السلام عليكم ورحمة الله وبركاتة
من اللافت للنظر , أن القاهرة خاصة , والمدن الكبرى على مستوى الجمهورية عامة تتبارى فيما بينها لإظهار كرمها السخي , واحتفائها الوفي بالوافدين إليها في شهر رمضان , حيث تقام السرادقات الفخمة , والتي تشغل العمارات التي لم ينته أصحابها من إكمالها , أو الشوارع , أو ساحات المساجد , أو الميادين العامة , أو دور المناسبات في المساجد أو الأحياء , أو نحو ذلك ,كل منها يحرص على تقديم الوجبات الساخنة للصائمين ولغير الصائمين , وليس في ذلك شيء بشرط إخلاص النية لله تعالى , والبعد عن الرياء , أو الفخر , أو العجب , أو المن , أو الأذى .
لكن تأتي السلوكيات السيئة في هذه الموائد من الصور الآتية :
COLOR=red بعض أصحاب هذه الموائد يصر على تعليق لافتة على مدخل المائدة مكتوب عليها : « المائدة لا تقبل التبرعات » , ثم يقوم أصحابها بعمل الآتي :[/COLOR]
أولاً: يرصدون واحداً من محترفي المساومات , ومحترفي الخداع والتغرير , الذي يوهم الأغنياء السذج الآخرين الذين ينبهرون بحسن تنظيم المائدة , وفخامة إعدادها , ورقي المكان التي أقيمت فيه , وأبهة روادها ونحو ذلك , يومهم هذا المحترف أنه يعرف صاحب المائدة , ويستطيع أن يتوسط لهم عنده حتى يقبل مشاركتهم له في المائدة , وقد يقنعهم بأن يأخذ منهم الأموال بدون إيصالات استلام , على أن يوصلها لصاحب المائدة لتنفق في المائدة , ولكنه يستولى عليها لحسابه الخاص , وقد يعرف بذلك صاحب المائدة , ولا يفعل شيئاً , بل ربما اقتسم معه هذه الغنيمة حتى أصبحت بعض هذه الموائد وسيلة للثراء السريع في شهر رمضان .
*******************************
ثانياً : يصر كثير من أصحاب هذه الموائد على دعوة مأموري الضرائب إلى موائدهم ليحصوا بأنفسهم عدد الرواد يومياً , وعدد العمال والطباخين وغيرهم , ويحصون قيمة ما أنفق في هذه المائدة , بما في ذلك ما يعطى لمأمور الضرائب على سبيل ( الإكرامية ) نقصد الرشوة , حتى يستطيع أن يقنع نفسه بتسوية أموال هذه المائدة , وخصمها من قيمة الضرائب المستحقة عليه , فيضيع بذلك حق الدولة التي ائتمنته على التحصيل , لكن كما قيل في المثل الشعبي : « عند البطون تغيب العقول » ويكون بذلك حاميها حراميها . وحسبنا الله ونعم الوكيل.
COLOR=red مخلفات هذه الموائد , والتي تصل إلى آلاف الأطنان من الأطعمة الصالحة للتناول , ولكن يكون مصيرها الشوارع , أو صناديق القمامة , وهم بذلك قد أساءوا إلى أنفسهم , وإلى مجتمعاتهم من زوايا متعددة , على النحو الآتي :[/COLOR]
أولهــا : تلوث البيئة .
ثانيهـا : انتشار الذباب والبعوض والناموس , وغيرها من الفئران ، و الحيوانات الضارة ، والتي تكثر عند أكوام القمامة .
ثالثهــا : العدوى المنتقلة من هذه الحشرات إلى رواد المائدة , وإلى المارة في الشوارع التي تقام فيها هذه الموائد .
رابعها: تعمد إتلاف المال بهذه الصورة المفزعة يوجب الحجر الشرعي على أصحابها ، لأنهم بذلك سفهاء وليسوا عقلاء , لأن الله لا يحب المسرفين
: ﴿وَلَا تَجْعَلْ يَدَكَ مَغْلُولَةً إِلَى عُنُقِكَ وَلَا تَبْسُطْهَا كُلَّ الْبَسْطِ فَتَقْعُدَ مَلُومًا مَحْسُورًا﴾
ويقول : ( خير الأمور أوسطها ) , : ﴿وَالَّذِينَ إِذَا أَنفَقُوا لَمْ يُسْرِفُوا وَلَمْ يَقْتُرُوا وَكَانَ بَيْنَ ذَلِكَ قَوَامًا﴾ وسيسألون عن ذلك يوم القيامة , كما : ﴿وَقِفُوهُمْ إِنَّهُمْ مَسْئُولُونَ﴾ .
*********************************
COLOR=red الاستعانة بالبلطجية , وقطاع الطرق , ونحوهم , في حراسة وتنظيم بعض الموائد , وأكثر هؤلاء يسبون الدين , ويفطرون في نهار رمضان عمداً , جهاراً , بغير عذر شرعي , ولا يصلون , فيكون ذلك تولية للكافرين على المؤمنين , وقد :﴿ وَلَنْ يَجْعَلَ اللَّهُ لِلْكَافِرِينَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ سَبِيلًا﴾[/COLOR]
و : ﴿ بَشِّرْ الْمُنَافِقِينَ بِأَنَّ لَهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا(138)الَّذِينَ يَتَّخِذُونَ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ أَيَبْتَغُونَ عِنْدَهُمْ الْعِزَّةَ فَإِنَّ الْعِزَّةَ لِلَّهِ جَمِيعًا ﴾ .
COLOR=red أكثر هذه الموائد تقدم الطعام لروادها قبل المغرب , مما يضطر معها الرواد إلى التواجد داخل الموائد قبل المغرب , ولا يستطيعون الصلاة في ميقاتها بسبب الطعام , بل إن بعض هذه الموائد بمساعدة البلطجية تمنع الرواد من دخول المائدة إن تأخروا عن الحضور قبل المغرب بزمن كاف على الأقل بربع ساعة , وقد يصل إلى نصف ساعة , كأنها تتعمد ذلك حتى تعوِّد روّادها على التكاسل عن الصلاة في ميقاتها في المسجد , وإنا لله وإنا إليه راجعون .[/COLOR]
****************************************
COLOR=red الراقصات , والممثلات تبارين مع تجار المخدرات في إقامة هذه الموائد , وكأنهن يردن أن ينسى الناس عوراتهن , وإفسادهن ويتذكرون فقط موائدهن , وقد : ﴿قُلْ لَا يَسْتَوِي الْخَبِيثُ وَالطَّيِّبُ وَلَوْ أَعْجَبَكَ كَثْرَةُ الْخَبِيثِ فَاتَّقُوا اللَّهَ [/COLOR]يَاأُولِي الْأَلْبَابِ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ﴾ /COLOR , وقال : ( إن الله تعالى طيب لا يقبل إلا طيباً ... ) .
فاتقوا الله عباد الله , وابعثوا بقيمة هذه الموائد إلى إخوانكم في فلسطين وفي الشيشان , أفضل لكم عند الله , والله يخلف علينا وعليكم خيرهذا كلام الشيخ / عبد الله عبد الله السَّـحْت
المرئيات
موائد للرحمن واستغاثات بغير الرحمن
موائد الرحمن
[/align]