إسلام أون لاين - صلاح الدين حسن
آخر القُراء العمالقة المصريين الذين لا يجُود الزمان كثيرا بمثلهم، صاحب صوت شجي عذب رقراق، يفيض حزنا وخشوعاً، صدعت له أفئدة لا تؤمن بالله ورسله واليوم الآخر.
ولد بمدينة "بيلا" بمحافظة كفر الشيخ شمال مصر عام 1922م، رغم أن أبويه كانا يخشيان أن يقذف به في وحل الفقر ومرارة الحرمان، فكان الابن الثاني عشر في سلسلة أبناء تعسوا جميعا بفقدان والدهم وهم صغار؛ لكن الله شاء أن يكون- الولد الذي حاولت أمه إسقاطه جنينا خشية الإملاق - سببا في إسعادهم جميعاً، كما شاء الله أن يكون هذا الولد بُلبُلاً يغرد في سماء الدنيا بذكر الله حتى يخلد في سجل القراء العظماء، إنه الشيخ أبو العينين شعيشع.
قفز بجمال صوته– رغم صغر سنه- من أسفل دكة القارئ- التي كان يبيت تحتها حتى يجيء عمال الخيمة ليحملوه نائمًا- إلى دكة القراء الكبار؛ ليقدر الله لـ"إسلام أون لاين" أن تلتقي به وهو ابن الـ88 عاما ليروي لنا الرحلة من البداية.
- جئت الدنيا بمشيئة الله رغم أن الوالدين لم يكونا مشتاقين لمجيئك.. فحدثنا عن مولدك؟
- FONT=" ولدت في أسرة كبيرة العدد؛ متوسطة الحال؛ ولم يكن والداي يرغبان في تكملة عدد أبنائهما اثني عشر بولادتي؛ لكن الله سبحانه أراد ذلك، فكنت آخر العنقود.
كان العبء ثقيلا على كاهلهما (رحمهما الله) وكان والدي يسأل نفسه دائما عن مصير فلذات أكباده لو فارق الحياة؟، لكن يقدر الله أن يرحل الوالد قبل أن يطمئن على مستقبل أبنائه، ويشاء الله أن يكون الطفل الذي حاولت أمه التخلص منه خشية الفقر عائل الأسرة الوحيد مع أنه أصغرهم.
كانت الوالدة تحاول أن تتخلص مني وأنا رابض في أحشائها؛ متشبث بها لا أتزحزح وكيف يكون لها هذا وقد كتب الله لهذا الجنين أن يكون أمنًا وطمأنينة للأسرة كلها، وبرداً وسلاماً على قلب أمي التي وجدت نفسها فجأة تربي اثني عشر يتيماً.. كتب الله لي أن أكون منقذا لهم من الفقر والضياع، ولله الحمد من قبل ومن بعد.
- قامت والدتك بتربيتك بعد ذلك وأدخلتك الكتَاب والمدرسة في ذاك الوقت، فهل كانت ترغب في أن تصبح قارئا؟
- لم يكن يخطر في بال أحد ذلك، بل كان والداي يرغبان أن أكون ضابطًا كما كان يتمنى أكثرية أهل الريف وقتها؛ لكني عشقت الكتاب على عكس حال الصغار، ولم أكن أحب اللعب؛ فكنت أخرج من المدرسة وبين يديَّ المصحف لأذهب مُهرولا إلى الكتاب حبا وفرحاً، فحفظت القرآن، ووجدتني أقلد مشاهير القراء وقتها، وعشقت جمال أصواتهم وعذوبتها ورقتها وقوتها، لقد كان عصرا ذهبيا شجعني ذلك وساعدني على القراءة بالمدرسة أمام المدرسين والتلاميذ كل صباح، وخاصة في المناسبات الدينية والرسمية التي يحضرها ضيوف أو مسئولون من مديرية التربية والتعليم؛ فنلت إعجاب واحترام كل من يستمع إليّ.
