم الناس
    هذا الرجل جلس مع قومه فتراهنوا فقال كم تد فعون لي إذا ذهبت إلي أمير المؤمنين
    معاوية ووضعت يدي علي عجيزته ( أروح أخليه بيصلي وأحط يدي علي مؤخرته ) فقالوا ان فعلت هذا لك مائة الف دينار فذهب الي معاوية وكان معاوية حليما جدا
    لا يغضب الا بصعوبة , فينما هو ساجد وضع يده علي عجيزته وقال ما أشبهها بعجيزة هند ( يعني أم معاوية ) هذه الفعلة لو صنعها مع أنسان عادي ممكن يخلص عليه , فكيف اذا صنعها مع أمير المؤمنين ؟ فلما أنتهي معاوية من صلاته نادي عليه وقال ما أظنك الا مراهنا , ( يعني أنا فهمت اللعبة , أنت أكيد مراهن )
    قال نعم ثم قال له خذ مائة ألف علي رهانك وأدلك علي من فعلت به هذا أعطاك
    أكثر من هذا بكثير فقال من ؟ فقال زياد أخي , وكان زياد حازما شديد الحزم
    فأراد معاوية أن يقطع دابر هذا الرجل ولكن بحلم وعفو ( أعطاه المال وقال له تمتع
    وأذهب الي من معك ولكن أنا هعلمك الأدب ) فأذهب الي زياد وافعل معه مثلما فعلت معي فانه يجزيك خير الجزاء ( هيديلك جزاء مشفتهوش في حياتك ) فذهب الي زياد وهو ساجد فوضع يده علي عجيزته وقال مأشبهها بعجيزة أمك فسلم زياد من نصف الصلا ة مكملش وقال أين الرجل ما حملك علي هذا ؟ قال أنا مراهن
    وأردت أن أكسب الرهان يا سياف أقطع رقبته فقطعت رقبته في الحال )
    ( من كتاب صبح الأعشي للقلقشندي )
    أنما فعل معاوية هذا ليسد الباب فلو تركه سيأتي أخر وثاني وثالث وهتبي هيصه وميباش ملك بقي دا هيبي مولد وصاحبه غايب كمان .
    فكان لا بد من قطع دابر هذا الهراء , فكثرة المزاح تذهب بالهيبة .
    متي يكون المزاح حراما ؟ قد يرتقي المزاح من الكراهة الي الحرمة وهذا في أحد الاحوال الأتية : أذا قصد به الترويع وهذا حرام شرعا , قال رسول الله صلي الله عليه وسلم ( لا يشر أحدكم الي أخيه بسيفه أو بسلاحه فأن الشيطان قد ينزغ ما في يده فيوقعه في حفرة من حفر النار ) أي يحركه علي غير أرادة صاحب اليد .
    وكم من شخص قتل في هزار – فلا يجوز مثل هذا أبدا – والعيد قادم ومن يشتري المفرقعات – ومن يبيعها هذا حرام عليه أصلا هذه حيل شيطانيه – لا يستحل هذا الا مجنون أو رجل نزع الايمان من قلبه .
    ايضا من الأ شياء التي تجعل المزاح حراما : الكذب في المزاح – يريد أن يضحك الناس يخترع – ينكت علي الناس وهذا لا يجوز أبدا – ممكن تقول نكته لكن نكتة واقعية , حاجه حصلت فعلا أو يحكيها لك من رأي وهذا كثير جدا , الواقع ممتلئ
    لو حكينا لكم واقع المسلمين اليوم لضحكتم , هذا واقع مضحك في حد ذاته – لكن تكذب أو تروج لكذب هذا كله لا يجوز شرعا .
    لهذا تناقل النكت المكذوبه خاصة التي يقصد بها التهوين من شأن طائفة من المسلمين كنكت علي المشايخ – نكت علي اهل الخير – علي عامة الناس هذا كله لا يجوز شرعا ولا يصح لأحد أن ينقله الي أخر .
    وأشد من هذا اثما وفحشا التنكيت علي الله ورسوله , المزاح الذي يقصدبه الاستهانة بالدين ( ولئن سألتهم ليقولن انما كنا نخوض ونلعب ...) التوبة 65
    اليوم أنتشرت ظاهرة النكت علي الأخرة وعلي أمور الشرع وغالب واضع هذه النكت زنادقة , وقد يكون ملاحدة لا دين لهم أصلا , ثم يروجونها سفلة المسلمين وحمقاهم وينقلونها وتملأ الدنيا وهي في الواقع علي الله ورسوله وعلي النار , هذا دين وهذه عقيدة لا يحل لأحد أن يمس هذا باللعب والمزاح السافل , ولا ينبغي لأحد
    أن يسمح لاحد أن يحدثه بهذا انما يصفحه علي وجهه أن فعل ذلك لأن هذا دين الله ينبغي أن يدافع عنه .
    كيف يسمح لأحد أن ينكت علي الجنة والنار ؟ هذا لا يدري ماهي النار أصلا ولم يخطر بباله حرها ولا لهيبها , لو يعلم ماهي النار ما تكلم عنها أصلا .
    عمر بن عبد العزيز تصحوا زوجته من النوم فتجد وسادته مبتله بالماء تكاد تعصر
    فتقول له ما يبكيك , هل أنت مريض؟ فيقول لها ذكرت النار , وهونائم جات علي باله النار بس , وأنت تذكرها وتضحك وتصنعها نكتة , هذا انسان لايدري ما يخرج من رأسه أحسن شئ يقال فيه مجنون .
    كان بن عباس عندما يجلس لأصحابه وعندما يطيل في المسألة العلمية يقول أحمضوا علينا , هاتوا شيئا من أشعاركم , حد حافظ شعر جميل ,فيسمعه ويقرره
    حتي يوسع علي المجلس , لهذا ينبغي علي المعلم الناصح أنه كلما أعمق علي تلاميذه في المسائل العلمية الدقيقة أن يفرج عنهم بشئ من المرح أو العبارات اللطيفة بعد هذا التعقيد الفكري , لهذا كان النبي يمرح ولكن ليس كالمزاح المحرم
    والمكروه وانما كان مزاحه المزاح المشروع .
    قال له أبو هريرة أنك تداعبنا يارسول الله فقال نعم ولكن لا أقول الا حقا , وكان أذا حدث الناس او انزل عليه الوحي كأنه منذر جيش يقول صبحكم ومساكم , يحمر وجهه ويعلوا صوته ويشتد غضبه عند الانذار _ وعند الحديث عن المهمات وعندما ينتهي من ذلك ويجلس الينا ضحك وتبسم وكان غالب ضحكه التبسم لا يقهقه أبدا
    وأنما كان أقصي شئ أن تظهر نواجذه صلي الله عليه وسلم , لم يكن يقهقه حتي يسمع أخر من كان في الشارع كما يفعل بعض الناس الأن وكان اذا تبسم كان أحلي من القمر وكان يصير وجهه كأنه مذهبه أي قطعة ذهب تتلألأ , لجمال شكله وحسن صورته .
