رد: آيات تهز الكيان وتخشع لها الجبال وتتصدع يتلوها عليكم بديع القراء
بسم الله الرحمن الرحيم
اني اخاف ان عصيت ربي عذاب يوم عظيم...
ما شاء الله فتبارك الله...ما اجلي اية نستمعها وما اجلي قارء مفسر لها...
والله هذه الأية عظيم المعاني جدا جدا...
والشيخ الجليل يعرف اهميتها ويكررها بكل تلاوة..كانه يعني بتكراره وخشوعه هذه المعاني الآتية...
لو انزلنا هذا القرآن علي جبل لرئيته خاشعا متصدعا من خشية الله...
ويا بنى آدم! ما هذه القلوب التي تحملونها وأنتم غارقون في فقركم وعجزكم!
انها تقاوم بغلظة وبقساوة أوامر مولىً جليل عظيم، تنقاد له طبقات الصخور الصلدة الهائلة، ولا تعصيه امراً، بل تؤدي كل منها وظيفتها الرفيعة في طاعة كاملة وانقياد تام؛ وهي مغمورة في ظلمات الارض. بل تقوم تلك الصـخور بوظيفة المستودع والمخزن لمتطلبات الحياة للاحياء الذين يدبون على تراب الارض. حتى انها تكون لـينة طرية في يد القدرة الحكيمة الجليلة، طراوة شمع العسل، فتكون وسائل لتقسيمات تتم بعدالة، وتكون وسائط لتوزيعات تنتهي بحكمة، بل تكون رقيقة رقة هواء النسيم، نعم!
انها في سجدة دائمة امام عظمة قدرته جل جلاله.
ان الجبال التي على سطح الارض، والتي تجمدت بعد ان كانت في حالة مائعة وسائلة. واصبحت كتلاً ضخمة من الصخور الصلدة، تتفتت وتتصدع، بتجليات جلالية، تتجلى على صورة زلازل وانقلابات ارضية، مثلما تناثر واصبح دكاً ذلك الجبل الذي تجلّى عليه الرب سبحانه في طلب موسى عليه السلام رؤية الله جل جلاله.
فهذه المصنوعات المنتظمة المتقنة الماثلة امامنا فوق الارض، وهذه التدابير الإلهية ذات الحكمة والعناية الجارية عليها هي ايضاً بعينها تجري تحت الارض بل تتجلى فيها الحكمة الإلهية والعناية الربانية بأعجب منها حكمةً واغرب منها انتظاماً.
تأملوا جيداً!
ان اصلب الصخور واضخمها واصمّها تلين ليونة الشمع تجاه الاوامر التكوينية، ولا تبدي اية مقاومة أو قساوة تُذكر تجاه تلك الموظفات الإلهية اي المياه الرقيقة والجذور الدقيقة والعروق اللطيفة لطافة الحرير، حتى كأنها عاشق يشق قلبه بمسٍّ من أنامل تلك اللطيفات والجميلات، فتتحول تراباً في طريقهن..
وما بكم ايها الناس! عندما يتلي كتاب الله امامكم فلا تخشون ولا تتئثرن...صرتم بمرتبة ادني من الجبال والصخور الصلدة...
فإذا آمنو بالله حقا وتدبرو بآياته واخشين من عظمة كلام الله...