السلام عليكم ورحمة اله وبركاته
محمد رسول الله
عنوان اخترته لحديث سوف أسلط الضوء فيه على هذه الحقيقة في شخص محمد عليه الصلاة والسلام.
كثيرين هم من أنكروا نبوته وحاولوا أن يصفوه بالعظمة , والعبقرية , والقيادة وغير ذلك من الصفات التي حملتها شخصيته عليه الصلاة والسلام , مجردة من النبوة والرسالة .
ونحن سوف نثبت الآن أن حقيقة العظمة والعبقرية التي تجسدت في شخصه الكريم عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم , إنما مصدرها النبوة والرسالة .
والتاريخ يشهد والواقع يشهد والمستقبل سوف يشهد بإذن الله أن محمدا رسول الله .
ومعجزته باقية تتحدى العالم أن يأتي بمثيلتها .
ولكي تتجلى هذه الحقيقة أمام القارئ , وبكل وضوح , أضع أمامه عشرة علوم ينوء بحملها أشد الناس قوة وذكاء .
عشرة علوم حملها رجل أمي بدوي عاش في بيئة صحراوية جاهلية تأكل ما تعبد وتعبد ما تنحت .
عشرة علوم يعجز عنها مجتمعة أغنى رجال الدنيا , وقد توفرت لديه اليوم سبل العلم , وتحقق له من الأمن وأسباب الرفاهية والعون الذي لم يكن يحلم به رجل مثل محمد عليه الصلاة والسلام .
لكن محمد عليه الصلاة والسلام حمل تلك العلوم العشرة وزيادة .
نعم فقد كان محمد عليه الصلاة والسلام : عالما لغويا , وعالما اجتماعيا , و عالما في التشريع والقانون , و عالما عسكريا , وعالما في التاريخ , وعالما فلكيا , و عالما جيولوجيا , و عالما نفسيا , وطبيبا , وعالما بالغيب .
نعم كل هذا كان في رجل واحد , في رجل أمي لم يكن يعنى بحضارات الأمم والنظم الاجتماعية في العالم .
ثم أسس أعظم أمة في التاريخ , وأسس عقيدة ازدهرت ونمت وامتدت عبر العصور .
أليس في ذلك سر عظيم !
إنه ليس بسر , إنها الحقيقة الكبرى , إنها أنوار النبوة والرسالة .
أضف إلى ذلك ما أيده الله به من الخوارق , والتي هي ليست محلا لبحثنا الآن , فتلك معجزات مضت وكانت مهمة لمن شاهدها في وقتها , أم الآن فحسبنا القرآن الكريم , المعجزة الباقية أمام الناس جميعا.
والتي لا يقوى على إنكارها أحد على الإطلاق , ومن أراد أن يكذب إعجاز القرآن الكريم , فعليه الإتيان بقرآن مثله .
والآن إلى كل معترض أو مرتاب , هل تستطيع جمع ما جمع محمد عليه الصلاة والسلام من العلوم ؟
هل يكفيك العمر لذلك ؟
هل يتسع لهم عقلك ؟
هل تستطيع وأنت في زمن الحضارة والقوة والعلم ؟
لنرى كيف جمعهم محمد عليه الصلاة والسلام , وهل كانوا من عنده فعلا أم من عند الله سبحانه وتعالى