الخوف من "البطيخ الصيني".. حقيقة أم خيال؟!
أرجَعَ خبير مصري متخصص في بحوث الخضر بالمركز القومي للبحوث، في تصريح خاص لموقع "علامات أون لاين" تخوف بعض المصريين من غزو البطيخ الصيني للأسواق المصريَّة إلى عدة أسباب منها: "الاعتقاد بأن الصين ترش المبيدات بطريقة عشوائيَّة"، و"وجود عيوب طرق حفظ البطيخ وتخزينه أثناء عملية النقل خلال التصدير"، و"احتمالية التسرب الإشعاعي؛ الذي تعرَّضت له المحطة النوويَّة في اليابان مؤخرًا، وامتدت آثاره إلى الدول المجاورة"؛ أو "ما يثار عن بكتيريا إيكولاي المصاحبة لمحاصيل الخضر المستوردة من شرق آسيا أو أوروبا".
وكان الدكتور علاء عكاشة، مدير منتدى الأطباء البيطريين بمحافظة كفر الشيخ، قد حذَّر من البطيخ الصيني؛ الذي بدأ يغزو الأسواق المصريَّة، مؤكدًا أنه مضرٌّ بالصحة، وقال في تصريح لموقع "إخوان أون لاين": إن "البطيخ الذي تنتجه الصين الآن مضرٌّ جدًّا بصحة البشر، فالمزارعون هناك يستخدمون المواد الكيماوية المساعدة على النمو، والتي تجعل فواكههم تنمو بسرعة؛ وذلك لأن الفلاحين هناك يستخدمون مادة تدعى "الفوركلورفينورون" وهذه المادة تقتل الفاكهة، والذي ينجو منها يكون مليئًا بالأنسجة، وهذا شكلٌ غريب ومختلف عن الشكل المعروف، كما يلاحظ احتواؤها على بذور بيضاء بدلًا من لونها الطبيعي الأسود.
وفي تعليقه على الموضوع قال الخبير بشئون الخضر الدكتور محمد فتحي: "سافرنا إلى الصين؛ ومكثنا هناك حوالي شهرين؛ وأحضرنا معنا تقاوي البطيخ الصيني لنزرعها في مصر؛ لنرصد صفاته وخصائصه؛ فوجدنا أن طعمه جيد، ولونه من الداخل أحمر، ودرجة الحلاوة معقولة، بصفة عامة فإن الصين تتميز بزراعة البطيخ والكنتالوب"؛ مشيرًا إلى أننا "قمنا بزيارات ميدانيَّة لبعض الأهالي في الصين من مستويات اجتماعيَّة مختلفة، ولاحظنا أن البطيخ والكنتالوب هما أفضل ما يقدمه الصينيون لضيوفهم، وأنهما يعبران عن أشد درجات الترحاب".
وأضاف الدكتور فتحي -الأستاذ المساعد بقسم بحوث الخضر- بالمركز القومي للبحوث؛ في تصريحات خاصة لموقع "علامات أون لاين": "بصفة عامة فإن من أبرز صفات الجودة بالنسبة للبطيخ؛ ما يلي: درجة الاحمرار، والمواد الذائبة الكلية ((TSS؛ أي مقياس درجة المواد الصلبة الذائبة الكلية، ودرجة التسكر ويجب أن تكون عالية، وشكل البطيخة، وسمك الجلد (جلد البطيخة) ويكون قليل، وقلة عدد البذور داخل البطيخة الواحدة"؛ فضلا عن "قطر الثمرة، ويجب أن يكون مناسبًا، وهو يختلف من صنف إلى آخر، ولون الجلد (جلد البطيخة) ويجب أن يكون أخضر اللون".
وأرجع فتحي؛ المخاوف التي تنتاب الشعب المصري من البطيخ الصيني إلى أحد الأمور الآتية: "الاعتقاد بأن البطيخ الصيني يرشّ بطريقة عشوائيَّة، وهو اعتقاد خاطئ، ولا يحدث في الصين، وربما تكون بسبب عيوب طرق حفظ البطيخ وتخزينه أثناء عملية النقل خلال التصدير، وربما كانت بسبب مخاوف التسرب الإشعاعي الذي تعرضت له المحطة النوويَّة في اليابان، وامتدت آثاره إلى الدول المجاورة"؛ وربما كانت "راجعة إلى الخوف من البكتيريا المصاحبة لمحاصيل الخضر المستوردة من شرق آسيا أو أوروبا".
واختتم الدكتور محمد فتحي؛ الأستاذ المساعد بقسم بحوث الخضر بالمركز القومي للبحوث حديثه قائلا: "خلال إقامتنا في الصين لاحظنا أن البطيخ الصيني طعمه جيد؛ مقارنة بالبطيخ البلدي، المنتشر في مصر، وبصفه عامة فإن دول شرق آسيا تفوقت في زراعة البطيخ، واحتلت فيه مواقع عالميَّة".
ومن جهته أوضح المحاسب القانوني سيد خضر أن "البطيخ في الصين يُباع في السوبر ماركت؛ بالقطعة (الشقة) وليس بالبطيخة (الحبة)، كما أن الأمطار في الصين تنزل طوال الصيف، مما يميز أرضها بالخصوبة الشديدة، وهناك يوجد البطيخ العادي؛ والبطيخ (المهندس وراثيًّا)"؛ مشيرًا إلى أن "طعم البطيخ الصيني سيئ جدًّا، خاصة بالنسبة لنا نحن المصريين، فطعمه مختلف (ماسخ)، فالبطيخ المصري من حيث الطعم لا يُعلى عليه".
