بسم الله الرحمن الرحيم
ولـد الشيـخ محمـــود صديـق السـيد تــائـب المـنشـاوى
فى30من أكتوبر عــام1943بمركز المنشاه محافظة سوهاج
فى بقعه مباركه تدرك أن من المراد الدنيا فعلية القرآن،ومن أراد الآخره فعليه بالقرآن ومن أردهما معاً فعليه بالقرآن،فاهتمت بالقرآن حفظاً وتجويداً ،نشأ فى أسره قرآنيه من العظم حتى النخاع،أطلق عليها (بيت القرآن)،حيث تمكن أفرادها من كتاب الله حفظاً وتلاوه فزاد الله البيت عزاً وتشريفاً،وإذا كانت التربه الطيبه لاتنبت إلا طيبا،والبقعه المباركه
لاتكون ثمارها إلا مباركه،فإن الأرض التي أنبتت الشيخ محمود كانت طيبه بالفطرة،محمله بعبق المسك،وتراب الجنة،فهذه التربية هي التي أنبتت من قبل الشيخ صديق المنشاوى رائد ومؤسس تلك المدرسة والشيخ محمد صديق المنشاوى قيثار التلاوة الحزين،والشيخ أحمد صديق المنشاوى الصوت الناعم الحريري،والذين أصبحوا بين عشية وضحاها عمالقة التلاوة وسفراء القرآن فبنوا المدرسة المنشاويه،وصنعوا لها تاريخها مجيداً وخالداً،ويبقى على مر العصور ببقاء السماء والأرض
بدأ الشيخ صديق المنشاوى في تحصين ابنه الجديد بالحصن الذي حصن به أخويه من قبل،فقد أحس الشيخ منذ أول لحظه نظر فيها إلى وجه مولودة الذي يشبه بوجهه الجميل ولدان الجنة المخلدون،كان الله اختاره لحفظ كتابه،ولأن قدومه كان محموداُ فقد أطلق عليه والده اسما من أسماء النبي صلى الله عليه وسلم،فاسماه محموداً،وبعد ميلاده زادت البركة،وكثر الخير،ولما بلغ الطفل الجميل أشده،واستوى وبلغ السادسة ظهرت عليه علامات النبوغ،وسمات أهل القرآن،فبدأ الأب بالتفكير في مستقبل الابن الصغير،وكيفية تمكينه من حفظ القرآن، فبدأ والده في تحفيظه القرآن،ولما بلغ مع أبيه السعي الدءوب،أتم حفظ القرآن في الثامنة من عمره،كان لابد من ثقل الموهبة بالدراسة المتعمقة لأحكام القرآن وعلومه،حتى يستطيع أن يشق لنفسه طريقاً بين العظماء،ولأن جمال الصوت وحده لا يكفى لصنع قارئ متمكن حاذق بل يحتاج مع جمال الصوت إلى المعرفة التامة بأحكام التجويد وعلوم القرآن،فتلقاها على يد الشيخ عامر عثمان رحمة الله عليه بمعهد القراءات،والشيخ عامر عثمان واحد من كبار علماء القراءات في ذلك الوقت،فحفظ الشيخ محمود على يديه ألشاطبيه،وقرأ عليه السبعة،ثم عاد إلى أبيه مصراً على أن يصطحبه والده الشيخ صديق ولأخوه الشيخ محمد في لياليهما في القرى الصعيد بمصر،رغم صغر سنه،وكان إصراره على أن يصطحباه أقوى من محاولات الوالد ولأخ لإبعاده،فهو ما يزال صغير السن،فكان يشهد ليالي روحانية،ويلقى آلاف المعجبين بفن التلاوة وروعة الأداء من أبيه وأخيه ويرى مدى الإجلال الذي يلقاه والده من هؤلاء،والقبلات الحارة منهم على الأيدي ولأعناق
وهكذا نشأ الشيخ محمود وسط أب وأم وجد وعم وأخ من حفظة القرآن في نادرة قلما تتكرر،فكانوا كما أطلق عليهم الملك عبد العزيز آل سعود(بيت القرآن) ولما لا وقد قال الشاعر في فضلهم:
بيت الكرامة منه الفضل ممدود***فيه الصلاح وفيه العز والجود