    جاءته أمرأه وقالت يارسول الله أحملني علي بعير فقال نحملك علي بن بعير فغضبت وصاحت وقالت ماذا أصنع بابن بعير فقال رسول الله صلي الله عليه وسلم
    وهل هناك بعير الا هو بن بعير – ماقلت شئ خطأ أناقصدبأبن بعير بعير كبير لأنه لا يوجد بعير الا وهو أبن بعير , وكان قصده المزاح معها صلي الله عليه وسلم .
    كان هناك رجل يسمي زاهر كان يأتي من البدو وكان لا يدخل المدينة طعاما ألا اشتري منه يأكل ويذهب ببقيته الي النبي ويقول له هذا هدية لك فياكل النبي ويوزعه علي أصحابه وما هي ألا لحظات فياتيه زاهر ومعه صاحب المتاع الاصلي , ويقول يارسول الله أدفع ثمن هذا المتاع , فيقول له ألم تكن أهديته لي فيقول بلا ولكني لا أملك ثمنه فيضحك النبي ويدفع ثمنه لصاحبه, فمربه النبي مرة وهو في السوق يبتاع متاعا له فاخذ بعينه وأحتضنه وكان هذا الرجل دميم المنظر
    سئ الصورة جدا فقال رسول الله وهو مغميا عينيه من يشتري هذا العبد فقال يارسول الله تجدني كاسدا ( ولا حد يرضي يشتريني يخافوا مني ) فقال رسول الله لكنك عند الله ربيح , وأن كان الناس يزهدون في مثلك ولكن قدرك عند الله غال .
    مزاح النبي : كان مزاح النبي مزاح موجه – لم يكن عمال علي بطال , كان علي وجه التحبب وأشاعة الألفة والمحبة كان منهم لكنه له عليهم فضل ظاهر , كان يعاملهم علي أنه واحد منهم ويسعي معهم و سمعوا مرة صوت شئ عظيم فخرجوا مسرعين فأذا بالنبي قد رجع تخيل ( لو واحد منا كان قلهم شوفوا ايه اللي حصل بره وهو قاعد مكانه ) يقولون فذهبنا ننظر ما وراء هذا الصوت فلقينا النبي راجع
    هو سمع الصوت كان أسرع منا خروجا , ركب فرسا لأبي طلحة عري وخرج فنظر فرجع وقال لا تراعوا , متخافوش فأذا هو علي فرس عري لأبي طلحة , فقال أنه لبحر فلقد رأيته دحرا أي ذهب سريعا فأستكشف الامر ورجع وأصحابه لم يركبوا أفراسهم بعد , كان صلي الله عليه وسلم شديد التواضع هين لين فكان مزاحه داخل تحت توطيد الأواصر بينه وبين أصحابه حتي لا يخافون منه ويتقربون منه
    كان مزاح النبي تأديبا لهم : روي سفيان الثوري أن رجلا قال له المزاح هجنه ( عيب)فقال له سفيان بل هو سنة لقول رسول الله اني أمزح ولا أقول الاحقا فالمزاح في حدود المروءة سنة لرسول الله .
    خوات بن جبير الانصاري : قبل أن يعتنق الأسلام , كان بأستمرار يحب الخباء أي الخيام , العرب كانوا قبل أن ينزلوا في مكان كانوا يصنعوا خياما , وكان له جمل علم هذا الجمل أن يزو ر هذه الأخبيه فيأتي وراءه خوات ويسأل مشفتوش جملي وكان في هذه الأخبيه شابات ونساء عجائز وهكذا فكانت تخرج البنت الشابه لتري من في الباب يسألها عن جمله فتقول له ذهب للخيمة الأخري .
    هذا الصحابي مر النبي ذات يوم عليه وهو جاس عي طريق مكة مع بضعة نسوة
    من أهل مكة فقال له ما يجلسك هنا ياخوات ؟ قاعد ليه مع النساء ؟ فقال يارسول الله أنهن يفتلن ضفيرا لي لجمل لي شرود , قال هذا الكلام حتي يبرر موقفه أن السبب
    هو هذا الضفير فلما لقيه النبي مرة أخري , فهم أن النبي كشفه وأن جمله لم يشرد ولا شرد قبلها ولا بعدها يقول خوات فكنت بعدها اتفرر من رسول الله بحيث لا يكلمني يقول فدخل المسجد مرة فرأني أصلي فلما لمحت الرسول أطلت الصلاة
    فلما أنهيت الصلاة قال لي ما فعل جملك الشرود أما زال يشرد بعد فقال فأستحييت وفررت وكلما أراه أتفرر منه , حتي ذهبت مرة الي قباء وأردت أن أزوغ قال لي
    ياخوات ما فعل جملك الشرود لسه بيجري منك وبتروح تقعد مع النساء هناك ؟
    فقلت والذي بعثك بالحق يا رسول الله ماشرد بعير لي قط منذ أسلمت, فسكت النبي وضحك وقال الله أكبر اللهم أهدي خوات فهداه الله بعد ذلك وحسن أسلامه ولم يعد الي مثل هذه المواقف أبدا فهذا من النبي تربية لهم , رأه في موضع غير لا ئق
    فعلمه لكنه أخذه بسبيل الحياء فكان يمزح معهم تربية لهم صلي الله عليه وسلم .
    كان له صاحب يسمي نعيمان كان مفرطا في الضحك علي غير العادة وكان هذا يوقعه في مشاكل كثيرة ومن نوادره أن أعرابيا دخل علي رسول الله وأناخ ناقته بفنائه , فقال بعض أصحاب النبي لنعيمان لو عقرتها فأكلناها وغرم رسول الله فإنا قد إشتهينا اللحم فعقرها النعيمان وخرج الأعرابي فرأي راحلته فصاح واعقراه يامحمد فخرج رسول الله فقال من فعل هذا ؟ قالوا النعيمان فأتبعه ليسأل عنه فوجده في دار ضباعة بنت الزبير إبن عبد المطلب وقد حفرت لها خنادق وعليها جريد فدخل النعيمان في بعضها , فمر رسول الله يسأل عنه فأشار إليه رجل ورفع صوته ما رأيته يارسول الله وأشار بأصبعه حيث هو فأخرجه رسول الله وقد سقط علي وجهه السعف وتغير وجهه فقال ماحملك علي ما صنعت فقال الذين دلوك علي يارسول الله فجعل رسول الله يمسح عن وجهه ويضحك ثم غرمه رسول الله للأعرابي . ( تاريخ دمشق جزء 62- ص 146 )
    ( يعني هم أغروه وبعد كده نكشوا عليه ) فذهب معهم النبي ورفع الحصير واخرج نعيمان فلما رأي نعيمان رسول الله قال له ماحملك علي ماصنعت يا نعيمان قال يارسول الله من دلوك علي , فضحك النبي ودفع ثمن البعير للأعرابي .
