11*
كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يستاك مرارا في نهار رمضان ، فقد أخرج البخاري
في صحيحه عن عامر بن ربيعة قال :
"رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم ما لا أحصي يستاك وهو صائم"
ويرى الشافعية والحنابلة أن السواك بعد الزوال غير مستحب ، بل قال بعضهم بكراهته لأنه يزيل خلوف الصائم الذي هو أطيب عند الله من ريح المسك .
وهذا القول بالكراهة هو المشهور من مذهب الشافعية . وقد رد كثير من العلماء على القائلين بالكراهة ، وأن السواك مندوب للصائم في أول النهار وآخره .
قال أبو بكر بن العربي : قال علماؤنا : "السواك لا يزيل الخلوف والسواك مطهرة للفم ،
فلا يكره للصائم كالمضمضة ، وإنما مدح النبي صلى الله عليه وسلم الخلوف نهيا للناس
عن تقذر مكالمة الصائمين بسبب الخلوف لا نهيا للصوام عن السواك " .
وقد أوضح ذلك ابن القيم في كتابه " الطب النبوي " فقال :
( ويستحب السواك كل وقت ، ويتأكد : عند الصلاة ، والوضوء ، والانتباه من النوم ،
وتغير رائحة الفم . ويستحب للمفطر والصائم في كل وقت لعموم الأحاديث الواردة فيه ،
ولحاجة الصائم إليه ، ولأنه مرضاة للرب ، ومرضاته مطلوبة في الصوم
أشد من طلبها في الفطر ، ولأنه مطهرة للفم ، والطهور للصائم من أفضل أعماله ).
وأجمع الناس على أن الصائم يتمضمض وجوبا ، واستحبابا ،
والمضمضة أبلغ من السواك. وليس لله غرض في التقرب إليه بالرائحة الكريهة ،
ولا هي من جنس ما شرع التعبد به . وإنما ذكر
" طيب الخلوف عند الله يوم القيامة " حثا على الصوم لا حثا على إبقاء الراحة.
بل الصائم أحوج إلى السواك من المفطر .
COLOR=red : فإن رضوان الله أكبر من استطابته لخلوف فم الصائم .[/COLOR]
COLOR=red : فإن محبته للسواك أعظم من محبته لبقاء خلوف فم الصائم .[/COLOR]
COLOR=red : فإن السواك لا يمنع طيب الخلوف – الذي يزيله – عند الله يوم القيامة ،
[/COLOR]
بل يأتي الصائم يوم القيامة وخلوف فمه أطيب من المسك ، علامة على صيامه ولو أزاله بالسواك .
كما أن الجريح يأتي يوم القيامة ولون دم جرحه لون الدم ،
وريحه ريح المسك. وهو مأمور بإزالته في الدنيا .
COLOR=red : فإن الخلوف لا يزول بالسواك . فإن سببه قائم ، وهو خلو المعدة عن الطعام. [/COLOR]
وإنما يزول أثره ، وهو المنعقد على الأسنان واللثة .
COLOR=red : فإن النبي صلى الله عليه وسلم علم أمته ما يستحب لهم في الصيام وما يكره لهم . [/COLOR]
ولم يجعل السواك من القسم المكروه ، وهو يعلم أنهم يفعلونه ،
وقد حضهم عليه بأبلغ ألفاظ العموم والشمول ،
وهم يشاهدونه يستاك وهو صائم مرارا كثيرة تفوت الإحصاء ، ويعلم أنهم يقتدون به .
ولم يقل لهم يوما من الدهر : لا تستاكوا بعد الزوال . وتأخير البيان عن وقت الحاجة ممتنع .
والله أعلم ) اهـ
والخلاصة أن جمهور العلماء يقول باستحباب السواك للصائم أول النهار و آخره،
و أن المشهور من قول الشافعية و الحنابلة عدم استحبابه بعد الزوال حتى لا تتغير
الرائحة التي هي أطيب عند الله من ريح المسك .
سؤال وجواب
هناك من يتحرز من السواك في رمضان خشية إفساد الصوم،
هل هذا صحيح وما هو الوقت المفضل للسواك في رمضان ؟
الشيخ
محمد بن صالح العثيمين
التحرز من السواك في نهار رمضان أو غيره من الأيام التي لا يكون
الإنسان فيها صائماً لا وجه له لأن السواك سنة
فهو كما جاء في الحديث الصحيح مطهرة للفم مرضاة للرب ومشروع متأكد عند الوضوء،
وعند الصلاة،
وعند القيام من النوم، وعند دخول المنزل أول ما يدخل، في الصيام،
وفي غيره وليس مفسداً للصوم
إلا إذا كان السواك له طعم وأثر في ريقك فإنك لا تبتلع طعمه وكذلك لو خرج بالتسوك
دم من اللثة فإنك لا تبتلعه وإذا تحرزت
في هذا فإنه لا يؤثر في الصيام شيئاً.
الشيخ صالح بن فوزان الفوزان[INDENT]
الحمد لله
التسوك في نهار رمضان مستحب لأن السواك من السنن المتأكدة في الصيام وفي غيره فيستحب للصائم أن يستاك في كل اليوم
على الصحيح ومن أفضل خصال الصائم السواك كما في الحديث
[انظر سنن ابن ماجه ج1 ص536 وانظر سنن الدارقطني
ج2 ص203 كلاهما من حديث عائشة رضي الله عنها.]
فيستحب للصائم أن يستاك في سائر اليوم.
ومن العلماء من يرى أن الرخصة في السواك قبل الزوال
أما بعد الزوال فيمتنع من الاستياك ويروى في هذا حديث لكنه لم يثبت
عن النبي صلى الله عليه وسلم والثابت أنه يستاك في كل اليوم
[انظر مسند الإمام أحمد ج3 ص445 وسنن أبي داود ج2 ص318 وسنن الترمذي ج3 ص76، 77 وصحيح ابن خزيمة ج3 ص247.
كلهم من حديث عبد الله بن عامر بن ربيعة عن أبيه.]
ولا يؤثر هذا على صيامه لكن لا يبتلع شيئًا من فضلات السواك أو من الفضلات التي يثيرها السواك من لثته وأسنانه، بل يلفظ هذه الأشياء ولا يؤثر ذلك على صيامه.
[/INDENT]
:nic92: