رد: أبو بكر الصديق الصاحب و الخليفة
المحاضرة السادسة
الصديق ووفاة الرسول صلى الله عليه وسلم
الرابط :
http://www.alminshawy.net/files/get/YgPzYTArII/06-.mp3
عن ابن أبي المعلى عن أبيه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم خطب يوما فقال إن رجلا خيره ربه بين أن يعيش في الدنيا ما شاء أن يعيش ويأكل في الدنيا ما شاء أن يأكل وبين لقاء ربه فاختار لقاء ربه قال فبكى أبو بكر فقال أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ألا تعجبون من هذا الشيخ إذ ذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم رجلا صالحا خيره ربه بين الدنيا وبين لقاء ربه فاختار لقاء ربه قال فكان أبو بكر أعلمهم بما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال أبو بكر بل نفديك بآبائنا وأموالنا فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما من الناس أحد أمن إلينا في صحبته وذات يده من ابن أبي قحافة ولو كنت متخذا خليلا لاتخذت ابن أبي قحافة خليلا ولكن ود وإخاء إيمان ود وإخاء إيمان مرتين أو ثلاثا وإن صاحبكم خليل الله
عن أبي سعيد الخدري أن رسول الله صلى الله عليه وسلم جلس على المنبر قال إن عبدا خيره الله بين أن يؤتيه من زهرة الدنيا ما شاء وبين ما عنده فاختار ما عنده فقال أبو بكر فديناك يا رسول الله بآبائنا وأمهاتنا قال فعجبنا فقال الناس انظروا إلى هذا الشيخ يخبر رسول الله عن عبد خيره الله بين أن يؤتيه من زهرة الدنيا ما شاء وبين ما عند الله وهو يقول فديناك بآبائنا وأمهاتنا قال فكان رسول الله هو المخير وكان أبو بكر هو أعلمنا به فقال النبي صلى الله عليه وسلم إن من أمن الناس علي في صحبته وماله أبو بكر ولو كنت متخذا خليلا لاتخذت أبا بكر خليلا ولكن أخوة الإسلام لا تبقين في المسجد خوخة إلا خوخة أبي بكر.
موقف أبي بكر بعد وفاة الرسول
أقبل أبو بكر حتى نزل على باب المسجد حين بلغه الخبر ، وهو يكلم الناس فلم يلتفت إلى شيء حتى دخل على رسول الله صلى الله عليه وسلم في بيت عائشة ورسول الله صلى الله عليه وسلم مسجى في ناحية البيت عليه برد حبرة فأقبل حتى كشف عن وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم . قال ثم أقبل عليه فقبله ثم قال بأبي أنت وأمي ، أما الموتة التي كتب الله عليك فقد ذقتها ، ثم لن تصيبك بعدها موتة أبدا . قال ثم رد البرد على وجه رسول الله ثم خرج وعمر يكلم الناس فقال على رسلك يا عمر أنصت فأبى إلا أن يتكلم فلما رآه أبو بكر لا ينصت أقبل على الناس فلما سمع الناس كلامه أقبلوا عليه وتركوا عمر فحمد الله وأثنى عليه ثم قال أيها الناس إنه من كان يعبد محمدا فإن محمدا قد مات ومن كان يعبد الله فإن الله حي لا يموت .
قال ثم تلا هذه الآية [URL="http://javascript<b></b> isplayAyaa(3,144)"]وما محمد إلا رسول قد خلت من قبله الرسل أفإن مات أو قتل انقلبتم على أعقابكم ومن ينقلب على عقبيه فلن يضر الله شيئا وسيجزي الله الشاكرين [/URL] آل عمران : 144
فوالله لكان الناس لم يعلموا أن هذه الآية نزلت حتى تلاها أبو بكر يومئذ قال وأخذها الناس عن أبي بكر فإنما هي في أفواههم قال فقال أبو هريرة : قال عمر والله ما هو إلا أن سمعت أبا بكر تلاها ، فعقرت حتى وقعت إلى الأرض ما تحملني رجلاي وعرفت أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد مات .
ما حدث للصحابة عقب وفاته صلى الله عليه وسلم
ما روي عن عائشة رضي الله عنها وغيرها من الصحابة أن النبي صلى الله عليه وسلم لما قبض وارتفعت الرنة وسجى رسول الله صلى الله عليه وسلم الملائكة دهش الناس وطاشت عقولهم وأقحموا ، واختلطوا ، فمنهم من خبل ومنهم من أصمت ومنهم من أقعد إلى أرض فكان عمر ممن خبل وجعل يصيح ويحلف ما مات رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وكان ممن أخرس عثمان بن عفان حتى جعل يذهب به ويجاء ولا يستطيع كلاما ، وكان ممن أقعد علي ، رضي الله عنه فلم يستطع حراكا ، وأما عبد الله بن أنيس ، فأضني حتى مات كمدا ، وبلغ الخبر أبا بكر رضي الله عنه وهو بالسنح فجاء وعيناه نهملان وزفراته تتردد في صدره وغصصه ترتفع كقطع الجرة وهو في ذلك رضوان الله عليه جلد العقل والمقالة حتى دخل على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فأكب عليه وكشف وجهه ومسحه وقبل جبينه وجعل يبكي ، ويقول بأبي أنت وأمي طبت حيا وميتا ، وانقطع لموتك ما لم ينقطع لموت أحد من الأنبياء من النبوة فعظمت عن الصفة وجللت عن البكاء وخصصت حتى صرت مسلاة وعممت حتى صرنا فيك سواء ولو أن موتك كان اختيارا لجدنا لموتك بالنفوس ولولا أنك نهيت عن البكاء لأنفدنا عليك ماء الشؤون
لعمري لقــــــــــــــد أيقنت أنك ميت
ولكنما أبدى الذي قلته الجـــــــــزع
وقلت يغيب الوحي عنا لفقـــــــــــده
كما غاب موسى ثم يرجع كما رجـع
وكان هواي أن تطول حياتـــــــــــــه
وليس لحي في بقا ميت طمـــــــــــع
فلما كشفنا البرد عن حـــــــر وجهه
إذا الأمر بالجزع الموهب قد وقـــــع
فـــــــــــلم تك لي عند المصيبة حيلة
أرد بها أهل الشماتة والقـــــــــــــذع
سوى آذن الله في كتـــــــــــــــــــــابه
وما آذن الله العباد به يقـــــــــــــــــع
وقـــــــــــد قلت من بعد المقالة قولة
لها في حلوق الشامتين به بشـــــــع
ألا إنما كــــــــــــــــــــان النبي محمد
إلى أجل وافي به الوقت فانقطـــــــع
ندين على العــــــــــــــلات منا بدينه
ونعطي الذي أعطى ، ونمنع ما منع
ووليت محزونا بعين سخينــــــــــــة
أكفكف دمـــــــعي والفؤاد قد انصدع
وقلت لعيني : كل دمـــــــــــع ذخرته
فجودي به إن الشجي له دفـــــــــــع