    هذا الصحابي أخذ صك من النبي بالغفران وأخبر رسول الله أنه يحب الله ويحبه, أيضا من مواقفه مارواه الإمام احمد عن أم سلمة قالت خرج أبو بكر في تجارة إلي بصري قبل موت النبي بعام ومعه نعيمان وسويبط إبن حرملة وكانا شهدا بدرا وكان نعيمان علي الزاد وكان سويبط رجلا مزاحا فقال لنعيمان أطعمني حتي يجئ أبو بكر , قال فلأغيظنك , قال فمروا بقوم فقال لهم سويبط تشترون مني عبدا لي ؟ قالوا نعم , قال إنه عبد له كلام وهو قائل لكم إني حر فإن كنتم إذا قال لكم هذه المقالة تركتموه فلا تفسدوا علي عبدي , قالوا لا بل نشتريه منك فأشتروه بعشرة قلائص ( والقلائص هي النوق الشابه ) ثم أتوه فوضعوا في عنقه عمامة أو حبلا , فقال نعيمان إن هذا يستهزئ بكم وأنا حر لست بعبد فقالوا قد أخبرنا خبرك فأنطلقوا به فجاء أبو بكر فاخبروه بذلك فاتبع القوم ورد عليهم القلائص وأخذ نعيمان , قال فلما قدموا علي النبي وأخبروه ضحك النبي وأصحابه منه حولا . ( سنن إبن ماجة 3851-ومسند أحمد 27444)
    الله . حتي إن رجلا مثل عمر إبن الخطاب علي ماعرف عنه من الصرامة والشدة يروي أنه مازح جارية له فقال لها خلقني خالق الكرام وخلقك خلق اللئام , فلما رأها إبتئست من هذا القول قال وهل خالق الكرام وخالق اللئام إلا الله .
    وروي أن الضحاك إبن سفيان الكلابي كان رجلا دميما قبيحا فلما بايعه النبي قال إن عندي إمرأتين أحسن من هذه الحميراء ( يقصد عائشة ) وذلك قبل أن تنزل أية الحجاب أفلا أنزل لك عن إحداهما فتتزوجها ؟ وعائشة جالسة تسمع فقالت أهي أحسن أم أنت ؟ قال بل أنا أحسن منها وأكرم فضحك رسول الله من سؤالها إياه لأنه كان دميما .
    مزاح النبي مع أهل بيته : لم يكم مزاح النبي قاصرا علي أصحابه دون أهل بيته , وإنما كان رسولنا بشوشا باسما يدخل البهجة علي أهل بيته ويغمر مجلسه البهجة والسرور يقبل منهم المزاح ويشاركهم الضحك , فها هي عائشة تروي خبرا من بيت النبوة فتقول زارتنا سودة يوما
    فجلس رسول الله بيننا وبينها , إحدي رجليه في حجري والأخري في حجرها فعملت لي حريره فقلت لها كلي فأبت فقلت لتأكلي أو لألطخ بها وجهك , فأبت فأخذت من القصعة شيئا فلطحت به وجهها فرفع رسول الله رجله من حجرها لتستقيد مني فأخذت من القصعة شيئا فلطخت به وجهي
    ورسول الله يضحك فإذا بعمر يقول ياعبد الله إبن عمر – ياعبد الله إبن عمر , فقال رسول الله قوما فأغسلا وجوهكما فلا أحسب عمر إلا داخلا ) السنن الكبري للنسائي 8917-وأبي يعلي في مسنده حديث رقم 4476 بإسناد جيد .
    أعداد /عبد الحميد محمد الراوي
    امام وخطيب ومدرس بأوقاف كفر الشيخ تحريرا في 21- 9 – 2010 م

  • من شمائل النبي ( صلي الله عليه وسلم )
    الحمد لله والصلاة والسلام علي سيدنا رسول الله أما بعد :
    نحن في أمس الحاجة كمسلمين إلي أن نصحح مسار الأخلاق عندنا , إننا مصابون وعندنا عطب في سلوكياتنا , فخلقنا مع أنفسنا ومع غيرنا يحتاج إلي تقويم أدخل إلي أي بيت فأنظر كيف يتعامل الزوج مع زوجته وكيف تتعنت الزوجة مع زوجها , وكيف يغضب الجار جاره , وكيف يخون العامل رئيسه أو مديره وكيف يتجبر المديرين أو الرؤساء علي من تحت أيديهم إلا من رحم ربي وتعالي أنظر إلي رسول الله زوجا – أو أبا – أو جارا – أو صديقا – أو عالما – أو مجاهدا – أو مبتلي صابرا – أو إنسانا تتحقق فيه صفة الإنسانية .
    من شمائل النبي كأب:
    إذا نظرنا إلي النبي كأب ماذا كان يصنع كان إذا رأي فاطمة قادمة قام إليها
    وقبل ما بين عينيها وألتزمها ويقول فاطمة بنت محمد ذرية بعضها من بعض .
    الكثير منا وبالذات في البلاد العربية تجد بعض الأباء فيه غلظة وفظاظة , فهو يظن أنه إن رق لابنه فهذاضعف في شخصيته ,وإن لان في الكلام لزوجته فهذا ضعف في رجولته , وان تعامل مع الناس بحسن خلق فهذا مدعاة لأن يظلمه الأخرون .
    وصل النبي في حنانه وحنوه إلي درجة عجيبة , فها هو يلحد إبنته زينب
    وينزل في قبرها ويفرش عباءته ثم يقول إدخلوا بها فلما الحدت خرج مصفرا وجهه , ثم قال لقد كاد القبر أن ينضم علي أمة الله هذا لولا أني شفعت لها عند ربي فأتسع قبرها , هذا هو حنان الأبوة .
    فهي لما هاجرت عندما ركبت هودجها القوها من فوقه وكانت حاملا فظلت تنزف ست سنوات متصلة لا ينقطع النزيف عندها والرسول صابر بأبي أنت وأمي يا رسول الله .
    كان من أدبه أن جاء عريس لأبنته يخبر خديجة , فيقول لها ياخديجة إن فلانا يذكر فلانة فتجلس خديجة المطلوبة للزواج خلف الستر ( لأن بنات النبي يستحين من أبيهن ) ويقول النبي بصوت مسموع إن فلانا يخطب فلانة فإن ظلت الستارة كما هي يعرف النبي أن أبنته قد وافقت علي العروس , وإن إهتزت الستارة فهذا دليل علي أعتراض بنت النبي علي الزوج القادم , هذا هو الحياء الذي يجب أن نعيده الي بناتنا مرة أخري هذا هو النبي كأب .
    شمائل النبي كزوج : يقول الأوربيون : إن أي عظيم في بيته غير محمود
    والمثل العربي يقول ( شاعر القوم لا يطربهم ) فأهل بيته يرونه أنسانا عاديا , فهو أن كان قائد عظيم أو علامه أو دكتور ناجح والناس مبهورة به
    لكنه في بيته يأكل ويشرب وينام ويغضب بل ربما في بيته تظهر صورته السيئة التي يتحكم فيها خارج البيت ولا يستطيع أن يكمدها , قالوا إلا محمد صلي الله عليه وسلم فهو في المسجد – في السوق – في العمل – في المعركة – هو رسول الله .