- كيف عرفك الناس واشتهرت بينهم؟
- كنت أتصرف كرجل كبير لا تظهر على سلوكه علامات اللهو واللعب؛ فأحبني ناظر المدرسة، وأعجبه ذلك مني؛ فأشار على والدتي بأن تذهب بي إلى أحد علماء القراءات والتجويد، فكأنما تنبأ لي بمستقبل في هذا المجال، ورأى صدق حدسه أنه سيكون لي شأن، ولا شك أن أسرتنا التي فقدت عائلها كانت في خلفية ذهنه وهو يشير على أمي بالدفع بي في هذا المجال.
وفي عام 1936 أرسل لي محافظ الدقهلية يدعوني لافتتاح حفل ذكرى الشهداء بمدينة المنصورة، فذهبت إلى المنصورة وكانت المفاجأة التي لم أتوقعها، وجدت أكثر من 4 آلاف نفس في مكان الاحتفال؛ فأوجست في نفسي خيفة في بادئ الأمر، زاد من ذلك تغامز بعض التلاميذ الذين كانوا يقتربون مني سناً، لكنني ما لبثت أن تخلصت من هذا الشعور وقذفت به خلفي وقرأت قول الحق تبارك وتعالي (ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا بل أحياء عند ربهم يرزقون)، وقرأت على وجوه الناس مزيجاً من الاندهاش والتأثر والإعجاب، حتى إني رأيت بعض الناس تقف مكبرة ومهللة، وبعد انتهائي فوجئت بجميع التلاميذ والطلبة يلتفون حولي يحملونني على الأعناق، ويقدمون لي عبارات الثناء.
حينها لم أستطع السيطرة على دموعي التي انهمرت على صفحة وجهي، وتذكرت والدي الذي تمنيت أن يكون شاهدا لهذا المشهد، وبكيت حتى شعرت أن دمعي على وشك الجفاف.
- كان هذا الموقف نقطة التحول أليس كذلك؟
- بالتأكيد كان مرحلة انتقال من الطفولة إلى النضج والمسئولية الكبرى، لقد وجدت نفسي فجأة وأنا ابن الرابعة عشرة أقفز للجلوس على ذات المقعد الذي يجلس عليه عمالقة ذاك الزمان، الذي لم أكن أتخيل أن أراهم وأصافحهم يدا بيد.
كدت أطير فرحا فقد أصبحت حديث الناس وهأنذا أنتقل من تحت دكة القراء- التي كنت أنام تحتها حتى يوقظني عمال الخيمة- إلى دكة القراء العظماء، بعد يوم المنصورة حدثت حالة وفاة لها صلة بأحد أبناء بلدتي بيلا، وكان المتوفى هو الشيخ الخضري شيخ الجامع الأزهر آنذاك، فأشار أحد علماء بيلا عليّ أن أذهب معه إلى القاهرة لأقرأ في هذا العزاء الذي أقيم بحدائق القبة.
وعندما جاء دوري وقرأت رأيت السرادق وقد ازدحم بالناس ثم اتسعت دائرة الازدحام حتى شملت الشوارع المؤدية إلى الميدان، كان الجميع يتساءل: من صاحب هذا الصوت الجميل؟!، وبعد أن انتهيت وجدت نفسي وسط جبل بشري تكوّم أمامي لرؤيتي ومصافحتي لم أكد أفيق من هذا الحلم الجميل حتى جاءني الشيخ عبدالله عفيفي (عليه رحمات الله)، وقال لي: تقدم للإذاعة لأنك لا تقل عن قرائها؛ بل سيكون لك مستقبل عظيم بإذن الله.
- هل أصبت بالعجب والغرور؟
- القرآن فضل لا يوهب لمغرور ومعجب بنفسه، لكني وقتها كنت صغيراً لا أتذكر، غير أني كنت فرحا لفرح أمي، وكنت أتمنى أن يراني أبي، كما أنني بكيت خشوعًا وشكرًا لله على فضله عليّ، ولله الفضل والمنة والفرحة الكبرى يوم أن نلقاه سبحانه.
