رد: مفاجأة المنتدى في الذكرى الأربعين سيرة الشيخ محمد صديق المنشاوي
أخلاق رجل القرأن
1-تواضعه رحمه الله
تتضح لنا معالم هذا التواضع في عدة امور فكان الشيخ رحمه الله اشترى السيارة عام 1955م ولم يكن له بها هوى ولكنها فقط كانت تعينه في تنقلاته خارج القاهرة أما فيما عدا ذلك فكان قليلاً ما يركبها. و رغم ذيوع صيته واتساع شهرته إلا أنه عندما كان يجلس أمام بيته لا يعرفه الناس فلقد كان رحمه الله شديد التواضع وكان كثيراً ما يتحرر من عمامته ويرتدي جلباباً أبيض وطاقية بيضاء ويجلس أمام باب بيته فكان بعض الناس يعتقدون أنه بوابالعمارة وخاصة وأن بشرته قمحية ولكن ذلك لم يكن يضايقه وذات مرة اقترب منه أحد الأخوة المسيحيين وكان جاراً للشيخ في المسكن فلما اقترب من الشيخ محمدصديق لم يعرفه وقال له: لو سمحت يا عم ما تعرفش الشيخ محمد صديق المنشاوي موجود في شقته ولا لأ فنظر إليه الشيخ محمد قائلاً له: حاضر يا بني انتظرلما أشوفو لك وبالفعل تركه الشيخ محمد صديق وصعد إلى شقته وارتدى العمة والجلباب والنظارة ثم نزل إليه وسلم عليه هذا الذي سأل عنه منذ لحظات ولم يقل له الشيخ عندما سأله أنه هو من يسأل عنه حتى لا يسبب له حرجاً لعدم معرفته به وهو صاحب الصيت والشهرة في العالم العربي وقضى لذلك الرجل مسألته.
ويحكي لنا الشيخ فتحي المليجي رحمه الله أنه كان في رحله بمرافقة الشيخ المنشاوي والشيخ مصطفى أسماعيل ويقول كنت عينت نفسي على خدمة أرفع القراء ولكن بتواضع وأحساس وفطانة الشيخ المنشاوي كان يحس بما نحتاج ويقوم لأحضاره لنا فكان شديد الفطانه والذكاء والتواضع
2- حبه للفقراء والمساكين
الشيخ المنشاوي كان رجلا يحمل أخلاق القرأن فلم تنسه شهرته وأنشغالاته عن بلده التي يحبها من كل قلبه ويحب أهلها البسطاء فكانت علاقته بأهل بلدته لا تنقطع وهذه عادات أهل الصعيد فكان عطوفاً بهم محباً لفقرائهم ذات مره طلب من أولاده وأخبرهم أنه يريد عمل وليمة كبيرة لحضوربعض الوزراء وكبار المسؤلين على العشاء فتم عمل اللزوم ولكننا فوجئوا بأن ضيوفه كانوا جميعاً من الفقراء والمساكين من أهل البلدة وممن يعرفهم منفقراء الحي الذي كنا نعيش فيه.
من المواقف التي تثبت ذلك / عند فراغه من إحياء إحدي الليالي القرآنية في قرية من قري الصعيد ’ وكان الشيخ يتجه لركوب السيارة فسمع إحدي النساء الفقيرات تقول وهي جالسة أمام منزلها مع بعض النسوة لو كان معي المال لأحضرت هذا الشيخ صاحب الصوت الجميل في ليلة ختان أولادي ولم تكن تدري بمرور الشيخ محمد أمامها فقال لمن معه من أهل القرية هل تعرفون هذه السيدة قالوا نعم وهنا أخرج النقود من ماله الخاص وقال جهزوا الحفلة يوم كذا وأحيا هذه الليلة مجانا(منقول عن جريدة الأهرام في ذكري وفاته الأربعين الأربعاء 24يونيو2009)
وهذه قصه نادره من اخونا طائر الباتروس كان الشيخ محمد صديق رحمه الله يأتى سنويا الى الاقصر للقراءة , وكان يجلس على المنصة وبجواره من الاسفل يجلس رجل من الفقراء اسمه "العسال" كان يناول الشيخ ما يريده من ماء او ما يحتاجه اثناء التلاوة.
وذات مرة حضر الى الحفل علية القوم وكبارهم رئيس المجلس ووفده الكرام وجلسوا فى الصف الاول قبالة الشيخ , ولان العسال هذا كان مهلهل الثياب وفقير الحال طرده الحرس الخاص وامروه بالذهاب الى الوراء قبل حضور الشيخ
ولما أتى الشيخ المنشاوى وقص عليه بعض الحضور قصة طرد العسال , فأبى الشيخ محمد اعتلاء المنصة ورفض التلاوة حتى يرجع العسال الى مكانه الذى كان يعهده فيه , فما كان من الحرس "الكرام" الا ان أحضروا العسال ووضعوه بجوار منصة الشيخ امام سيادة الرئيس ... بناء على رغبة الشيخ محمد الذى احسبه كان على تواضعه وشهامته رجلا لا يهاب ذا سلطة رحمة الله وبركاته عليه
3-حبه الشديد الى قراءة القرأن بصفه دائمه ومستمره
كان الشيخ محمد لايترك قراءة القرأن أبدا في كل أوقاته ويتضح لنا هذا من أخبار سائقه الخاص الذي يحكي ويقول كنت اسافر مع الشيخ محمد في شتى أنحاء الجمهوريه وأثناء السفر كان لايترك قراءة القرأن وكان يظل يقرأ في المحفل أو العزاء طوال اليوم ومن الطبيعي أن يكون الشيخ مجهد ومتعب من القراءه طيلة هذا الوقت الطويل الا انه أثنا ء ركوبه السياره في العوده كان لايترك قراءه القرأن أيضا وبصوت عالي فكان الشيخ محمد قليل الكلام لايتكلم الا بالقرأن وكان الشيخ المنشاوي أثناء زيارته للعراق في حديث تم تسجيله مع فضيلته عندما طلبو منه الحديث عن نفسه فقال المستضيف للشيخ نحب أن نستمع الى كلمه من الشيخ رد عليهم الشيخ المنشاوي بطريقه طريفه ادخلت السرور على الحاضرين :تحب تسمع كلمه ولا تسمع أيه . وكان حديث الشيخ معهم قراءة ايات من القرأن فقرأ ((الذي خلقني فهو يهدين* والذي هويطعمني ويسقين*وأذا مرضت فهو يشفين ......الى أخر الأيات الكريمه)) الشعراء اية 78 . كذلك كان الشيخ لايترك قراءة القرأن في بيته والأستماع الى القرأن بصوت من عاصروه فكان يعشق الشيخ محمد رفعت وكان متأثرا بصوته وكان يستمع الى كل من عاصروه من القراء مثل عبد الباسط والبنا والبهتيمي وكلهم اصدقاء للشيخ رحمه الله فكان لايترك الراديو باحثا عن أية محطه اذاعيه تذيع القرأن بصوت أحد المقرئين فكان يستمع لهم بدون أستثناء
يتبع