    إنظر الي قدوتك ماذا كان يصنع في بيته وأريد أن أقول أيها الأخوة سل نفسك سؤالا قبل أن تتكلم وقبل أن ترد علي زوجتك الكلمة التي سمعتها وأذتك لو كان الحبيب مكاني ماذا كان يقول ؟
    كان الحبيب صلي الله عليه وسلم عنده في بيته حيوان بري يشبه القط مثل الأرنب الجبلي غير مستأنس , تقول السيدة عائشة رضي الله عنها كان يقفز هنا ويقفز هنا ولا يهدأ فإذا دخل رسول الله نام مكانه ولا يتحرك حتي يخرج الرسول , أنظر حتي الحيوان نفسه الهدوء ينزل علي الحيوان الأعجم فما بالك بالناس الذين كانوا يعيشون معه .
    كان عندما يدخل بيته يسلم حتي ولو كان مثقل من أعباء الدعوة , ما رئي مقطبا جبينه قط إلا إذا أنتهكت حرمات الله , كان بسام المحيا وصفه الحسن إبن أبي هالة وهو إبن أخت السيدة خديجة رضي الله عنها , قال كان صلي الله عليه وسلم نضاح المحيا كأن الشمس تشرق من جبينه .
    وسيدنا أبا الدرداء يقول : نظرت إلي رسول الله بعد صلاة العشاء في ليلة قمراء وكان لما أنتهي من صلاة العشاء جلس مع أصحابه خارج المسجد قال فأنظر إلي وجهه وأنظر إلي القمر فأجد وجه رسول الله أجمل وأحلي من القمر .
    وكان شعره أسود به سبعة عشر شعرة بيضاء وكان شعره مسترسلا لو خلع العمامة وطا طأ رأسه تهدل الشعر علي جبينه فإذا عدله إنعدل يصل إ لي شحمة أذنه إلا أن يجمه .
    وجدته السيدة عائشة قد أنسل من فراشه فلبس ثيابه , فالسيدة عائشة لعب بها الشيطان ( هو رايح فين دلوقت يبي رايح عند حد من الضراير ) فخرجت وراءه فوجدته ذهب إلي البقيع يبكي ويدعوا لأهل البقيع بالرحمة
    والمغفرة فلما أنهي دعائه عادت عائشة سريعا وخلعت ثيابها بسرعة فدخل الرسول خلفها وقد حبسها النفس ( لسه جايه تنهد من المشوار ) فتبسم النبي
    وقال أتظنين أن يحيف الله عليك ورسوله ياعائشة . ( لو كان حد زينا كان قلها أنت بتجسس عليه ياوليه ) ولكن كل ما فعله تبسم صلي الله عليه وسلم
    قالت أستغفر الله يارسول الله .
    فسيدنا الحبيب كان زوج يدخل البيت كما وصفته السيدة عائشة كان كالصبي في بيته يضحك مع هذا ويتحمل هذا ويداعب هذا , تجئ السيدة أم سليم بأبنها اليه وهو أنس أبن مالك وكان عنده أثني عشر عاما وتقول إبني يخدمك يارسول الله , فظل يخدم النبي عشر سنوات وكان يجلسه ليأكل معه
    يقول أنس فتطيش يدي في الصفحه ( يعني ياكل لقمه من هنا ولقمه من هنا ) فكان النبي يعلمه يا غلام سم الله وكل بيمينك وكل مما يليك .
    جاء رجل الي أخر بخيل فقال له ياشيخ أعزمني فقال له تعالي كل عندنا خبزا وملحا ( فقال في نفسه أكيد الرجل بيهزر ) كالمثل الذي يقول نأكل عيش وملح مع بعض فقال الرجل لغلامه ياغلام أأتنا بطعام فجاء بخبز وبعض الملح فذهل الرجل وقال أصبر , فطرق الباب طارق فقال لله , قال يعطيك الله – قال أعطونا شئ لله قال أكرمك الله – قال أعطونا لله فقال والله ياهذا أن لم تغادر البيت لخرجت فضربتك من الذي يقول ؟ صاحب البيت
    فقال الضيف للسائل والله ياهذا لو رأيت صدق وعده لرأيت صدق وعيده .
    لما أجتمع الحزبان ضده : 1- حزب الكبار بقيادة أم سلمة 2- وحزب الصغار بقيادة عائشة لأول مرة علي أمر واحد علي أن يطالبن النبي بالزيادة في النفقة , فلما سمع عمر ذلك ماأحتمل وذهب إلي حفصة أبنته
    وقال أترفعين صوتك علي رسول الله , والرسول جالس فتضحك حفصة وتقول نعم ياأبي قال سبحان الله ما بالك لو رفعت أم عاصم (زوجته ) صوتها علي لوجئت عنقها بيدي, ويد عمر مش عايزه تفصيل .
    لما جاء الفتح وخبأ عثمان أبن أبي طلحة مفتاح الكعبة عند أمه كي لا يأخذه رسول الله فذهب أبو بكر وبلال إليها ياأم طلحة أعطنا المفتاح قالت من مد يده إلي قطعتها فعادا أبو بكر وبلال كما ذهبا فعمر كان جالسا , فقال أتاذن لي يارسول الله ( اعطني أشارة خضراء وأنا أنطلق ) فأقترب من بيت أم عثمان ونادي من خارج البيت يأم عثمان , قالت ياأبن الخطاب خذ المفتاح
    سبحان الله لأنه لا يستطيع أحد أن يأكل مع الأسد – لا يستطيع أحد أن يقف أمام القطار .
    فلما اجتمعن النسوة علي زيادة النفقة ماذا صنع رسول الله أراد ان يقنعهن فما اقتنعن فاعتزلهن تسعة وعشرين يوما ثم خيرهن كما خيرهن الله قال تعالي ( ان كنتن تردن الحياة الدنيا وزينتها ..... ) الأيه
    فبدأ بعائشة قال لها ياعائشة أستخيري أبويكي , وهذا من أدب الزوج فقالت أفيك أستخير أبوي يارسول الله أن أريد الله ورسوله والدار الاخرة , فكان زوجا ألوفا حنونا يشعر المراة أن لها قدرا كبيرا أوجدها الله في هذا الكون رحمة للناس كزوجة وأم , حتي قال فيهن رفقا بالقوارير ياأنجشة ما يكرمهن الا كريم وما يهنهن الا لئيم .
    أذا أغضبتك زوجتك قل لنفسك إذا كان رسول الله مكاني ماذا كان يصنع , هل يضرب هل يطلق هل يرفع صوته هل يوسع دائرة الخلاف أنظر وأسال نفسك ماذا كان يصنع رسول الله ؟
    من شمائله كمعلم: نحن فشلنا فشلا ذريعا في وسائل التعليم , سواء التعليم المنظم في المدارس والجامعات أو التعليم في المساجد وأمور الدين , الكثير ممن يعلم يبغض التلاميذ في مادته إما بصلافته أوجفافه أو تعاليه علي تلاميذه أو تقطيبه الجبين , هذا أمر فما بالك من يقطب جبينه لمن يعلم الناس كلام رب الناس لابد ونحن معلمين أن نختار النخبة التي تتولي أمر التعليم فكان رسول الله خير معلم .
    لما جئ بنعيمان وكان كثير شرب الخمر وكان يِؤذي ؤيضربه الصحابة بالنعال ويقول له عمر أخزاك الله كم يؤتي بك شاربا للخمر فيقول رسول الله لاتدعوا عليه ياأبن الخطاب إنه رجل يحبه الله ورسوله , فهكذا كان يفتح بابا للرحمة .