- هل كان طريقك إلى الإذاعة المصرية مفروشا بالورود؟
- لم تكن الإذاعة وقتها مطلبا لمشاهير القراء، وعندما لبيت رغبة المرحوم الشيخ عبدالله عفيفي في أن أذهب معه إلى مدير الإذاعة سعيد باشا لطفي كان احتراما لرغبته فقط؛ لأن القارئ في الماضي كان نجماَ بجمهوره ومستمعيه وحسن أدائه وجمال صوته، وعندما دخلت أمام اللجنة وكانت مكونة من المرحوم الشيخ مأمون الشناوي والمرحوم الشيخ المغربي والشيخ إبراهيم مصطفى عميد دار العلوم وقتها، والشيخ أحمد شربت، والإذاعي الكبير الأستاذ علي خليل، والأستاذ مصطفى رضا عميد معهد الموسيقى آنذاك.
وكنا أكثر من قارئ، وكانت اللجنة تمنح لكل قارئ خمس دقائق، طلبوا مني القراءة وكانت اللجنة فى غرفة وأنا فى غرفة، وبدأت في القراءة ووجدت الانبهار في أعين كل أفراد اللجنة، وبدءوا يتسابقون لرؤيتي من إعجابهم بالأداء وتخيلوا أنني قارئ محترف كبير فى السن، وأنا أنتظر أن يطلبوا منى التوقف عن القراءة؛ لكن لم يفعلوا وفوجئت بأن الغرفة ملئت عن آخرها؛ فاكتشفت أنهم أحضروا كل موظفي الإذاعة من مكاتبهم ليستمعوا إلى صوتي.
لكن المفاجأة أننى بعد ذلك وجدت ضمن المستمعين رجلا إنجليزيا يقف بجوار سعيد باشا لطفي، عرفت أنه مدير الإذاعة، فقد كان للإذاعة في تلك الفترة مديران أحدهما مصري والآخر إنجليزي، هذا الرجل اسمه مستر فيرجسون، وظللت أقرأ لمدة أكثر من نصف ساعة وعندما قلت صدق الله العظيم، وجدت الجميع يدخل عليّ الغرفة ويقبلونني وسألوني من علمني قراءة القرآن بهذا الشكل؟، فقلت لهم لم يعلمني أحد، فقط أنا أسمع القرآن جيدا.
وظلوا يتعجبون من الأداء، فليس به أي خطأ أو نوع من النشاز، الحمد لله على هذه النعمة وهى خدمة القرآن، فقد دعوت وقلت: "اللهم لا تحرمني من خدمة كتابك حتى ألقاك"، وبعد عدة أيام جاءني خطاب اعتمادي قارئاً بالإذاعة، وموعد أول قراءة لي على الهواء، وكنا نقرأ ونؤذن على الهواء، وبدأت شهرتي تعم الأقطار العربية والأجنبية عن طريق الإذاعة التي التحقت بها عام 1939م.
- لماذا ذهبت إلى تل أبيب؟ ولماذا هربت من هناك وجئت للقاهرة؟
- (يضحك) نعم لكنها لم تكن تحتلها إسرائيل في ذلك الوقت، فبعد التحاقي بالإذاعة وُجهت لي دعوة لإحياء ليالي شهر رمضان لأكون قارئاً بإذاعة الشرق الأدنى التي كان مقرها (يافا) وذلك لمدة 6 شهور، والاتفاق كان عن طريق المدير الإنجليزي للإذاعة المصرية، وبالفعل سافرت وبرفقتي المذيع المسيحي الأستاذ سامي داود الذي رشحه طه حسين ليكون في صحبتي، وبدأت القراءة، كل يوم أفتتح فيها إذاعة الشرق الأدنى، وأختتم إرسالها بتلاوة القرآن، وأنتقل كل يوم جمعة من يافا إلى القدس لأتلو قرآن الجمعة بالمسجد الأقصى.