بيـت محمد تـــاج العلـم والأدب***فـالأب صديق ونعم الابن محمود
وظهر الشيخ محمود صديق المنشاوى في القاهرة في فتره كان من العسير على أى قارئ جديد أن يجد له مكاناً وسط العمالقة الأفذاذ من سفراء القرآن الكريم، من أمثال العملاق مصطفى إسماعيل،والفذ عبد الباسط عبد الصمد،وأبوا لعنين شعيشع وغيرهم
إلا أن الشاب القادم من صعيد مصر بتراثه الوفير،استطاع منذ اليوم الأول أن يجد مكانه في الصدارة،في الإذاعة في أواخر الستينيات،بعد أن تقدم للإذاعة المصرية،وكانت لجنه الاختبار برئاسة الشيخ الجليل/محمد الغزالي وعضوية كل من الدكتور عبد الحميد عيسى والشيخ عبد الفتاح القاضي والشيخ رزق خليل حبيه رحمة الله عليهم
ولما علم الشيخ بموعد امتحان،ظل ساهراً مع والده يوماً وليله،يراجعان القرآن وأحكامه،فلم قدم وزير الأوقاف آنذاك:ما اسمك؟قال:محمود صديق المنشاوى،فعلم وقتها أنه أخو الشيخ محمد صديق المنشاوى الذي لطالما ملئ ولا يزال أسماع العالم من تلاواته،فقال له منتدرا هي الإذاعة وراثة) فأجابه الشيخ النابه:ليست وراثة بل أجاده،فقال أنت غلباوى قوى) قال:مش غلباوى ولا حاجه أنا أجيب على قدر السؤال،فسئل بسبب ذلك أكثر من ثلاثين سؤالا في القرآن وأحكام التلاوة وعلوم التجويد،فلم يقف أمامه أي سؤال، حتى قال قائلهم:أنه ابن الشيخ صديق أمين القرآن
وهكذا استطاع الشيخ محمود صديق أن يجدله مكاناً فوق خريطة القراء العظام،ليكون أول قارئ للقرآن في تاريخ الإذاعة والتلفزيون،يصافح وجهه وجه المشاهدين عبر شاشات التلفزيون المصري على الهواء مباشر في أواخر الستينيات،وذلك بعد ثمانية أشهر من وفاة قيثارة السماء/الشيخ محمد صديق المنشاوى،وبعد اعتماده بالإذاعة أختار الإذاعي الكبير فهمي عمر ،الشيخ محمود صديق ومعه خمسة من القراء ليسجل كل منهم مصحفا مرتلا،وأصبح للشيخ محمود مصحفا مرتلا بالإذاعة المصرية،هذا إلى جانب أكثر من مصحف مرتل يذاع فى الدول العربية والإسلامية كما أن له مصحفا معلما تم تسجيله بالجمعية الإسلامية بالعاصمة الإنجليزية لندن
رحلات الشيخ محمود وأسفاره
*سافر الشيخ محمود صديق المنشاوى كل بقاع مصر إلى جانب زياراته إلى مختلف دول العالم العربي والإسلامي والأوربي إما بد عوات خاصة من المراكز الإسلامية أو من خلال بعثات وزارة الأوقاف،فسافر إلى كل الدول الإسلامية،وسافر إلى أمريكا وألمانيا والمجر والسويد واستراليا وإنجلترا وإيران والنمسا وأسبانيا وماليزيا وباكستان والهند والصين وجنوب أفريقيا وغيرها،وحصل على الكثير من الأوسمة والنياشين من ملوك وأمراء ورؤساء الدول التي زارها،وأجمل ما قيل في تلك المدرسة مقولة الملك عبد العزيز آل سعود(لقد نزل القرآن في مكة،وكتب في تركيا،وقرأ في مصر،وفى الصعيد مصر بيت شع منه نور القرآن إنه بيت الشيخ صديق المنشاوى) وهذا ما قدمته لكم بقدر ما استطيع
وشكراً لقراءتكم لهذا الموضوع او النبذه المنشاويه
وإليكم هذا الرابط الروووعه للشيخ محمود http://www.multiupload.com/TKPKDZNDQF