    فيه في مجتمعنا أناس وكأن معهم مفاتيح الجنة ومفاتيح النار ( نقول لهم أخيكم يقولولون أخي هذا لم يعرض علي جنة ) كأن معه كشف بالأسماء
    فأصبح يتكلم بالنيابة عن رضوان , فرضوان نفسه لا يعرف من أهل الجنة ومالك لا يعرف أهل النار , صير هذه الفرقة هنا – وهذه الجماعة هنا وكأن معه المفاتيح يعطي صكوك الغفران لمن يشاء ويمنعها عمن يشاء .
    أذا أردنا أن نصل إلي قلوب الناس لا نصل الا بإخلاص نيتنا لله وأن تذوب هذه الجماعات علي الساحة دون أن تذوب غيرها .
    لماذا لانحاول أن ننسي أن كل واحد منا معه نسخة الأسلام الصحيحة الوحيدة المنقحة وبقية الجماعات تحمل نسخا مزورة غير معتمدة , لماذا لا أستشعر من أن يكون ولائي لدين الله وولائي لله ورسوله وولائي لجماعة المسلمين , يصير ولائي أكثر لجماعة تحت عنوان ضيق لا ياأخا الإسلام
    أقول وأكرر كل جماعة اليوم في مجتمعنا أنما هي شجرة باثقة مثمرة في بستان الإسلام الكبير – صفحة مشرقة في كتاب الدعوة الي الله – جزء يتكامل بمن قبله ويتكامل بمن بعده ويتواصل مع بقية الجماعات , حتي يرانا من يكرهونا أومن لا يحبون دين الله علي قلب رجل واحد .
    حتي وصل الأمر بالشافعي أنهم رأوه وهو في الكوفة لما زار العراق بعد أن كان في مصر عاد لزيارة العراق فصلي صلاة الوتر وقنت والشافعي ليس عنده قنوت في صلاة الوتر , فقالوا أنسيت مذهبك ياإمام قال لا أحترمت رفاة أبي حنيفة وأنا أحترم رفاة أبي حنيفة وفقه أبي حنيفة ثم قال كل الناس في الفقه عيال علي أبي حنيفة .
    ويسأل الأمام مالك ممن نأخذ العلم ياإمام ؟ فقال أن أردت العلم النفيس فعليك بالشافعي إبن إدريس , فيصل الكلام للشافعي في مصر إن مالك سألناه ممن نأخذ العلم النفيس فقال إن أردت العلم النفيس فعليك بالشافعي إبن إدريس فقال كيف ذلك وفي المدينة مالك .
    من الشمائل المحمدية : ( التيسير علي الناس )
    إن أيسر فقيه في الدنيا هو رسول الله وأيسر فقهاء في التاريخ هم صحابة رسول الله الغر الميامين ثم إشتد الفقه بعدذلك وأضرب لكم مثالا كي نعود إلي الشمائل المحمدية قبل عام من وفاة الرسول وأمام جمع من الصحابة
    جاء النبي بأنس ومعه إبريق ماء فصب علي رسول الله والصحابة ينظرون
    وتوضأ النبي أمام الصحابة ثم قال هذا وضوئي ووضوء النبيين قبلي فمن زاد أونقص فقد أساء وظلم فتعلم الصحابة في لحظة صاروا يتوضأون هكذا
    لكن في عصر الدولة الأموية كثرت الفتوحات – جمعت الزكوات – الثغور مأمنة – الحكم بماأنزل الله – فحدث شئ نستطيع أن نسميه الرفاهية الفهية
    جلسوا يتكلموا في رفاهية الفقه مثال : بحثوا في كلمة إغسلوا وجوهكم قالوا الصحابة لم يسئلوا رسول الله كيف نغسل وجوهنا – فالفلسفة أصعب شئ فيها توضيح الواضح فسأل هؤلاء ما هو الوجه ؟ فصارت المسألة صعبة , إذا سألت شخصا علي أي شئ تأكل ؟ تقول علي المنضده هذا أمر واضح , فإذا تسائلت ماهي المنضدة أصبحت مشكلة تقول المنضدة شئ مستطيل – يأتي واحد يقول لا فيه منضدة دائريه - منهم من يقول لا في منضدة مثلثة وندخل في مشكلة من توضيح الواضح فما هو الوجه دخلنا في مشكلة , فالنبي جاء وحصر مشكلة مفطرات الصيام في دخول شئ من المدخل الطبيعي للأمعاء – والمعاشرة – وجاءت كتب الفقه 63 نوع من المفطرات
    فالناس صعبوا ما كان ميسورا وعقدوا ما كان مذللا وأصبحت دراسة الفقه مسألة صعبة.
    لذلك جحا ذات مرة قالت له زوجته ياجحا سأدخل لأصنع لك طعاما , فخذ الولد وإذا بكي سكته فالزوجة داخل المطبخ سمعت الولد يصرخ فخرجت تشوف الولد رأته يبكي وجحا جالس يقرا في كتاب فقالت ياجحا أقول لك أسكت الولد فتتركه وتقرأ في كتاب والولد يبكي فقال هذا كتاب الفقه أقرأءه في ا لمسجد علي ذوي اللحي فينامون مني فلماذا لاينام هذا الولد ؟
    فالناس أول ما تسمع الفقه نتام – الماء المستعمل – أقسام المياه – الماء المطلق – الماء المقيد – لا داعي لهذه التفصيلات , فالقران وهو لغه شئ صعب يحتاج الي بيان قال عنه الله ولقد يسرنا القران للذكر فهل من مدكر
    ماجعل عليكم في الدين من حرج .
    الصحابة في غزوة من الغزوات عطشوا فمروا علي بئر فقال لهم النبي صلي الله عليه وسلم هاتومن البئر ماء وتوضأوا وأستأذنوا صاحب البئر
    فدخل عمر وقال ياصاحب البئر هل ترد السباع عليك (يعني السباع تأكل الجيفة وغالبا يكون في أفواهها دماء ) فتأتي لتشرب فينزل الدم في البئر
    فقال النبي ياصاحب البئر لا تخبرنا لها ما أخذت في ّأجوافها ولنا ماأبقت في البئر ياعمر لا تتنطع في دين الله إن الله لا يحب المتنطعين هذا هو يسر رسول الله .