أمضيت هناك شهرًا، لكن جرفتني رغبة بالعودة ورؤية أمي وأخوتي، فقد كنت مرتبطاً بهم ارتباطاً وثيقاً وأحبهم حباً لا يوصف، فلم أعد أحتمل الغربة، فاستأذنت من المسئولين، فأبوا إلا أن أمضي الـ 6 أشهر كاملة فحزنت حزناً شديداً.
إلا أني استطعت الفرار من هناك، واستقللت قطارا من اللد إلى القاهرة بمساعدة صديقي يوسف بك باميه.
- وماذا كانت عاقبة هذا الهروب؟
- بعدما ذهبت إلى بيتي فتحت إذاعة الشرق الأدنى ففوجئت بالمذيع يقول سوف نستمع بعد قليل إلى الشيخ أبوالعينين شعيشع قالها المذيع أكثر من مرة، وبعدها قال: لعل المانع خير، ثم قال المذيع: ربما يكون قد حدث للشيخ حادث تسبب في تأخره.
شعرت حينها بحرج الموقف وبالمسئولية، ولكن بعد أسبوع طرق الباب طارق ففتحنا له وكانت المفاجأة أن الطارق هو المدير الإنجليزي لإذاعة الشرق الأدنى، وجلس الرجل وقال لي معاتباً: أنت سافرت بدون إذننا فجأة خوفاً من عدم موافقتنا لك على العودة إلى القاهرة لترى أهلك؟ قلت له: نعم، قال: إننا لم ولن نحرم رجلاً مثلك من الاطمئنان على إخوته ووالدته خوفاً من عقاب الله؛ لأنك تحفظ القرآن وتتلوه.
وبدبلوماسية قال لي مدير إذاعة الشرق الأدنى: يا شيخ، ممكن نأكل عندكم (ملوخية)؟ قلت له ممكن طبعاً، وطبخت والدتي الملوخية وأكلنا أنا والرجل الذي أراد أن يجعل شيئاً من الود بيني وبينه، وهذا ما كان يقصده من الغداء البسيط معي في بيتنا، وبعدها رجعت إلى فلسطين بصحبة المدير الإنجليزي لإذاعة الشرق الأدنى وأكملت مدة العقد هناك.
- كنت سفيرا للقرآن، تغرد بصوتك في سماء الدنيا.. فهلا حدثتنا عن بعض سفراتك؟
- بعد التحاقي بالإذاعة المصرية عرفني كثير من العرب والمسلمين، وفوجئت بعد وقت قصير من التحاقي بالإذاعة بدعوة عاجلة من السفير العراقي بالقاهرة لإحياء مأتم الملكة (عالية) ملكة العراق بناء على رغبة من القصر الملكي، الذي أرسل إلى السفارة يطلب القارئ الشيخ أبوالعينين شعيشع، والقارئ الشيخ مصطفى إسماعيل، فوافقت لكني بحثت عن الشيخ مصطفى كثيراً فلم أجده، والوقت لا يسمح بالتأخير، فاتصلت بالسفير العراقي وأخبرته بصعوبة العثور على الشيخ مصطفى اليوم، فقال السفير: اختر قارئاً من القراء الكبار معك، فاخترت المرحوم الشيخ عبدالفتاح الشعشاعي.
فوجئنا باستقبال رسمي لنا بالمطار مثلنا مثل الملوك تماماً، إلا أن فرحتنا لم تكتمل حيث بدأ مستقبلونا في التساؤل: أين الشيخ مصطفى؟ فقلت: لم يأتِ معنا فقد بحثنا عنه طويلا لكننا لم نعثر عليه؛ وضغط علينا الوقت فأتيت بالشيخ عبد الفتاح الشعشاعي، ثم ذكرت لهم قدرته وأستاذيته، وعندها نظرت الى الشيخ عبدالفتاح فوجدت وجهه قد قلب مائة لون وبدا واضحا عليه براكين الغضب وهو المعتز بنفسه جدًا، فقال لي بغضب: لماذا لم تقل يا أبا العينين إنني لست مطلوباً باسمي والله لأرجعن للقاهرة.
