رد: فيديو للشيخ الشعراوي يتحدث عن القبور في المساجد وشرعيتها ويصف من يخالفها بالغباء
بسم الله الرحمن الرحيم
= لماذا نبهنا النبى صلى الله عليه وسلم على أن المجتهد إذا أخطأ فله أجر وإذا أصاب فله أجران ؟
= لأن الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم يعلم أن الأمة من بعده ليست معصومة ... إذاً الصواب وارد والخطأ وارد ... فكان من رحمة النبى صلى الله عليه وسلم أن بين أن المجتهد المصيب له أجران والمخطىء فله أجر .
= وما من عالم من العلماء إلا وله هفوة فمثلا :
-الزمخشرى ( صاحب التفسير المعروف ) له بعض الأخطاء فى تفسيره وذلك لأنه كان يميل للمعتزلة .
- أبن حجر العسقلانى ( صاحب شرح البخارى ) له بعض الأخطاء وذلك لأنه كان يميل أحيانا للأشاعرة .
- حتى الإمام النووى رحمه الله لم يسلم من بعض الأخطاء
- أيضا بن حزم وبن عثيمين وغيرهم الكثير من القدامى والمحدثين كانت لهم بعض الأخطاء .... الخ .
= فهل معنى ذلك أنهم خرجوا من دائرة الإسلام ؟
بالطبع لا فهم علماء كبار ولا يُستهان بهم بأى حال من الأحوال ولوكان أحدهم معنا فى عصرنا لوجب علينا تقبيل رأسه ويده .
-----------
= أما عن شيخنا وعالمنا الشيخ الشعراوى رحمه الله
فالشيخ كمن سبقوه أى أنه اجتهد وأخطأ فى بعض المسائل وهذا لا يُخرجه من الملة ولا يجوز التحامل عليه وكأنه هو الوحيد الذى أخطأ فى هذا العالم الملىء بالمخالفات الصريحة والمقصودة - ولقد تأثرت كثيرا عندما قرأت لبعض العلماء الكبار المحدثين المعروفين يقول عن الشيخ الشعراوى منحرف العقيدة وليس بعالم وكذاب ... فقلت فى نفسى إذا كان هذا العالم الكبير بعلمه يقول هذا عن شيخ اجتهد وأخطأ فى بعض المسائل فماذا يقول الأخرون ؟؟؟ ( لله الأمر من قبل ومن بعد )
= الشيخ الشعراوى رحمه الله لم يُوفق فى بعض المسائل منها :
- موضوع الصلاة فى المساجد التى بها قبور ... ولقد أفاض فيها شيخنا الجليل أبوسندس وبالأدلة جزاه الله عنا خيرا .
- من المسائل التى لم يوفق فيها الشيخ الشعراوى رحمه الله مسألة ( أين الله ) فالشيخ رحمه الله أقر وأفتى بأن الله موجود فى كل مكان .
- وهذا مخالف للعقيدة ولقد بين ذلك كثير من العلماء فقالوا :
*هناك سبع آيات فى القرآن الكريم صريحة تبين أن الله عزوجل على العرش استوى منها قوله تعالى [ إن ربكم الله الذى خلق السماوات والأرض فى ستة أيام ثم استوى على العرش ..... ] الأعراف
- وهناك آيات أخرى تدل على ذلك أيضا منها قوله تعالى [ إليه يصعد الكلم الطيب والعمل الصالح يرفعة ... ] فاطر
- ولقد فسر الشيخ قوله تعالى ( الإستواء على العرش ) بالإستيلاء وهذا خطأ إذ أن الإستيلاء يدل على أنه سبحانه إستولى أو أخذه من غيره والأمر بخلاف ذلك والله أعلم
- = من المسائل التى لم يوفق فيها الشيخ رحمه الله ( التوسل بالصالحين ) فقد أجازه الشيخ ، وذلك لأن الشيخ كان متأثرا فى بداية حياته ببعض الطرق الصوفية .
- وهذا خطأ وقد رد العلماء على ذلك .
= الشيخ رحمه الله أحيانا كان يستدل فى بعض دروسه ببعض الأحاديث الضعيفة أو الموضوعة ( طبعا بدون قصد ) ربما لم يعرف مدى صحة الحديث وإلا لبتعد عنه .
رحم الله الشيخ الشعراوى وغفر الله لنا وله وللمسلمين .
-----------
- نخلص من ذلك بأنه لكل عالم هفوة أوسقطة سقط فيها والذى علينا هو عدم الأخذ بالكلية وعدم الترك بالكلية .
وقد قال الإمام مالك ( كل قول يُؤخذ منه ويُرد إلا صاحب هذه الروضة - وأشار إلى قبر النبى صلى الله عليه وسلم
وورد عن الإمام الشافعى ( إن صح الحديث فهو مذهبى وإلا فاضربوا به عرض الحائط )
وورد عن أحمد مثل ما قال الشافعى رحمهم الله .
--------------
وأخيرا:
من كلام الإمام عبدالعزيز بن باز - رحمه الله - في كتاب كبار العلماء يتكلمون في الدعاة / حجر القرني / ص ( 8 )
(( ... الواجب على طلبة العلم وعلى أهل العلم معرفة واجب العلماء ، والواجب عليهم حسن الظن وطيب الكلام والبعد عن سيئ الكلام ، فالدعاة إلى الله – جل وعلا– حقهم عظيم على المجتمع .
فالواجب أن يُساعَدوا على مهمتهم بكلام طيب وبأسلوب حسن ، والظن الصالح الطيب ، لا بالعنف والشدة ، ولا بتتبع الأخطاء وإشاعتها للتنفير من فلان وفلان .
يجب أن يكون طالب العلم ، ويكون السائل يطلب الخير والفائدة ، ويسأل عن هذه الأمور ، وإذا وقع خطأ أو إشكال سأل بالحكمة والنية الصالحة ، كل إنسان يخطئ ويصيب ، ما فيه أحد معصوم إلا الرسل – عليهم الصلاة والسلام – معصومون فيما يبلغون عن ربهم ، والصحابة وغيرهم كل واحد قد يخطئ وقد يصيب ، والعلماء كلامهم معروف في هذا والتابعون ومن بعدهم .
ليس معنى هذا أن الداعية معصوم أو العالم أو المدرس أو الخطيب ، لا . قد يخطئون
فالواجب إذا نُبه أن يتنبه ، وعلى من يشكل عليه شيء أن يسأل بالكلام الطيب والقصد الصالح حتى تحصل الفائدة ويزول الإشكال من غير أن يقع في عرض فلان أو النيل منه .
العلماء هم ورثة الأنبياء ، وليس معنى هذا أنهم لا يخطئون أبداً ، فهم إن أخطأوا لهم أجر ، وإن أصابوا لهم أجران .
يقول الرسول e : (( إذا حكم الحاكم فاجتهد ثم أصاب فله أجران ، فإذا حكم فاجتهد ثم أخطأ فله أجر )) .
وإخواننا الدعاة إلى الله – عز وجل – في هذه البلاد حقهم على المجتمع أن يََُسَاعَدوا على الخير ، وأن يُحسن بهم الظن ، وأن يبين الخطأ بالأسلوب الحسن ، ليس بقصد التشهير والعيب .
والله أعلم