    حتي إن الصحابة إختلفوا في اللفظ الواحد والرجل يأتي يسال أبا بكر خليفة رسول الله فقال أقسمت ألاأكلم زوجتي حينا قال لتكلمها الي الليل قال الحمد لله – خرج فوجد عمر علي باب المسجد فيبدوا أن هذا الرجل موديل 2010 يريد أن يسال كذا مفتي ياأبن الخطاب اقسمت ألااكلم زوجتي حينا قال لاتكلمها إلي العام القادم ( ياله إتكل علي الله ) شدد فشدد الله عليه فقال أحتكم إلي علي إبن أبي طالب ربيب رسول الله قال أقسمت ألاأكلم زوجتي حينا قال لاتكلمها إلي يوم القيامة عقد المسألة فالرجل يضرب كفا بكف ماذا أفعل ( قال خلاص كلهم يأتون لصلاة المغرب ) فأخذ عمر من يده وعلي من يده وذهب بهم إلي أبي بكر فقال سألتكم سؤالا واحدا فأعطيت أكثر من إجابة ( أبو بكر بالليل – عمر بعد سنه – علي إلي يوم القيامة ) قال أبو بكر لما سألتني تذكرت قول الله تعالي فسبحان الله حين تمسون وحين تصبحون فالحين جاء عندي أنه ليل أو نهار فأنت بالنهار فقلت كلمها ليلا – وأنت ياأبن الخطاب قال تذكرت قول الله تعالي تؤتي أكلها كل حين باذن ربها فما بين الثمرة والثمرة سنة وهو الحين فقلت لاتكلمها الا بعد سنة – وأنت ياعلي قال تذكرت قول الله تعالي ولتعلمن نبأه بعد حين والحين هنا هو يوم القيامه فقال إذا بمن أخذ قالوا خذبرأي أبا بكر فانه أقرب الي كلام رسول الله صلي الله عليه وسلم .( فعمر لم يقل خذ برأي أنا المفتي الوحيد في البلد دي – لم يقل أنا حاصل علي شهادة كذا لا ) فهذا ديدن من يريد أن يتعلم من شمائل الحبيب لان من شمائله هذه النخبة وهذه الصفوة من صحابته .
    يأتي رجل أعرابي يدخل الأسلام إلي النبي صلي الله عليه وسلم فيصلي وراء النبي أول مرة يصلي كانت صلاة المغرب فسمع النبي يقول علي لسان موسي (إني أريد أن أنكحك إحدي إبنتي هاتين علي أن تأجرني ثماني حجج ) إلي أن قال ( فلما قضي موسي الأجل ) الأعرابي لأنه رجل صافي ونقي القلب يفجأ الرسول بسؤال ما سأله صحابي يارسول الله أي الأجلين تقصد فيقول النبي بكل تواضع أنظرني حتي أسأل من هو أعلم مني – نزل جبريل فقال له النبي ياجبريل كم قضي موسي ؟ ( بالله عليك جبريل كان موجود عند زواج موسي أم لا ؟ كان موجود ) ل، جبريل غير مأذون له في الفتيا , فقال أنظرني حتي أسأل العليم الخبير , هل منا من يقول أنظرني حتي أسأل الشيخ فسأل جبريل رب العباد والرسول يخبر الأعرابي قضي موسي أبر الأجلين عشر سنوات ,هذه الواقعة تحذرنا تحت الشمائل ألا يتجرأ واحد منا علي الفتيا , كثير من الصحابة العبادلة الأربعة كانوا بالمدينة وكل واحد منهم كان معلم من معالم الفقه الذين درسوا علي يد الحبيب , فيذهب السائل لأبن عباس أول العبادلة لي سؤال قال أتسالني وفي المدينة إبن عمر يذهب لأبن عمر فيقول أتسألني وفي المدينة عبد الله بن عمرو يسأل إبن عمرو وفي المدينة عبد الله إبن الزبير فيسأل عبد الله إبن الزبير فيقول أتسألني وفينا عبد الله إبن عباس حبر الأمة وترجمان القران
    وأبن عم رسول الله يعود الرجل لأبن عباس فيذكر الرجل له سؤاله يقول له مر علي غدا – أربعة أيام – خمسة أيام فتتغير صيغة سؤاله فيقول إبن عباس أجيبك علي سؤال اليوم الأول – أم الثاني – أم الثالث أتريدون أن تجعلونا جسرا تعبرون به الجنة ونقع نحن في قعر جهنم هل هذا من الوفاء للعلماء
    إعداد / عبد الحميد محمد الراوي
    إمام وخطيب ومدرس – أوقاف – كفر الشيخ

  • الدعاء
    إعداد / عبد الحميد محمد الراوي
    الحمد لله رب العالمين , أحمده سبحانه أنشأ خلقه وبري وقسم أحوال عباده غنا وفقرا ونزل الماء وشق أسباب الثري , أجري علي الطائعين أجرا وأسبل علي العاصين سترا , سبحانه يقبل تائبا ويعطي محروما ويغني فقيرا ويهلك ظالما , يرفع أقواما ويضع أخرين ماللعباد عليه حق واجب إن عذبوا فبعدله وإن نعموا فبفضله وهو الواسع الكريم .
    وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لاشريك له راحة القلب في لقاء الله وراحة النفس في ذكر الله .
    يامن له عنت الوجوه لوجهه رهبا وكل الكائنات توحد
    أنت الإله الواحد الحق الذي كل القلوب له تقر وتشهد
    وأشهد أن سيدنا محمدا عبد الله ورسوله صلاة وسلاما علي من شرف الله قدره وأيده بالمعجزات وبالحكم – سلام علي من قال للبدر في السما ألا يابدر فأنقسم نصفين فأنقسم – سلام علي من شق جبريل صدره صغيرا ولم يحس لذلك من ألم – سلام علي من سار إلي العلا ليلا وكان له جبريل من جملة الخدم – سلام علي من قال يارب أمتي أجرها من النار قال له نعم فأنت لها عز وموئل وأنت شفيع الخلق إن زلت القدم .
    أما بعد
    أيها الإخوة المؤمنون أسأل الله تعالي الذي جمعني وإياكم في هذا المكان الطيب أن يجمعنا في جنته ودار مقامته إنه ولي ذلك والقادر عليه
    إذا نظرنا في وسط الأيات التي تتحدث عن الصيام نجد أن الله تعالي يقول (وإذا سألك عبادي عني فأني قريب .... ) وهنا يأتي لنا سؤال هل هناك علاقة بين الصيام والدعاء ؟
    نعم أيها الأحبة هناك علاقة وثيقة بين الصيام والدعاء لأن للصائم عند فطره دعوة لاترد والله تعالي من أسمائه الكريم والكريم هو الذي يعطي دون أن يسأل فكيف إذا سئل ؟ .
    جاء رجل إلي رسول الله صلي الله عليه وسلم فقال يارسول الله أقريب ربنا فنناجيه ؟ أم بعيد فنناديه ؟ ( فنزل قول الله تعالي وإذا سئلك عبادي عني فإني قريب .... )
    هذه الأيه لو تأملنا فيها نجد أن فيها معاني خطيرة , فالله تعالي يقول ( فإني قريب ) كان من الممكن أن يرد عليه الرسول صلي الله عليه وسلم , لكن الذي رد عليه هو القريب سبحانه وتعالي .
    أيضا من المعاني الجميلة في الأية الكريمة يقول المولي سبحانه وتعالي ( أجيب دعوة الداعي) لم يقل دعوة المصلي – ولم يقل دعوة المؤمن – ولم يقل دعوة التقي , وإنما قال دعوة الداعي , كأن الله تعالي يقول لك لست أنا الذي اختار الوقت الذي أستجيب فيه الدعاء ولكن في أي وقت تأتي إلي وتدعوني فأهلا بك – تخيل الأمر موقوف لك أنت .