تدخلت مع المسئولين العراقيين، وبالكاد استطعنا أن نثنيه عن قراره، وخرجنا من المطار لنجد أمواجا من الجمهور تتلاطم لاستقبالنا ثم توجهنا للقصر الملكي حيث العزاء.
ومع قضائنا الليلة الأولى في القصر الملكي، واستقبالنا استقبال الأمراء والملوك إلا أن الشيخ الشعشاعي كان مُصرًّا في دخيلة نفسه على العودة إلى مصر، وبالفعل عندما ذهبنا إلى الفندق فوجئت به يقول:غدا سأطير إلى القاهرة، .. ألهمني الله بفكرة طرأت لي، فقلت له: هل يرضيك أن يقال عنك إنك ذهبت إلى العراق لإحياء مأتم الملكة ثم عاودت لأنك لم توفق في القراءة، وإنك لم تعجب العراقيين؟ فصمت برهة ثم ربت على كتفي بحنو وطيبة أهل القرآن، وقال: رغم سنك الصغيرة إلا أنك استطعت أن تثنيني، وفي اليوم الثاني قرأ كأنه في الجنة، وفتح الله عليه فتحا فأعطاه مددا بلا حدود، وحصلنا في أيامها على وسام الرافدين.
- يقولون عنك وسام يحمل أوسمة.. فما هي الأوسمة التي حصلت عليها؟
- بارك الله فيك وجعله في ميزان حسناتنا ورزقنا الجنة، فهي الوسام والهدية الكبرى، حصلت على عدة أوسمة ونياشين منها وسام الرافدين من العراق، ووسام الأرز من لبنان، ووسام الاستحقاق من سوريا وفلسطين، وأوسمة من تركيا والصومال وباكستان والإمارات وبعض الدول الإسلامية، والوسام الأهم كان من الرئيس مبارك بإصداره قراراً بأن أظل نقيباً لمحفظي وقراء القرآن الكريم مدى حياتي، وكذلك إطلاق اسمي على أحد الشوارع بالقاهرة وكفر الشيخ مسقط رأسي.
- هذا عن الأوسمة المادية، لكن ماذا عن الأوسمة المعنوية وأهم المواقف القرآنية المؤثرة في حياتك؟
- الوسام المعنوي أقوى وأشد، فقد أكرمني الله سبحانه وتعالى بتلاوة القرآن الكريم في المسجد الحرام أكثر من ست مرات، وهي عدد المرات التي تواجدت فيها بالمملكة العربية السعودية إما للحج أو لغير ذلك، وفي المسجد النبوي عندما وصلت إلى الروضة الشريفة وجدت نفسي أرتجف، وكان من المفترض أن أقرأ القرآن بجوار قبر النبي (صلى الله عليه وسلم)، فوجدت نفسي دون أن أدري أقول "أستأذنك يا رسول الله، أأقرأ عليك وعليك القرآن أنزل"، كأدب واستئذان من صاحب هذا المسجد، وقرأت القرآن الكريم في الروضة الشريفة.
وفي إحدى زياراتي للمملكة التي كانت بدعوة من وزارة الإعلام للقراءة في إذاعة جدة، وكان لدي رغبة جامحة في حضور غسل الكعبة، وكان ذلك في عهد الملك فيصل (رحمة الله عليه) في عام 1971، وكان من المفترض أن يصحبني مرافق من وزارة الإعلام، ولكنه لم يأت وإذا بي أجد نفسي في أحد الفنادق المقابلة للحرم وحيدا، فبكيت بكاء حارا، خاصة أنه لم يكن معي تذكرة لدخول الحرم المكي، وناجيت الله عز وجل قائلا: إنني قد أتيت قاصدا بيتك فلا تحرمني، ولم أكمل كلمتي حتى وجدت شخصا يناديني باسمي لم أره في حياتي قط، ويعطيني تذكرة لدخول الحرم المكي، ودخلت وحضرت غسيل الكعبة، وبعدها شعرت برضا الله (عز وجل) عني.
استمع إلى الشيخ أبو العينيين