وقال خضر الذي عاش لفترة في الصين في تصريحات خاصة لموقع "علامات أون لاين": "في الصين يتفنون في إنتاج بطيخ بأشكال جميلة غير الشكل الكروي المعروف لدينا في مصر؛ فهناك بطيخ في شكل مكعب، وآخر في شكلٍ هرمي، حيث يضعون ثمرة البطيخ منذ بداية النمو وقبل أن تأخذ شكلها الدائري المعروف، في علب مصنوعة على أشكال جديدة؛ فتنمو البطيخة في النهاية لتكون مكعبة الشكل أو هرمية الشكل".
وأضاف خضر أن "المشكلة عندهم أن البطيخ الذي يصدِّرونه للشرق الأوسط يختلف تمامًا عن الذي يصدرونه للاتحاد الأوروبي مثلا، وهو نفس البطيخ الذين يأكلونه هم في الصين، وهذا الأمر ليس في البطيخ وحسب؛ وإنما في معظم المنتجات أو الصادرات الصينيَّة"؛ معتبرًا أنهم "يكيلون بمكيالين".
وتابع: "في الصين أنواع كثيرة من البطيخ، والأمر مثل قصب السكر (العود) فهو عندهم كبير الحجم (تخين) ولكن طعمه غير حلو، وأحجام البطيخ عاديَّة ومتوسطة"؛ مشيرًا إلى أن "أسعار الأطعمة عمومًا في الصين تعادل أسعارها في مصر؛ عدا الأصناف التي لا تؤكل لديهم مثل: الجبن ومنتجات الألبان عمومًا؛ والسمنة، فالطبخ هناك يتم بالزيت، ومعظم الفاكهة كبيرة الحجم وربما يكون هذا بسبب استخدامهم للهندسة الوراثيَّة والمساحة الشاسعة للأرض حتى ينتجوا ما يكفي لتعدادهم".
وكانت حالة من الفزع الشديد انتابت المزارعين في إحدى القرى الصينيَّة بعد أن فوجئوا بانفجار البطيخ الذي قاموا بزراعته مؤخرًا، محدثًا دويًّا شديدًا، وأفادت التحقيقات أن المزارعين الصينيين قد استخدموا أسمدة ومواد كيميائيَّة شديدة الفاعليَّة لكي ينضج البطيخ قبل أوانه ويزداد حجمه، إلا أنهم فوجئوا بأن البطيخ قد زاد حجمه عن المعدل الطبيعي بشكلٍ لافت، وقد انفجر أمام أعينهم محدثًا دويًّا شديدًا.
وحذَّرت السلطات الصينيَّة من شراء البطيخ الوارد من تلك القرية التي تقع شمال الصين واستدعت المزارعين الذين حدثت لديهم هذه الظاهرة للتحقيق معهم.
ومن جهته؛ قال المعلم ناصر – تاجر بطيخ جملة وقطاعي – في تصريحات خاصة لموقع "علامات أون لاين": "البطيخ الصيني غير موجود في مصر، وهذه مجرد إشاعة، نعم لدينا بذور بطيخ إسرائيلي؛ يُزرع في مصر منذ فترة في مناطق أبو المطامير، والبحيرة، والإسكندرية، وهو بطيخ كبير الحجم ولون جلده أزرق وطعمه يختلف عن البلدي، لكن البطيخ الصيني لم أسمع عن دخوله إلى مصر.
ويرى باحثون أن البطيخ الذي تنتجه الصين الآن؛ مضِر جدًّا بصحة البشر، والمزارعون هناك يستخدمون المواد الكيماويَّة المساعدة على النمو، والتي تجعل فواكههم تكبر بسرعة، ولكنهم يدمرونها أيضًا..
يستخدم الفلاحون الصينيون مواد تدعي "فوركلورفينورون" وهي مواد تقتل الفاكهة، والذي ينجو منها يكون مليئًا بالأنسجة؛ وذا شكل غريب ومختلف عن الشكل المعروف، كما يلاحظ احتواءها على بذور بيضاء بدلا من لونها الطبيعي الأسود.
ما هي ماده "الفوركلورفينورون"؟.. تعرف أيضًا بمادة تسريع النمو، وهذه المادة صنعت لاستخدامها مع الزهور؛ حتى تنمو سريعًا، ولكن الفلاحين الصينيين استخدموها في زراعة البطيخ والفواكه بصفه عامَّة، وكانوا يستخدمونها بجرعات عالية جدًّا، وفي طول وقت الموسم، مما يؤدي إلى انفجار الفاكهة، ومن ينجو يصاب بالأعراض السابق ذكرها.
وحول مخاطر هذه المادة فإن هذه المادة هي شرعيَّة وقانونيَّة في الأساس، ولكن الاستخدام الخاطئ مع المنتج الخاطئ هو ما يجعلها بهذا الحجم من الضرَر، فقد تؤدي إلى: زيادة معدل الإصابة بالصلع، وتقليل وزن الجنين، وتزيد من معدل وفاة الكلاب عند تعرّضها له، غير التأثير السام على الأسماك عند وضعها في الماء، ومن المعروف أن هناك الكثير من المواد الأخرى المستخدمة مثل الإيثيلين والكالسيم كاربايد.
فلا يغرك شكل البطيخ الكبير الحجم، فإنه قد يكون لا طعم له، إضافة إلى معدل ضرره وخطورته، الأطعمة المعدَّلة وراثيًّا، فالأكل الصحي الطبيعي يجنبك من مخاطر صحيَّة مستقبلا، ولذلك ينصح بتناول الأطعمة غير المعدلة وراثيًّا، ويرمز لها بالرمز foods that are non-GMO certified” by the Non-GMO Project، نظرًا لأن الغذاء هو الشيء الذي لا نستطيع الابتعاد منه، وبالتالي يجب الاهتمام بنوعيته وجودته أينما كنا.
ومنقول