    لذلك كل الأسئلة الواردة في القران الكريم لو تتبعتها بلفظ قل أي قل لهم يامحمد كذا وكذا
    ( يسئلونك عن الأهلة قل ... ) ( يسئلونك عن المحيض قل ... ) ( يسئلونك عن الأنفال قل ... ) الإجابة الوحيدة التي ليس فيها قل ( وإذا سألك عبادي عني فإني قريب)
    منك لله مباشرة لست محتاج أن تقول يارسول الله قل هو الدعاء .
    لذلك يقول الحبيب المصطفي صلي الله عليه وسلم ( الدعاء هو العبادة ) تخيل تريد أن تعرف الدعاء أي شئ هو ؟ الدعاء هو العبادة . إذا كان الدعاء هو العبادة فأين الصلاة والزكاة والحج أليست كل هذه عبادات ؟ أقول لابد أن نعرف معني العبادة أولا , العبادة مأحوذة من العبودية والعبودية يعني أنك عبد والعبد من أهم صفاته أنه مسكين , منكسر محتاج لمولاه , من أهم صفات العبودية الذل والمسكنة وأكثر شئ يجعلك تحس بالذل والعبودية هو سؤال الله والدعاء لذلك الدعاء هو العبادة .
    فلا يمكن أن تحس بالذل إلا وأنت واقف رافع يديك لله , لذلك يقول الله تعالي ( إن الذين يستكبرون عن عبادتي سيدخلون جهنم داخرين ) وكان القياس في غير القران الكريم أن يقول الله تعالي إن الذين يستكبرون عن دعائي لكن الله تعالي رفع كلمة الدعاء ووضع مكانها كلمة العبادة وأعتبر الذي لا يدعوه متكبر , فلماذا لا ترفع يديك إلي الله هل أنت لست محتاج إليه ؟ لذلك لابد أن نفهم الدعاء بشكل جديد , فهذه هي عبوديتك لله ليس بإرادتك فكل فرد منا عنده مشاكل في حياته – كل واحد منا عنده أمال يريد أن يحققها – كل إنسان له طموحات يريد أن يصل إليها – هل فينا من أحد مستريح في حياته وليس محتاج إلي الله تعالي ؟ وكأن المشاكل وزعت كي تلجأ إلي الله تعالي .
    يقول الله تعالي في الحديث القدسي ( ياعبادي كلكم ضال إلا من هديته فأستهدوني أهدكم , ياعبادي كلكم عار إلامن كسوته فأستكسوني أكسكم , ياعبادي لو أن اولكم وأخركم وإنسكم وجنكم قاموا في صعيد واحد ثم سئل كل واحد منهم مسألته ما نقص ذلك من ملكي شيئا إلا كما ينقص المخيط إذا ادخل البحر ) لو أن الناس جميعا منذ بدء الخليقه وقفوا في أرض صحراء واسعة وكل منهم رفع يديه إلي الله يطلب مسألته يارب أعطني كذا – يارب أعطني كذا تخيل مليارات البشر ما نقص ذلك في ملك الله شيئا .
    أنواع الدعاء الدعاء نوعان 1- دعاء مسألة 2- دعاء عبودية
    1- دعاء المسألة : إذا أردت أن تحس بقربك من الله لن يكون ذلك إلا بالدعاء وأسألك سؤالا هل فكرت في يوم أن تدعوا الله تعالي بنية القرب منه سبحانه ؟ لن ولم تتعلم العبودية إلا من خلال الدعاء وأسمع إلي حديث النبي صلي الله عليه وسلم ( ليس شئ أكرم علي الله من الدعاء) أكرم موطن لك مع الله أن ترفع يديك وتقول يارب أريد كذ وأريد كذا حتي ولو كانت الدنيا .
    يقول رسول الله صلي الله عليه وسلم ( من لم يسأل الله يغضب عليه ) ويقول أيضا ( إن الله حيي كريم يستحي أن يرفع العبد يديه ثم يردهما صفرا خائبتين ) .
    نماذج إ ستجابة الدعاء
    يضرب الله تعالي نماذج كثيرة في أمور مختلفة إستجاب فيها الدعاء , أنظر إلي سيدنا نوح عليه السلام عودي من قومه وكان عدد المؤمنين قلة في وسط هذا الهم دعا الله تعالي ماذا قال دعوة من ثلاث كلمات ( رب إني مغلوب فانتصر ) كانت الإجابة ( ففتحنا أبواب السماء بماء منهمر وفجرنا الارض عيونا ) ماء من السماء وماء من الأرض .
    دعوة سيدنا زكريا لما حرم الولد وكانت إمرأته عاقر وعجوز لا تلد ولا يوجد عنده أولاد , ورجل هرم وقف يدعوا الله ماذا قال ؟ ( رب لا تذرني فردا وأنت خير الوارثين ) لا تتركني وحدي عايز عيال كانت الإجابة ( فأستجبنا له ووهبنا له يحي وأصلحنا له وزجه )
    دعوة سليمان عليه السلام وهو من الأمم السحيقة قبل عصر التكنولوجيا والإنترنت والسموات المفتوحة وقف يدعوا 0 ( رب هب لي ملكا لاينبغي لأحد من بعدي إنك أنت الوهاب ) هل سمعت بملك من ملوك الدنيا أوتي مثل ما أوتي سليمان حتي يومنا هذا ؟
    دعوة سيدنا إبراهيم عليه وعلي نبينا أفضل الصلاة والسلام في وسط صحراء جرداء ليس فيها زرع ولا بشر قال ( رب إجعل هذا بلدا أمنا وأرزق أهله من الثمرات من أمن منهم بالله واليوم الأخر ) فمكة وهذه البلاد بما فيها من الخير اليوم ببركة دعوة سيدنا إبراهيم .
    وأنظر إلي دعوة حبيبك محمد صلي الله عليه وسلم سيدنا أبو هريرة رضي الله عنه كانت له أم كافرة ترفض الإسلام وتسب النبي صلي الله عليه وسلم فجاء إلي رسول الله وقال يارسول الله , أمي ترفض الإسلام أعرضه عليها فتسمعني فيك ما أكره – فماذا تريد يا أبا هريرة ؟ أدعوا الله ان يهدي أمي إلي الإسلام يارسول الله , فقال النبي اللهم أهدي أم أبا هريرة يقول فأستبشرت بدعوة النبي وعدت إلي أمي فقالت يا أبا هريرة أشهد أن لا إله إلا الله قال فضحكت حتي بكيت فذهبت مسرعا إلي رسول الله أبكي من الفرح فقلت أبشر يارسول الله قد أستجيبت دعوتك .
    فسيدنا أبو هريرة جرب الموضوع لقاه نفع فقال يارسول الله ادعوا الله أن يحببني وأمي إلي المؤمنين , هي دي الدعوة التي أريدها منك فقال النبي اللهم حبب عبدك هذا وأمه إلي المؤمنين يقول أبو هريرة فلم يسمع بي أحد ولم يراني إلا أحبني ببركة دعوة النبي .
    النبي يوم بدر الصحابة نائمون والنبي تحت شجرة يبكي ويقول ( اللهم أنجز لي وعدك , اللهم نصرك الذي وعدتني اللهم إن تهلك هذه العصابة فلن تعبد في الأرض ) ويرفع يده ويتذلل ويسقط ردائه ويظهر بياض إبطيه وسيدنا أبو بكر يقول له هون عليك يارسول الله إن الله منجز لك ما وعد فأهم شئ أيها الأحوة هو الدعاء .
