السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بسم الله الاحد.الفرد الصمد الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفؤا احد.والصلاة والسلام على محمد عبد الله
ورسوله.وصفيه من خلقه وخليله الرحمة المهداة والنعمة المسداة.ارسله بشيرا ونذيرا.وبعد فقد
نقل عن الشيخ الإمام العابد الزاهد القدوة الشيخ محمد الأمين الشنقيطي صاحب أضواء البيان الذي توفي بـ مكة
عام 1392 للهجرة حيث نقل عن نفسه رحمة الله عليه أنه لما كان في بلاده يطلب العلم عن مشايخه شرحت له
مسألة في الفقه، فلم يفهمها، فسأل شيخه عنها، فلم يستطع أن يفهمها إياه، قال: فلما انصرفت في الضحى من عند
شيخي، ذهبت إلى الكتب والشروحات والمطولات، فأخذت أفتشها وأقرأ فيها، وأبحث عن شرح هذه المسألة حتى
أدركتني صلاة الظهر والعصر والمغرب والعشاء، وقال: فلما صار المغرب وأظلم الليل، أمرت خادمي أن يوقد لي
النار لأستضيء بها -وكنت في الصحراء- قال: فجلست أقرأ على ضوء النار حتى طلع الفجر، فقمت فصليت الفجر،
ثم جلست أقرأ حتى طلعت الشمس، ثم إنني ما طلعت الشمس حتى كانت المسألة عندي واضحة كل الوضوح،
وفهمتها وعقلتها وتبينتها.
فهو رحمة الله عليه بدأ بالبحث قبل صلاة العصر وأدركته صلاة العصر والمغرب والعشاء والفجر وهو في جلسة
واحدة لا يقوم منها إلا لصلاة، أو لطعام رحمة الله عليه، ولم يرقد طوال ليله، وهكذا كان السلف يشغلهم العلم حتى
ينسيهم أنفسهم رحمة الله عليهم.
وقال فضيل بن غزوان : كنا نجلس أنا و المغيرة ، -وعدد أناساً- نتذاكر الفقه، فربما لم نقم حتى نسمع النداء
لصلاة الفجر.
يجلسون بعد العشاء يتذاكرون الفقه والعلم، فربما لا يقومون من مجلسهم حتى يؤذن، أو يسمعون نداء صلاة
الفجر، فيتفرقون رحمة الله عليهم.رحمهم الله كم علت بهم هممهم.وسمت وارتقت بهم الى القمم السامقة.
اسال الله ان يجعلنا ممن ساروا على دربهم.
لا تنسونا من دعائكم بارك الله فيكم.والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
[/color][/b]