بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
قال عثمان بن عفان وحذيفة بن اليمان رضي الله عنهما
"لو طهرت القلوب لم تشبع من قراءة القرآن"
من أعلام دولة التلاوة المصرية
فضيلة القارئ الشيخ
ابو العينين شعيشع
رحمه الله تعالى واسكنه فسيح جناته
وجعل القرآن الكريم شفيعا له يوم الدين
تلاوة مباركة لما تيسر من أول سورة الرعد
يبدأ القارئ تلاوته المباركة من أولى آيات سورة الرعد
وينتهي عند قول المولى عز وجل
مدة التلاوة المباركة 45 دقيقة
لتحميل التلاوة المباركة
من الفورشرد
من الميديافير
﴿إِنَّ اللَّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ﴾
فأنت تعيش ضِمْن هذه الدائرة، ولكن حولك دائرة لها قِوى مُخيفَة، فالحاصل أنَّ هناك دائرتين ؛ دائرة أنت فيها ولك عليها سُلطان، ودائرة مُحيطة بك لا سلطان لك عليها، فالدائرة التي أنت فيها، عن هذه الدائرة التي تُحاسَب، فإذا أَقَمْت أمْر الله في هذه الدائرة، الله جل جلاله تولَّى عنك وحفظك مِن القِوى الشِّريرَة في الدائرة التي تُحيط بك، أما إن أهْمَلْتَ ما أنت عليه قادِر في هذه الدائرة أوْكَلَكَ الله إلى القِوى الشِّريرَة المُحيطة بك
هذه الآية أيها الإخوة الكرام تَحُلّ مليون مُشكلة، أنت بِبَحْبوحة ومُرْتاح لِهذا الدَّخل، إنَّ هذا الدَّخل لن ينقص إذا أدَّيْتَ زَكَاةَ مالِك، وتتواضَع وتُعين الفقراء والمساكين ؛ فالله أكرم مِن ذلك، وكذا الأمر إن كُنتَ مَزْعوجًا مِن مسألة اِبْحَث عن المعاصي، لن تتغيَّر الحالة إلا بالاسْتِقامة والتَّوبة، فالآية لها معْنيان مُتَعاكِسان: إذا كنت في بَحبوحة إن لم تُغَيِّر فالله لن يُغَيِّر، وإذا كنتَ في ضيق إن لم تُغَيِّر فالله لن يُغَيِّر، فكلمة: ما بِقَوم هي الظروف القاهِرَة التي لا تمْلِكُها، فأنت لا تمْلِك أن تكون بِصِحَّةٍ جيِّدَة طول الحياة، وأنَّ القلب يعمل بِشَكل منتَظم وكذا الكلية والكبد، والفيروسات، فأنت لا تملِك لا الصِّحة ولا الدَّخل ولا الخُصوم، ولا الأقوِياء ؛ فهذه أمطار صاعقة حطَّمَت مستودعات النَّقل، وصاعقة أخرى أسالت النَّفط فأحْرَقَ قريَةً كاملة ! وهل تملك بناية خمسون طابق لا تتحطَّم في ثانية من الزمن بِزِلزال ؟ صاعِقَة وزلزال وبركان وفيَضَان، وحروب أهْلِيَّة، فأنت لا تمْلك شيئًا، إنَّما تملك نفسَك وبيْتك وأهلك، فما عليك إلا أن تُغَيِّر هذا والباقي ليس عليك، فهذه الآية أيها الإخوة، تَحُلّ مليون مشكلة.
ورد في الحديث القدسي الصحيح: عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عن ربه أنه قال:
(يا عبادي إني حَرَّمتُ الظُّلمَ على نفسي، وجعلتُه بينكم محرَّماً، فلا تَظّالموا، يا عبادي، كُلُّكم ضالّ إلا مَنْ هَدَيتُه، فاسْتَهدُوني أهْدِكم، يا عبادي، كُلُّكم جائع إلا مَنْ أطعمتُهُ، فاستطعِموني أُطْعِمْكم، يا عبادي، كُلُّكم عار إلا مَنْ كَسوْتُه، فاستكْسُوني أكْسُكُمْ، يا عبادي، لو أنَّ أوَّلَكم وآخرَكم, وإنْسَكم وجِنَّكم، كانوا على أتْقَى قلب رجل واحدِ منكم، ما زاد ذلك في مُلْكي شيئاً، يا عبادي، لو أنَّ أوَّلَكم وآخرَكم، وإنسَكم وجِنَّكم، [كانوا] على أفجرِ قلب رجل واحد منكم، ما نقص ذلك من ملكي شيئاً، يا عبادي، لو أنَّ أوَّلكم وآخرَكم، وإنسَكم وجِنَّكم، قاموا في صعيد واحد، وسألني كل واحد منكم مسألته، ما نقص ذلك في ملكي إلا كما يَنْقُص المِخْيَطُ إذا غمس في مياه البحرَ؛ ذلك لأن عطائي كلام وعذابي كلام -كن فيكون, زل فيزول-، فمن وَجَدَ خيراً فليَحْمَدِ الله، ومن وجد غير ذلك فلا يَلُومَنَّ إلا نَفْسَه)
آخر فقرة بالحديث والمهمَّة:
((فمن وجَدَ خيرًا فليَحْمد الله، ومن وجدَ غير ذلك فلا يلومنَّ إلا نفسَه ))
فالمُختصر المفيد ؛ إذا كنت مُرتاحًا لا تُغَيِّر لا يُغَيِّر، وإذا كنت مَزعوج غيِّر يُغَيِّر.
منقول