عبد الكريم بن صالح المقرن في صحيفة الجزيرة يقول عن الشيخ محمد صديق المنشاوي:
الشيخ المنشاوي سيرة عطرة
عبدالكريم بن صالح المقرن
الشيخ محمد صديق المنشاوي -رحمه الله- صاحب صوت شجي، يحلق بالسامعين في آفاق أخرى، بعيداً عن هذا العالم، حتى لكأنه يأخذهم إلى عالم الآخرة بصوته الخاشع المؤثر المبكي.
تتذكر وأنت تسمعه قول المولى عز وجل: {لَوْ أَنزَلْنَا هَذَا الْقُرْآنَ عَلَى جَبَلٍ لَّرَأَيْتَهُ خَاشِعًا مُّتَصَدِّعًا مِّنْ خَشْيَةِ اللَّهِ} والله إن المسلم عندما يستمع إلى تلاوة الشيخ المنشاوي -رحمه الله- مرتلة ومجودة ليتذكر قول النبي صلى الله عليه وسلم: (إن أحسن الناس قراءة الذي إذا قرأ رأيت أنه يخشى الله)، فصوته يقطر خشوعاً وإخلاصاً - نحسبه كذلك والله حسيبه - فوضع الله له القبول في جميع أنحاء العالم الإسلامي.
أذكر في حارتنا القديمة، عندما كنا نستقبل شهر رمضان، كان صاحب الدكان القريب من بيتنا يفتح جهاز المسجل على صوت الشيخ المنشاوي - رحمه الله - يقرأ من سورة ق، وكنت أشعر وأنا أستمع هذه التلاوة بجو من الروحانية والسكينة يشيع في المكان، وفي السوق ويسري في جنباته، كنت وقتها صغير السن، فكنت أنتظر في دكانه أستمع هذا الصوت الخاشع الشجي، الذي يملأ القلب إيماناً وخشوعاً.
رحل المنشاوي - رحمه الله - وبقي عمله الصالح، وقراءته الخاشعة، ومازال ناشراً لكتاب الله في الآفاق، تالياً له في كل حين في كل بلاد الدنيا.
فنسأل الله تعالى أن يرحم الشيخ رحمة واسعة، وأن يسكنه فسيح جناته، وأن يجعل مثواه الفردوس الأعلى من الجنة، اللهم آمين.