السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
المال من النعم العظيمة التي أنعم الله بها على عباده...فأقل العطاء منها للبعض وأكثر منه للبعض الآخر
فهناك من أغناه الله بالمال ..وهناك من هم فقراء له...وما هذه إلا حكمة من حكم الله عز وجل...فعندما
أغنى الغني إنما قام باستخلافه على ذلك المال في الدنيا...وجعل له ضوابط وشروط لأنفاق ذلك المال
ومن أهم هذه الضوابط والشروط ..عدم الإسراف في إنفاق ذلك المال فيما لا يحتاج إليه في أشياء تزيد
فوق احتياجاته المطلوبة..وأن يتحروا الوسطية في إنفاقه حيت قال عز وجل :
{ والذين إذا أنفقوا لم يسرفوا ولم يقتروا }
وعندما أوفى الله عز وجل المال للبعض فهو جعل للفقير نصيب منه وأصبح للفقير حق في ذلك المال
لهذا اشترط عليهم الصدقة والزكاة لينال من لهم نصيب في ذلك المال نصيبهم وحقهم..فالغني عندما
يتصدق ويأذي الزكاة المفروضة عليه..هو في الحقيقة يعيد لذلك الفقير نصيبه وحقه في مال ..الله عز وجل
استخلفه عليه فقط...وأمنه عليه...قال عز وجل :
{ وآت ذا القربى حقه والمسكين و ابن السبيل ولا تبذر تبذيرا ، إن المبذرين كانوا إخوان الشياطين }
فالله عز وجل أنعم علينا بنعمة المال لنعيش جميعا عيشة كريمة وهنية الغني والفقير معا..فعندما يأدي الغني
ما عليه من واجبات تجاه الفقير ..سيعيش الفقير أيضا عيشة كريمة وسيحفظ له كرامته بأن يمد يديه
بالتسول...ولن يحتاج لاتباع طرق غير مشروعة أو حرام ليكسب لقمة عيشه....
فالمال يكون نعمة على الغني.إذا استوعب أن ذلك المال ليس ماله وحده وأنه مأمن على نصيب الفقير فيه..
وإذا امثثل لأوامر الله عز وجل..في إنفاقه..وطبق شرع الله تعالى بتأدية الواجبات التي عليه...
لكن سيصبح نقمة عليه ..إذا...أعرض عن إرادة الله عز وجل....وفكر أن ماله هو ماله وحده...ومنع الزكاة
لأن حسابه سيكون حينئذن شديدا عند الله عز وجل..
يقول سبحانه وتعالى في كتابه العزيز :
{ ولا يحسبن الذين يبخلون بما آتاهم الله من فضله خيرا لهم بل هو شر لهم سيطوقون
به يوم القيامة ولله ميراث السماوات والأرض والله بما تعملون خبير } ..صدق الله العظيم...
.....فالنجعل المال نعمة علينا كما أراد له الله عز وجل أن يكون ...
.....ولا نجعله نقمة علينا لأننا نحن من سنختار حينها أن يكون كذلك....