    النبي يوم الخندق لما حاصر الكفار المسلمون قالوا يارسول الله إنهم يحيطون بنا من كل جانب ماذا تقول ؟ قال ( اللهم أستر عوراتنا وأمن روعاتنا ) فو الله ما من يوم أو يومين إلا قذف الله فيهم الريح – لكل نبي دعوة مستجابة وأخرت دعوتي شفاعة لأمتي يوم القيامة .
    سؤال قائم
    إذا قلت هذه نماذج من دعوات الأنبياء فأين نحن منهم ؟
    أقول لك تعالي معي إلي إمرأة سيدنا إبراهيم السيدة ( ساره ) ليست صحابية ولا نبية , لما سافر سيدنا إبراهيم أخذها فرعون مصر يريد أن يعتدي عليها فلما وقعت بين يديه دعت بهذا الدعاء ( اللهم إني قد أحصنت فرجي إلا علي زوجي فلا تسلط علي هذا الكافر ) فشلت يده .
    إنظر إلي كلمة سفيان إبن عيينة : قال ( لا يغرنك أن لا يستجيب الله لك لما تعلمه عن نفسك من السوء فإن الله قد إستجاب لشر الخلق إبليس )
    يعني أنت تعرف أنك مقصر في حق الله فليس معني هذا ألا تدعوا فإن الله إستجاب لإبليس لما قال ( قال ربي أنظرني إلي يوم يبعثون قال إنك من المنظرين ) فإن الله قد إستجاب دعوة إبليس فأنت يا مسكين لا يستجيب دعوتك .
    ورد في الأثر أن فرعون وهو يغرق إستجار بموسي سبعين مرة فقال له الله لقد إستغاث بك فرعون سبعين مرة فلم تجبه فلو إستغث بي مرة واحدة لوجدني قريبا مجيبا , وهو من ؟ الذي قال أناربكم الأعلي .
    شروط إستجابة الدعاء
    1- اليقين في الله يقول رسول الله صلي الله عليه وسلم ( أدعوا الله وأنتم موقنون بالإجابة ) أي أدعوا الله وأنت علي يقين أن الله تعالي سوف يستجيب لك دعائك .
    يقول رسول الله ( إذا دعا أحدكم فلا يقولن الله إن شئت ) ولكن عظم المسألة اللهم أقسمت عليك أريد كذا وكذا .
    2- الخشوع بين يدي الله يقول رسول الله صلي الله عليه وسلم ( إعلموا أن الله لا يستجيب من قلب عبد لاه غافل ) لذلك يقول أحد التابعين أنا أعلم متي يستجاب لي فقالوا له متي ؟ قال إذا خشع قلبي وسكنت جوارحي ودمعت عيني .
    يقول أحمد إبن حنبل أتدرون كيف يجب أن يدعوا المؤمن قالوا كيف ياإمام ؟ قال أرأيتم لو أن رجلا في بحر هائج متلاطم الأمواج وهو متعلق بخشبة فبدأ يدعوا يقول يارب انقذني فهكذا يجب أن يدعوا المسلم .
    ( أمن يجيب المضطر إذا دعاه ويكشف السوء ) فلماذا يجيب المضطر لأنه يدعوا بذل ومسكنة – إستشعر فقرك يمدك بغناه – إستشعر ذلك يمدك بعزه – إستشعر عجزك يمدك بقوته .
    3- عدم الإستعجال في الإجابة قال رسول الله صلي الله عليه وسلم ( يستجاب لأحدكم مالم يعجل ) فالله يريد أن يسمع صوتك .
    4- أكل الحلال فإذا أكل الإنسان حراما فلا يستجاب له دعاءا أبدا
    أشكال إستجابة الدعاء
    إستجابة الدعاء يأخذ صورا ثلاثة – إما أن يأخذه كما هو يارب أريد كذا تكون الإجابة فورية –أو يؤخر لك يوم القيامة – أو يصرف عنك من السوء بمثله .
    يقول رسول الله صلي الله عليه وسلم ( مامن رجل يدعو بدعاء إلا أستجيب له إما أن يعجل له في الدنيا وإما أن يدخر له في الأخرة وإما أن يكفر عنه بمقدار ما دعا ) .
    إفترض مثلا أن إنسانا يريد شيئا معينا فدعا به , من قال لك أن دعائك هذا فيه الخير لك لا يعلم هذا إلا من خلقك فمن الممكن أن تدعوا بدعوة فيها شر لك مثلا ( يارب أريد أن أتزوج فلانة من الناس)ففي علم الله سبحانه وتعالي أن زواجك منها فيه ضررلك فلا تستجاب دعوتك ولكن تؤخر لك إلي يوم القيامة , أنظر إلي رحمة الله تعالي بك أو لا تستجاب لك ولكن تصرف عنك من السوء بمثلها حتي إن الله تعالي يحضر العبد يوم القيامة فيقول له إنك مادعوتني دعوة إلا خبأتها لك أتذكر دعوة كذا ؟ يقول نعم يارب فيقول أجبتها لك في الدنيا – أتذكر دعوة كذا ؟ لم أجبها لك في الدنيا ( كنت أريد أن أتزوج فلانة بنت فلان ) ولم أتزوجها , فيقول له الله تركت لك في الجنة من الخير كذا وكذا , حتي يتمني العبد أن لم تجب له دعوة في الدنيا .
    أوقات إستجابة الدعاء :
    1- الثلث الأخير من الليل , يقول رسول الله صلي الله عليه وسلم ( أقرب ما يكون العبد في الثلث الاخير من الليل ) ويقول أيضا ( إن في الليل لساعة لا يوافقها عبد مسلم إلا أعطاه الله ما سأل ) وجاء رجل إلي رسول الله فقال أي الدعاء أسمع قال ثلث الليل الأخير ز
    2- ساعة من يوم الجمعة – بين الأذان والإقامة – عند ختم القران الكريم – دعوة الأخ لاخيه بظهر الغيب مستجابة عند رأسه ملك موكل به كلما دعا لأخيه بخير قال الملك الموكل أمين ولك بمثل .
    3- الدعاء علي أعداء الإسلام , خبيب بن عدي لما قتله كفار قريش ظلما وهو يموت دعا عليهم ( اللهم أحصهم عددا وأقتلهم بددا ولا تبقي منهم أحدا ) من كثرة خوف الكفار من دعوة خبيب ناموا علي الأرض حتي لاتصيبهم الدعوة , فكان من ضمن الناس الذين كانوا موجودين سعيد إبن عامر الجمحي أسلم بعد قتل خبيب بعشرين سنة فكل فترة من الزمن كانت تاتيه رعشة ( صرع ) ويقع علي الأرض فسيدنا عمر يأتي به ويقول ماذا يحدث لك ؟ فيقول ياأمير المؤمنين أصابتني دعوة خبيب بن عدي .
    اللهم تقبل توبتنا وأغسل حوبتنا _ اللهم إجعلنا نخشاك كأننا نراك ومتعنا برؤياك .
    أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم .